الأخبار
- تقارير وتحليلات
وكالة اسوشيتد برس تكشف جرائم الحوثيين بحق المختطفين اليمنيين (ترجمة خاصة)
العاصمة أونلاين / ترجمة خاصة
السبت, 08 ديسمبر, 2018 - 07:50 مساءً
العاصمة أونلاين/ ترجمة خاصة
كشف تحقيق استقصائي لوكالة اسوشيتد برس جانبا من جرائم مليشيا الحوثي وانتهاكاتها بحق المعارضين والمعتقلين في سجونها، مؤكدة أن ما يرتكبه الحوثيون في اليمن من انتهاكات وجرائم فظائع من انتهاكات وحشية، لكنها أقل وضوحا لدى العالم الخارجي.
انطلق التحقيق الاستقصائي لمراسلة وكالة أسوشيتدبرس AP الصحفية ماجي ميشيل من قصة أحد السجناء الذين اعتقلوا من قبل الحوثيين كانت خطيئته أن التقط لنفسه صورة ذاتية (سيلفي).
"العاصمة أونلاين" ينشر ترجمة خاصة للتحقيق الاستقصائي:
كان فاروق بعكر يعمل كطبيب في مستشفى الراشد في اليوم الذي أحضر فيه رجل ينزف الى قسم الطواريء جراء إصابته بطلقة نارية، وكانت آثار التعذيب بادية عليه. فقد تم جلده على ظهره وتعليقه من معصميه لعدة أيام.
ثم علم بعكر من المريض انه قد تُرك لعدة أيام على جانب الطريق العام بعد أن كان مقبوض عليه كأسير في سجن تديره جماعة الحوثي المتمردة التي تسيطر على شمال اليمن.
قضى بعكر ساعات لإخراج الرصاص وإصلاح الأمعاء الممزقة، و حدد للمريض 80 يوم لتتحسن صحته، وفي النهاية وافق على اخذ صورة سيلفي معه.
بعد اسابيع، مسؤولي الامن الحوثيين أمسكوا بالرجل ثانيةً. فتشوا هاتفه المحمول ووجدوا الصورة وجاؤوا لبعكر.
رجال الميليشيات اقتحموا المستشفى، تم دفع بعكر معصوب العينين الى شاحنة صغيره، لأنه قدم المساعدة الطبية لعدو الحوثيين، قالوا له، انه الآن عدوهم ايضاً.
قضى مدة 18 شهراً في السجون ضمن المساحة التي يسيطر عليها الحوثيون. قالوا انه تعرض للحروق، والضرب وتم تقييده وتعليقه للسقف من معصميه لمدة 50 يوم حتى ظنوا انه قد مات.
اكثر من 1,000 قضية تعذيب للمحتجزين من قبل جماعة الحوثي اليمنية المتمردة والتي رصدها اتحاد امهات المختطفين. اسوشيتد برس قابلت بعض الضحايا وعائلاتهم الذين هربوا من الحوثي-الاقليم المسيطر عليه "7 ديسمبر".
بكار ومريضه هم من بين آلاف المسجونين من قبل ميلشيات الحوثي خلال الاعوام الأربعة للحرب الأهلية الطاحنة في اليمن.
وفي تحقيق لاسوشيتد برس وجدت، العديد منهم قد تعرض للتعذيب المتطرف- يضربون على وجوههم بالهراوات، يعلقون بالقيود من معاصمهم او اعضائهم التناسلية لعدة اسابيع متواصلة ويحرقونهم بمادة الأسيد.
في 25 يوليو 2018 صورة تظهر صورة هاتف ل منير الشرقي، بعد ان تم حرقه بالأسيد، في مستشفى مارب العام.
تحدثت اسوشيتد برس مع 23 شخص الذين قالوا انهم قد نجوا او شهدوا التعذيب في مواقع الاحتجاز التابعة للحوثي، اضافة الى ذلك 8 من اقارب المحتجزين ،منهم 5 محامين وناشطون حقوقيون، و 3 ضباط امن كانوا ضمن تبادل السجناء الذين قالوا انهم رأوا علامات التعذيب على النزلاء.
هذه التقارير تؤكد اتفاق تبادل السجناء حتى يوم الخميس في بداية دعم الامم المتحدة لمحادثات السلام في السويد بين جماعة الحوثي المتمردة والحكومة اليمنية مدعومة من السعودية العربية والولايات المتحدة.
