الأخبار
- تقارير وتحليلات
قراءة في كتاب الزبيري «الإمامة وخطرها على وحدة اليمن» «الحلقة الثانية»
العاصمة أونلاين/ خاص/ راشد القاعدي
السبت, 15 ديسمبر, 2018 - 10:00 مساءً
استعرضنا في الحلقة السابقة من قراءة لكتاب "الإمامة وخطرها على وحدة اليمن" لأبي الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري، بعض السياسات الإمامية البغيضة التي عملت على تمزيق وحدة اليمن طائفيا ومناطقياً وسلاليا وطمسها لهوية اليمن التاريخية والحضارية لنزع كل أسباب التوحد وإزالة كل ما من شأنه توحيد اليمنيين.
"العاصمة أونلاين" يواصل قراءته لأبرز ما ورد في الكتاب من خلال حلقته الثانية والأخيرة.
مهمة الإمامة في الحكم
يوضح الكتاب أن الإمامة لم يكن مهمتها سوى التلبس بالدين والتظاهر بالزهد والانصراف عن عمارة الحياة والتنديد بكل نزعة إلى البناء والعمران ما عدا بناء القصور الإمامية وقبور الأضرحة لأمواتهم .
وهذا عندهم هو الفتاح السحري للسر المغلق في تاريخ اليمن منذ أكثر من ألف عام اتسمت بالهمود والشلل. ثم واصل الزبيري أن "اليمن والإنسانية في مهدها كانت ذات مدنية وحضارة وفنون شتى كالفنون المعمارية وهندسة السدود التي لا حياة لليمن بدونها ، وقد مرت هذه العصور الإمامية الطويلة ولم يبق فيها سد واحد في طول اليمن وعرضها".
وأن الأحباش المستعمرين رغم توحشهم قد كانوا أفضل من الإماميين حيث أنهم لم يلبثوا إلا سبعين عاما في اليمن أعادوا خلالها بناء سد مأرب بعد انهياره تلبية للاحتياجات الزراعية في اليمن.
ويتطرق الكتاب الى مهمة أخرى من مهام الإمام في الحكم وهي تدعيم مركزه الروحي بين القبائل تحت ستار التشيع لآل البيت حتى يرسخ في أذهان الناس بمناطق سيطرته أن الأمام ظل الله ونائبه في الأرض مدعما ذلك بالحملات الطائفية والتحريضية ضد ما يسمونهم "كفار التأويل" الذين لا يدينون بالمذهب الإمامي، وهم الأكثرية الساحقة الذين يسلط عليهم الإمام المدجنين والمعبأين من أتباعه بالطائفية فيسلبونهم وينهبونهم زروعهم وأملاكهم في اليمن الأسفل وتهامة.
وفي هذا بيان واضح للشرخ الذي أحدثه الأئمة في وحدة اليمن فجعلوا بعضا من ما يسمى باليمن الأعلى عصابات نهب وسلب للآمنين في القسم الأسفل وتهامة.
وهذا ما يبدو جليا في سياسة الإمامة الكهنوتية الجديدة التي تحاول من خلال إقامة الفعاليات الدينية مثل المولد النبوي ومقتل الحسين و.. و .. إلى دعوة الناس لمشايعتهم والقتال عن مشاريعهم الظلامية تحت العناوين البراقة التي ظل الأئمة يدجنون بها الناس لمئات السنين .
كذبة الاجتهاد الإمامية
بعد أن فقد الهاشميون الموبؤون بالسلالية أملهم في الحكم ذهبوا إلى اختراع حامل ديني يحملهم إلى السلطة، حيث عملوا على تأسيس المذهب الزيدي وفتحوا باب الاجتهاد فيه كما يشير الكتاب إلى ذلك.
وهذه تعتبر إحدى المكائد الإمامية التي استطاعوا أن ينفصلوا بها عن سلطة الخلافة الإسلامية القائمة على الشورى وأن يجعلوا لهم منطلقا دينيا آخرا يوصلهم إلى السلطة.
حيث عملوا على تحطيم القوالب الحديدية التي صب فيها الأئمة الأربعة قواعد الفقه والتشريع والأصول الإسلامية جميعا والتي منها الحكم بالشورى وأغلقوا بعدها باب الاجتهاد.
ومن هنا قامت النظرية الإمامية وهو فتح باب الاجتهاد ليدخل منه أول مذهب خامس وهو مذهب الهادي الرسي المسمى بالزيدي وليتسنى له أن يقحم على أصول الدين نظرية سياسية لا يعترف بها الأئمة الآخرون وليست من الإسلام في شيء.
وهي أن الخلافة لا يجوز أن تكون إلا في العلويين من أبناء فاطمة كما يأتي بنظرية سياسية أخطر وهي وجوب الخروج على الظلمة ليتسنى له أن يثور على الخلفاء ويؤسس دونهم دولة وخلافة للسلالة العلوية .
ولم يكن الاجتهاد إلا فيما يخدم الإمامة فقط حيث كان محرما في المسائل الأصولية ولهذا لم ينتفع أحد بحرية الاجتهاد في مجالات الصراع حول المشكلات الإسلامية الخطيرة، ولم تبرأ دعوة الأئمة من بث روح العصبية في سكان القسم الأعلى ضد سكان القسم الأسفل وفي أوساط القبائل ضد المدن.
.يتبع في الحلقة الثالثة والأخيرة
*لقراءة الحلقة الأولى على الرابط/
https://alasimahonline.com/news.php?id=7235#