الأخبار
- تقارير وتحليلات
مشاورات السويد.. بين التعثر والنجاح في ظل تعنت الحوثيين
العاصمة أونلاين - خاص
الجمعة, 07 ديسمبر, 2018 - 10:40 مساءً
لليوم الثاني على التوالي، تتواصل أعمال مشاورات السلام حول اليمن في السويد، برعاية الأمم المتحدة، وبحضور وفدي الحكومة الشرعية ومليشيات الحوثي الانقلابية.
وبالرغم من حجم الكارثة الإنسانية التي خلفتها الحرب الحوثية على الشعب اليمني للسنة الثالثة على التوالي، وحاجة غالبية أبناء الشعب الماسة للغذاء والدواء، وبالرغم من جدية الحكومة الشرعية والمجتمع الدولي لإنهاء الحرب وإطلاق عملية البناء وإعمار ما خلفته الحرب، إلا أن مليشيات الحوثي الانقلابية كعادتها تضع العراقيل أمام جهود لتحقيق السلام.
ومنذ أول محاولة للمبعوث الأممي الجديد إلى اليمن مارتن غريفث، لعقد جولة مشاورات بين الأطراف الأممية، عملت مليشيات الحوثي الانقلابية حزمة من العراقيل والشروط بهدف إفشال المشاورات واستمرار الحرب من أجل الثراء والحكم، ضاربة عرض الحائط بمصير آلاف اليمنيين الذين قتلوا وجرحوا جراء الحرب، في يهدد الجوع والمرض حياة البقية منهم.
عراقيل منذ الخطوة الأولى
وبالرغم من تنفيذ المبعوث الأممي والحكومة الشرعية والتحالف العربي لجميع شروط المليشيات الحوثية ومنها: نقل 50 جريحاً لتلقي العلاج في الخارج، وعدم تفتيشهم في أي مكان، إلا أن المليشيات الانقلابية استمرت في مخالفة الشروط المحددة ومنها مضاعفة أعضاء فريقها المفاوض بعد أن اشترط المبعوث الأممي 12 شخصاً لكل وفد.
وفي أول لحظة لانطلاق المشاورات، فجّر حجم وفد ميليشيات الحوثيين المشارك في المفاوضات، خلافات حادة، سبقت انطلاق الجلسة الأولى رسميًا، أمس الخميس، قبل أن ينتهي الخلاف بعد تدخل المبعوث الأممي غريفث، واستبعاده الأسماء الزائدة في وفد مليشيا الحوثي.
مفاوضين ومشايعين
وحول هذا الموضوع، قال عضو الوفد الحكومي المشارك في المشاورات محمد موسى العامري: ”التزمنا في الوفد الحكومي بموجب الدعوة المقدمة حول العدد في المشاورات بـ12 مشاركًا، بينما الطرف الحوثي الانقلابي لم يلتزم إذ أحضر قريبًا من الضعف، إضافة إلى المشايعين، وننتظر تصحيح المنطلق، لأن تدليلهم كارثة وخلل في سير العدالة”.
ووصف العامري، هذه المخالفة في منشور له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، بأنها “خلل في العدالة”.
بين النجاح والأفغنة
وحول إمكانية نجاح المبعوث الأممي في انجاح المشاورات بين الأطراف اليمنية، علق الكاتب والمحلل السياسي اليمني الدكتور محمد جميح بقوله: بسبب تعنت الحوثيين، كان النجاح الأكبر الذي حققه المبعوث الأممي السابق إسماعيل ولد الشيخ هو أن جمع الحكومة اليمنية والمتمردين على طاولة واحدة، في ? جولات، في سويسرا والكويت.
وتابع "جميح" في سلسلة تغريدات له بصفحته على تويتر "سيكون هذا النجاح-وحده-حليفاً للمبعوث الحالي مارتن غريفيث، في جولة السويد، وللسبب ذاته.