كمقياس لبناء الثقة، يتفق الجانبين على الافراج عن آلاف السجناء، إلا انه يجب ان يتم الاتفاق على التفاصيل. لكن بينما جانب التحالف سيفرج عن مقاتلي الحوثي المعتقلين، سيحرر المتمردون بشكل كبير المدنيين -مثل بعكر-الذين كانوا معتقلين في عمليات مسح وحشية هدفت لقمع المعارضة والحصول على الاسرى الذين قد يتم المتاجرة بهم كفدية او التبادل بمقاتلي الحوثي الذين اعتقلهم الجانب الاخر .
ام و زوجة احد المعتقلين اليمنيين الذي كان مقبوض عليه لشهور في سجن الحوثي.
رابطة امهات المختطفين، تضم نساء من اقارب المعتقلين المسجونون من قبل الحوثيين، وقد رصدت اكثر من 18000 معتقل في الاربع سنوات الأخيرة، من بينهم 1000 قضية تعذيب في شبكة من السجون السرية، وطبقاً لما قالته صباح محمد، ممثلة المجموعة في مدينة مارب.
امهات المختطفين يقلن انه على الاقل 126 سجين ماتوا بسبب التعذيب منذ ان سيطر الحوثيون على العاصمة، صنعاء، في اواخر العام 2014 .
المساجد، القلاع القديمة، الكليات، النوادي ومباني مدنية اخرى تم استغلالها كوسيلة أولى لتوقيف آلاف المعتقلين قبل ان يتم نقلهم الى سجون رسمية، طبقاً لشهادات الضحايا ووكالات حقوق الانسان. مجموعة الامهات رصدت 30 من ما يطلق عليه مواقع سوداء في صنعاء وحدها.
منير الشرقي يذهب للنوم بعد ان غيرت الممرضات ضمادة حروقه، في مستشفى مارب العام.
لقد سبق وان انكر قادة الحوثي الانخراط في التعذيب، الا انهم رفضوا طلبات اسوشيتد برس المتكرره للتعليق على ذلك في الاسابيع الأخيرة.
في تصريح لوزارة حقوق الانسان التابعة للحوثي في اواخر العام 2016 قالت فيه "إنه لا توجد سياسة او استخدام منهجي لتعذيب السجناء." وأضافت ان الوزارة والمدعين يعملون على ضمان حقوق السجناء وتوفير كل الضمانات القانونية لتحقيق العدالة والمحاكمات العادلة لهم.
الصحفي محمود الجابر الذي اعتقل وعذب من قبل متمردي الحوثي. يظهر اصاباته.
العفو الدولية تقول "ان انتهاكات حقوق الانسان المرعبة، بالإضافة لجرائم الحرب ،اصبحت ترتكب في البلد من قبل جميع الاحزاب المتصارعة".
لكن الغضب الدولي على هدر الدماء في اليمن تركز بشكل كبير على الانتهاكات التي نفذت بدعم امريكي وتحالف الجيش بقيادة السعودية الذي يقاتل الى جانب الحكومة اليمنية. اسوشيتد برس كشفت عن التعذيب في سجون سرية تديرها الامارات العربية وحلفائها من اليمنيين وقد رصدت وفاة الكثير من المدنيين بسبب غارات الطائرات بدون طيار في حملة الولايات المتحدة ضد جماعة القاعدة في اليمن.
اصبحت الانتهاكات التي يرتكبها الحوثيون اقل مرئية طالما يعمل المتمردون على ازالة المعارضة واسكات الصحفيين.
من العاصمة صنعاء الحوثيون يحكمون 70 بالمئة من سكان اليمن ال 29 ميلون شخص. الحوثيون يؤمنون انهم من سلالة النبي محمد، ولهذا لديهم الحق الالهي لحكم اليمن. ومن يعارضونهم هم " اعداء الله". ويستحقون العقاب.
احد السجناء السابقين في سجون الحوثي، تحدث الى اسوشيتد برس انه كان معلماً في مدرسة شمال مدينة ذمار وبعد ان افرج عنه هرب الى مارب التي يحكمها معارضو الحوثيين. طلب ان يعرف باسمه الاول فقط، حسين، لأنه يخاف على سلامة افراد عائلته الذين لا زالوا في اقليم المتمردين.
