الأخبار
- تقارير وتحليلات
احتفالات مليشيات الحوثي.. تعددت المسميات والهدف واحد
العاصمة أونلاين - خاص
الإثنين, 19 نوفمبر, 2018 - 11:32 مساءً
تواصل مليشيات الحوثي الانقلابية تحركاتها الحثيثة لإقامة فعالية احتفائية بمناسبة المولد النبوي في العاصمة صنعاء، حيث أقدمت على حشد أنصارها ومسلحيها إلى صنعاء استعدادًا لإقامة هذه الفعالية المزعومة يوم غد الثلاثاء، وسبق وأن وجّهت عقال الحارات ومشرفيها في جميع المناطق بإجبار المواطنين على الحضور والمشاركة بأي وسيلة كانت.
وقالت مصادر محلية لـ"العاصمة أونلاين" إن مليشيات الحوثي أقدمت على قطع شوارع رئيسية وطرقات فرعية في العاصمة صنعاء، ونشرت مسلحيها وعرباتها المسلحة في مداخل العاصمة ومخارجها، تمهيداً لإقامة هذه الفعالية، التي تحمل في ظاهرها شعاراً دينياً إلا أن باطنها مفخخ بالأهداف المادية والسياسية والايدلوجية.
وسبق وأن أصدرت مليشيات الحوثي الانقلابية توجيهات صارمة لعقال الحارات وكذا مشرفيها في جميع المديريات والمناطق الخاضعة لسيطرتها وكذا قياداتها في المؤسسات الحكومية والمدارس بأن يحشدوا المواطنين صغاراً وكباراً وكذا الموظفين والطلاب للمشاركة في هذه الفعالية الاستعراضية، حيث تأتي بالتزامن مع هزائم مقاتليها في جبهات الساحل الغربي بمحافظتي حجة والحديدة وكذا في جبهات الضالع والبيضاء.
حملات جمع المال
ومنذ مطلع الأسبوع الماضي، دشن مليشيات الحوثي الانقلابية حملات واسعة لجمع الجبايات المالية من التجار وشركات الصرافة ومن المواطنين في المساجد والمقايل، وكذا أصدرت تعميمات لجمع تبرعات من طلاب المدارس الحكومية والأهلية، لصالح ما أسمته إقامة ما أسمته فعاليات احتفالية بمناسبة المولد النبوي.
وبحسب مراقبون فإن حجم الأموال التي تهدرها مليشيات الحوثي الانقلابية على الفعالية الواحدة تكفي لدفع مرتبات أكثر من مليون موظف ممن امتنعت المليشيات عن صرف مرتباتهم لأكثر من ثلاث سنوات، ويعانون أوضاعاً معيشية متدهورة.
ومنذ اجتياحها العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/ ايلول 2014م، استقدمت مليشيات الحوثي الانقلابية عشرات الاحتفالات والمناسبات التي تقمها الجماعات الشيعية في طهران وفي كربلاء العراق، وأجبرت المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها على الحضور والمساهمة في إقامتها من خلال التبرع بالمال.
تعددت المسميات والهدف واحد
وخلال الثلاث السنوات الماضية، اقامت مليشيات الحوثي الانقلابية عشرات الاحتفالات تحت عناوين ومسميات مختلفة إلا أن الهدف الذي تكرر خلال جميع الاحتفالات هو "بث الخطابات الطائفية العنصرية المستوردة من الحوزات الايرانية، وكذا جمع الأموال لتحقيق الثراء لمنتسبي السلالة وتمويل عملياتها القتالية ضد الشعب اليمني".
ومع كل احتفال ومناسبة تقيمها المليشيات الحوثية تتطور أساليبها لنهب الأموال واستلابها من المواطنين والتجار وصغار التجار والباعة المتجولين، وكذا أساليب ترويجها للخطابات والدعايات المضللة، بغية إيصالها إلى أكبر قدر في أوساط المجتمع اليمني.
تغطية الهزائم
وفي كل مرة تتلقى فيها مليشيات الحوثي الانقلابية هزائم ساحقة أمام القوات الحكومية في أكثر من جبهة، تلجأ المليشيات إلى تغطية هذه الهزائم ع بالاستعراضات في شوارع صنعاء وحشد المواطنين بالقوة للمشاركة في هذه الاحتفالات التي وزعتها على كافة شهور السنة، حيث تقيم أكثر من 60 احتفالاً خلال العام الواحد، وتهدر ملايين الريالات على اقامة الحفل الواحد سواء مما نهبته من ميزانية الدولة أو مما سلبته من أيادي المواطنين الذين هم أحق بالريال الواحد.