وأضاف الدكتور جميع بقوله "إذا كان الحوثي لم يلتزم باتفاق إجرائي بسيط، يتمثل في العدد المحدد لموفديه للسويد، فكيف سيلتزم بتسليم البالستي؟!"
وعن الحل الأمثل لوقف الحرب في اليمن، قال الدكتور محمد جميح: "الحل في اليمن يكمن في إحدى اثنتين: انتصار الشرعية عسكرياً على التمرد، أو تغلب المتمردين على الشرعية. أما المفاوضات فهي الوصفة الدولية لأفغنة اليمن.
"الترضيات" لا تؤدي إلى سلام
وفد الحكومة الشرعية أكد مساعيه الجادة إلى إنجاح محادثات السلام الجارية في السويد، حيث قدم العديد من التنازلات ومنها رؤية لحل جميع القضايا الخلافية.
وطالب الوفد الحكومي بالدخول في مناقشة الملفات المحددة ذات العلاقة بإجراءات بناء الثقة، رافضاً أسلوب "الترضيات" في المشاورات، والتي من شأنها "عدم التوصل إلى سلام حقيقي وجاد"، وبالتالي فشل المشاورات.
وقال رئيس وفد الحكومة اليمنية في مشاورات السويد، وزير الخارجية خالد اليماني، في تصريحات صحفية، إن إجراءات بناء الثقة تتطلب انسحاب ميليشيات الحوثي من الحديدة، وتسليم إدارة الميناء إلى الشرعية، وكذا الانسحاب من كافة مناطق الساحل الغربي إذا كانوا يبحثون عن السلام.
خلافات حول الأجندة
وأكدت مصادر قريبة من المشاورات بوجود خلاف بين الوفدين حول تحديد أجندة المشاورات، إذ يطالب وفد الشرعية بالبدء بإجراءات بناء الثقة ومن ثم تحديد إطار المشاورات، فيما يريد وفد الميليشيات البدء بتحديد إطار للمحادثات.
ومع انتهاء مباحثات اليوم الأول، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيثس، أن جمع الوفدين في السويد خطوة مهمة، مجدداً التأكيد أن طرفي الصراع اتفقا على تبادل الأسرى.
رفض مقترحات الحل
واليوم الجمعة، أعلنت ميليشيات الحوثي الإنقلابية، رفضها طلب الحكومة اليمنية الشرعية الانسحاب من الحديدة ومينائها الاستراتيجي على الساحل الغربي لليمن، الأمر الذي ينسف إجراءات بناء الثقة بين الانقلابيين والحكومة الشرعية قبل الانتقال لمناقشة الملفات السياسية والعسكرية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده وفد المليشيات أعلن فيه رفض إجراءات بناء الثقة، مثل تلك المتعلقة بمطار صنعاء والانسحاب من الحديدة ومينائها، مؤكدين عدم موافقتهم على المرجعيات الأساسية لحل الأزمة، في إشارة إلى المرجعيات الثلاث التي تشمل قرار مجلس الأمن 2216، والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، داعين إلى إصدار قرار جديد في مجلس الأمن.
المرجعيات موضة قديمة
وفي هذا السياق، وصف عبدالملك العجري، عضو وفد مليشيا الحوثي في مشاورات السويد عقب خروج وفده من جلسة منفصلة مع المبعوث الأممي، اليوم الجمعة، إن الحديث عن مرجعيات قديمة وعن القرار2216 هو مجرد استرضاء( للطرف الآخر) على حد تعبيره.
وقال في حديثه للصحافيين إن الواقع يؤكد الحاجة إلى مرجعيات جديدة تؤسس لمرحلة ولمؤسسات انتقالية جديدة.
وكانت مشاورات السلام بشأن اليمن انطلقت في السويد، صباح أمس الخميس، وأعلن المبعوث الدولي خلال الجلسة الافتتاحية، اتفاقا بين وفدي الحكومة الشرعية والمتمردين، لتبادل الأسرى والمعتقلين.