لقد اعتقل لمدة 4 اشهر و22 يوم في زنزانة تحت الارض. قال انه كان معضصوب العينيين طوال الوقت، ولكنه ضل يعد الايام عن طريق اتباع الآذان للصلاة. خلال فترة حجزه قال ان سجانوه كانو يضربونه بقضبتن حديدية ويخبرونه انه سيموت، قال إنهم قالوا له " جهز وصيتك".
الطبيب اليمني فاروق بعكر يثبت كيف تم تعذيبه في السجن الذي يديره متمردو الحوثي.
بدأ الحوثيون في عام 1990 كحركة دينية لإحياء المذهب الشيعي. تحولت الجماعة الى ميليشيا مسلحة في عام 2004، حين كان الجيش آنذاك تحت قيادة الرئيس علي عبدالله صالح الذي قتل مؤسسهم، اخ القائد الحالي، عبدالملك الحوثي.
صالح حارب تمرد الحوثي لست سنوات، بآلاف الضحايا من الطرفين قبل ان يصلوا الى هدنة لأشهر قليلة ما قبل ثورة الربيع العربي في العام 2011 التي وضعت نهاية لحكمه.
الطالب البالغ من العمر 24 سنه والذي اعتقله الحوثيون لاشهر، وخلالها قال انه ضرب وعلق بالقيود من معصميه الى السقف.
اقل من ثلاث سنوات بعدها، انضم الحوثيون الى صفوف التحالف مع صالح - المستبد السابق رأى طريقا ممكناً للعودة الى القوة، بينما اكتسب المتمردين الدعم من وحدات الجيش الذي بقي مخلصاً له. معاً، قاموا باحتلال شمال وغرب اليمن، مبعدين خليفة صالح، عبدربه منصور هادي.
اراد الحوثيون ان يرسخوا حكمهم عبر سحق نطاق واسع من الاعداء الظاهرين- النشطاء الشباب، الاقليات الدينية، الاشتراكيون واخرون ممن قد يعارض حكم الحوثي .
ولكن توجد انقسامات ضمن الحركة، داخلياً، اقرت الفئة المعتدلة من قادة الحوثي بالانتهاكات وارادوا ان يضعوا حداً لها.
شقيق القائد الحوثي، يحيى الحوثي، شكل لجنة في العام 2016 للتحقيق في تقارير التعذيب والاعتقالات المجهولة، وساعدت في تحرير 13500 سجين في الثلاثة الشهور الأولى.
ارسلت اللجنة تقرير بالفيديو للقائد عبدالملك، يظهر مشاهد من عنابر السجن المزدحم والسجناء المصابين بكدمات، ومعها شهادة لاحد كبار مسؤولي الحوثي.
لم يرد عبدالملك ابداً. وبدلاً عن هذا، اغلق مسؤولي الامن لجنة التحقيق وباختصار اعتقلوا اثنين من اعضائها.
لم يتم نشر الفيديو، ولكن اسوشيتد برس حصلت على نسخة، وكانت تحوي دخولاً مباغتاً لاحد قادة الحوثي البارزين في جرائم الانتهاكات.
احد اعضاء لجنة التحقيق قال:" ما رأيناه يجعلك تبكي دموعاً من دم".
ساعدني
انقذوني، يقول نزلاء سابقون، ان الشهور القليلة الاولى في مواقع الاعتقال التابعة للحوثي دائماً هي الأسوأ، حيث يرتجل المسلحون ويشددون تعذيبهم.
يتذكر انس الصراري انه كان يستعيد وعيه ببطئ في ممر مظلم في سجن صنعاء المركزي. ناقد الحوثي البالغ من العمر 26 عاماً وضع رأسه بين يديه المتورمتين ومعصميه المليئة بالجروح، بينما تمر عليه ذكريات شهرين من التعذيب.
يجلس انس الصراري على كرسيه المتحرك في بيته في مارب، كان يأكل الذرة المشوية عندما اختطفه رجال ملثمين من الشارع العام في صنعاء في احد صباحات سبتمبر 2015 .
يتذكر التعليق لمدة 23 ساعة بالقيود من معصميه الى السقف في غرفة استجواب مغلقه ومنعدمة التهوية، حيث تخدرت اصابعه وذراعيه واغلب اعضاء جسده. القيود بدأت بشق معصميه، وحاول ان يستريح على اصابع قدميه.