مقاطعة مجتمعية
وبالرغم من رفض المواطنين المشاركة في أنشطة مليشيات الحوثي سواء القتالية أو في الاحتفالات الاستعراضية، إلا أن الجماعة تجبر الغالبية منهم على الحضور والمشاركة بالقوة، من خلال التهديدات باختطاف الأبناء واقتيادهم إلى السجون أو إلى جبهات القتال وغير من التهديدات القاسية، أو بالحرمان من الخدمات الضئيلة ومنها على سبيل المثال لا الحصر (الحرمان من الحصول على أسطوانة غاز).
وفي وقت سابق، أكد مواطنون لـ"العاصمة أونلاين" أن عقال الحارات الموالون لمليشيات الحوثي رفضوا إعطائهم أسطوانة غاز منزلي، واشترطوا مقابل الحصول عليها تسجيل أسماء المستفيد في كشوفات المواطنين المشاركين في فعالية الاحتفال بالمولد النبوي.
وعبروا عن استيائهم الشديد من الممارسات الابتزازية التي وصلت إليها مليشيات الحوثي الانقلابية وهي مقايضة المواطن بين الموت جوعاً أو الانخراط في صفوفها، ودون أن تراعي الوضع المعيشي الذي وصلوا إليه، مؤكدين أنه كان بالأحرى بالمليشيات أن تعمل لهم معالجات تكفيهم الطوابير الطويلة أمام المخابز والعمل على ضبط الأسعار، وانفاق الأموال التي جمعتها على الجوعى والمعوزين وهذه أكبر عبادة حث عليها الرسول (ص)، الذي تزعم المليشيات الاحتفال بمولده.
أجواء ملبدة بالخطاب الطائفي
ولم تكتف مليشيات الحوثي الانقلابية بالخطابات المسمومة التي تبثها عبر منابر المساجد، والإذاعات المدرسية، والمحاضرات التي تقيمها لموظفي الدولة الخاضعون لسيطرتها، بل أقدمت على نصب مكبرات الصوت في الشوارع والحدائق العامة وجميعها تحث على الكراهية والعنصرية وتدعو إلى العنف والقتل.
كما ألزمت الخطباء والدعاة ومشرفيها في جميع المناطق الخاضعة لسيطرتها بتكثيف الخطابات المتشنجة وتحريض السكان على المشاركة في فعالياتها الاستعراضية والحشد إلى جبهاتها التي تشهد تراجعاً متواصلاً أمام القوات الحكومية منذ أكثر من سنتين، دون أن تعلن استسلامها بالرغم من خسائرها البشرية المهولة.
وبحسب السكان فإن الخطابات والدعايات المسمومة التي تبثها مليشيات الحوثي الانقلابية من خلال جميع وسائلها المرئية والمسموعة والمكتوبة فإنها لا تزيد المواطن الا عتواً ونفوراً، خصوصاً وهو يرى قيادات المليشيات تهدر ملايين الدولارات على الملصقات الدعائية والإعلانية ولافتات الشوارع في حين لا يجد هو وأولاده ما يسد به رمق جوعة.
معاناة المواطن خارج الحسابات
وفي أحاديث سابقة لـ"العاصمة أونلاين" أكد الكثير من المواطنين في مناطق سيطرة المليشيات أن جماعة الحوثي أثبتت خلال نحو أربع سنوات أنها لا يهمها إلا مصالحها الذاتية ومصالح داعميها في طهران، وفي كل أزمة يعيشها السكان لا تلقي هذه المعاناة أي اهتمام لدى قيادات الجماعة الذين لا يهتمون إلا لتنمية أرصدتهم المالية الضخمة وشراء العقارات واستمرار الحرب، حتى مقتل آخر مواطن يمني.
وفي كل جولة مشاورات تدعو لها الأمم المتحدة وتوافق على شروطها الحكومة الشرعية، تسعى مليشيات الحوثي بكل ما أوتيت من قوة لإفشالها ونكث شروطها، وتعمل على اختلاق أزمات انسانية لكسب تعاطف المنظمات الأممية وبهذا تكسب جولة حرب جديدة وتبدأ بحملات جمع الجبايات من المواطنين وانشاء الشركات الوهمية، وانعاش الأسواق السوداء لكسب المزيد من الأموال وشراء الولاءات، وحشد الفقراء والمحتاجين إلى جبهات الموت.
وبحسب مراقبون فإن مليشيات الحوثي الانقلابية تستغل المناسبات الدينية لمحاولة التأثير على عواطف الشارع اليمني، غير مدركة بأن ممارساتها الإرهابية ضد أبناء الشعب خلال السنوات الماضية أفقدها مصداقيتها، وأي شعارات ترفعها حتى وإن كانت دينية أصبحت غير ذات جدوى.