كان يفكر قائلاً "لابد ان الموت اقل الماً من هذا التعذيب".. "ساعة اخرى كهذه وسأموت".
يحرره سجانوه من القيود المعلقة في السقف لبضع ساعات في كل يوم، عندما كان يعطى خبز متعفن وجاف وطبق من الخضروات ورز متعفن تزحف فيه الصراصير. وعندما كانوا يعطونه لبن، كان يستطيع ان يرى التاريخ المكتوب على العلبة ويضع علامة كم من الوقت قد مر .
فكر "حتى ان والدتي لا تعرف ان كنت حياً او ميتاً".
تذكر انه كان يرى تعذيب بمسدس صاعق يحوم حول رأسه قبل ان يصعقه بقوة فأنهار السراري و خارت كل قواه .
لا يعرف كم من الوقت استغرق مسلحي الحوثي حتى يحرروه من القيود المعلقة في السقف ثم تركوه في الممر. حاول الوقوف لكنه لم يستطع ان يستجمع قواه. تذكر انه اعتقد "ربما هو حلم سيئ؟".
وفي وضح النهار، حاول التحرك ثانيةً، لكنه فشل. صرخ قائلاً: "اتقذوني".
سحبه المسلحون الى زنزانة. تلك اللحظة فقط ادرك انه مشلول. لا يوجد معه احد ليتحدث اليه، ولا احد ليأخذه الى الحمام. تبول على نفسه كالأطفال حديثي الولادة.
كان الحراس بعض الاحيان يأخذونه للحمام ثم يعيدونه الى الزنزانة القذرة، حيث يضرب رأسه على الجدار من اليأس. بعد اربعة اشهر، نظفوه وافرجوا عنه.
يجلس انس الصراري على كرسي متحرك بينما الكهرباء منقطعة في بيته في مارب.
اظهر السراري لـ"اسوشيتد برس" نسخ من تقاريره الطبية. انه الان يستخدم كرسي متحرك ويؤمن ان الغرض من تعذيبه والافراج عنه كان من اجل ايصال رسالة لأولئك الذين قد ينتقدوا الحوثيين .
قال الصراري، "رؤية الاشخاص يخرجون من السجن بحالات اعاقة بعد التعذيب المفرط سيرعب الجميع : انظر: هذا ما سيحدث لك ان رفعت صوتك بأي قول".
غرفة الضغط
صورة السيلفي لبعكر مع السجين الهارب كانت الدليل الوحيد لسبعه من المسلحين الحوثيين لإثبات خيانة الطبيب عندما اتوا للقبض عليه في مستشفى الراشد.
صرخ احد المسلحين في وجهه قائلاً:" كم من للمال اعطوك حتى تعالج الاعداء".
قال بعكر انهم صفعوه وركلوه، و ضربوه بالهراوات على وجهه، على اسنانه وجسده، وعنفوه ايضاً بالقول:" ستقتل لانك خائن".
اخذه المسلحون الى موقع لم يستطع التعرف اليه، اوقفوه على صندوق خشبي، وقيدوا معصميه وعلقوه الى السقف ثم ركلوا الصندوق الخشبي من تحت قدميه.
قال بعكر انهم جردوه من ملابسه وجلدوه، ثم نزعوا اظافره وقطعوا شعره حتى اغمي عليه.
قال:" كان هذا مؤلماً جداً، وخاصة عندما اتوا في اليوم التالي وقاموا بالضغط على الجروح والكدمات بأصابعهم."
قال بعكر "اصبح الحوثيون مبتكرون اكثر واكثر، احضروا مرة علبة بلاستيكية واستخدموا القداحة لإذابتها على رأسه، وظهره، وبين فخذيه".
في النهاية، تم اخذ بكار الى قلعة الحديدة، منطقة قلعة عثمان الواقعة على ساحل البحر الاحمر منذ 500 سنة. قال إن الحراس دفعوه الى القبو القذر المعروف باسم "غرفة الضغط" وعلقوه من معصميه. في زاوية مظلمة، استطاع ان يرى هياكل قطط ميته وايضاً اصابع مقطوعة.
قال ايضاً، انه حين شعر بالعطش، قام المعذبون برش الماء على وجهه وكان يلعق قطرات الماء.
في بعض الاوقات، كانوا يسمحون للسجناء الاخرين ان يدخلوا زنزانته ويعطونه الماء علبة.
في احد الايام ظن الحراس ان بعكر قد مات، ثم أدركوا أنه لا زال على قيد الحياة، فحرروه من القيود وسمحوا لاثنين من السجناء ان يطعموه وينظفوه.
بدأ بعكر بالتشافي من جراحه، كان المعتقلون الذين تم تعذبيهم يطلبون منه المساعدة، حاول ان يعالج المصابين. نفذ عمليات جراحية بسيطة بدون تخدير، باستخدام سلك كهربائي الأداة الوحيدة الموجودة في السجن.
في بعض الاحيان كان الحراس يسمحون له بممارسة عمله الطبي. اوقات اخرى، قال إنهم كانوا يعاقبونه لمساعدة زملائه السجناء.
سمع بكار نداء استغاثة من رجل كان قد علق من اعضائه التناسلية ولم يكن يستطيع التبول. رجل اخر بلحية بيضاء وشعر ابيض كان قد حرق بشدة عندما سكب الحوثيون مادة الاسيد على ظهره، حتى ذاب جلده ووصل الاسيد تقريباً الى اردافه.
وقال: "كان الأمر مؤلماً للغاية، خاصة عندما يأتون في الأيام التالية ويضغطون على الجروح السابقة التي أحدثوها بأصابعهم".
وقال بعكر إن الحوثيين أصبحوا أكثر تفننا في التعذيب، وأحضروا ذات مرةً زجاجات بلاستيكية وتم إذابة البلاستيك على رأسه وظهره وبين فخذيه.
في نهاية المطاف تم نقل بعكر إلى قلعة الحديدة، وهي قلعة عمرها 500 عام من العهد العثماني على ساحل البحر الأحمر، ويقول إن الحراس دفعوه إلى قبو قذر يعرف باسم "غرفة الضغط" وعلقوه بواسطة معصميه، ووضعوه في زاوية مظلمة، وكان يرى أشكال القطط الميتة وحتى الأصابع الممزقة.
وقال إنه عندما كان يشعر بالعطش يقوم المعذبون برش الماء على وجهه وهو يلعق القطرات، وفي بعض الأحيان كانوا يسمحون لسجناء آخرين بالدخول إلى زنزانته وإعطائه الماء من زجاجة.
في اليوم الذي ظن فيه الحراس أن بعكر قد مات، ثم أدرك أنه ما زال على قيد الحياة قاموا برفع القيود عنه وسمح لسجينين بإطعامه وتنظيفه.
وعندما بدأ بعكر بالتعافي من جروحه بدأ محتجزون آخرون تعرضوا للتعذيب يطلبون مساعدته، حاول أن يساعد الجرحى، وقام بإجراء عمليات جراحية بسيطة بدون تخدير مستخدما أسلاك كهربائية، وهي الأداة الوحيدة التي كان يملكها في السجن.
في بعض الأحيان سمح له الحراس بالذهاب إلى عمله الطبي، وفي أوقات أخرى كما يقول قاموا بمعاقبته لأنه عمل على مساعدة زملائه المسجونين داخل السجن.
وتذكر بعكر مساعدة رجل كان قد تم تعليقه من قبل قضيبه وخصيتيه ولم يتمكن من التبول، أصيب رجل آخر ذو لحية بيضاء بحروق شديدة عندما قام الحوثيون بصب حامض على ظهره، مما أدى إلى ذوبان جلده وحرق أردافه، استخدم بعكر الأسلاك لمعالجة الجروح، وأزالها بواسطة أصابعه.
يضيف بعكر: "عندما طلبت من الحراس الحوثيين المساعدة لعلاج الرجل، كان جوابهم الوحيد هو: "دعه يموت".
أفرج الحوثيون عن بعكر في 3 ديسمبر 2017 بعد أن دفعت عائلته 5.5 مليون ريال ، حوالي 8000 دولار في ذلك الوقت.
بعد فترة وجيزة هرب إلى مأرب التي تعد معقل مناهضة الحوثي، وأصبح يعيش الآن في خيمة مع نازحين آخرين، حيث يستمر في علاج المرضى والجرحى.