الأخبار
- تقارير وتحليلات
كيف أجهضت مليشيات الحوثي العملية التعليمية في اليمن؟ (1- 3)
العاصمة أونلاين - خاص
الثلاثاء, 01 يناير, 2019 - 12:26 صباحاً
منذ سيطرتها على الدولة ومؤسساتها المختلف نهاية العام 2014، سعت مليشيات الحوثي الانقلابية بكل ما أوتيت من قوة لتدمير العملية التعليمية، والعمل على تجهيل أبناء الشعب اليمني لكي يسهل لها اقتيادهم جنوداً للقتال في صفوفها.
وكانت أهم خطوة اتخذتها المليشيات في هذا الجانب هو تعيين شقيق زعم المليشيات المدعو "يحي الحوثي" على رأس وزارة التربية والتعليم، وهو معروف بتطرفه وتشدده في الأفكار الطائفية والعنصرية، وتلى هذه الخطوة جملة من القرارات والتغييرات والأنشطة التي أجهضت العملية التعليمية وأوصلتها إلى الحضيض، وشهدت السنتين الماضيتين أكبر عملية تسيب للطلاب، مقابل تسجيل أكبر عمليات تجنيد للأطفال من قبل مليشيات الحوثي، بحسب منظات حقوقية.
السيطرة الكاملة
وما هي إلا شهور قليلة بعد تعيين المليشيات لـ"يحي الحوثي" وزيراً للتربية حتى أقدم على إصدار سلسلة من القرارات التي استبدلت قيادات العمل التربوي بآخرين من أتباع المليشيات، غالبيتهم لا يملكون أي مؤهلات أو خبرات غير الولاء للجماعة.
وتلى هذه الخطوة سلسلة قرارات اتخذتها مليشيات الحوثي الانقلابية، تم بموجبها تغيير غالبية مدراء المدارس في مناطق سيطرة المليشيات واستبدالهم بآخرين من الموالين لها، ورافق هذه الخطوة جملة من الأنشطة والفعاليات المختلفة التي مهدت للعملية وعالجت آثارها.
وطيلة السنوات الثلاث الماضية، عمليات إقصاء واسعة في قطاع التربية والتعليم لأي صوت مخالف للمليشيات، وأقدمت المليشيات على اختطاف وتهديد الكثير من المدرسين والموجهين الذين تشك المليشيات في ولائهم لها.
تغيير المناهج الدراسية
ولم تقتصر الهجمة الحوثية على الإطاحة بقيادات العملية التربوية في البلاد، واستبدال المدرسين بآخرين من أتباعها، بل وصلت إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث فوجئ المدرسون والطلاب بإقدام مليشيات الحوثي الانقلابية على تغيير المناهج الدراسية الرسمية والوطنية وحذف مواضيع ودورس وطنية وتاريخية وإدراج دروس ومواضيع أخرى طائفية تخدم توجهاتها.
ولم تتوقف الجماعة الإرهابية عند تعديل المناهج، بل أرفقت المناهج بملازم لمؤسسها الهالك "حسين الحوثي" وأجبرت إدارات جميع المدارس الحكومية والأهلية على تدريسها للطلاب إلى جانب المناهج الدراسية المعدلة.
أنشطة ثقافية طائفية
وخلال السنوات الثلاث الماضية، كانت مصادر تربوية تؤكد لـ"العاصمة أونلاين" سعي الحوثيين لطمس الهوية الوطنية، وتحذر من توجهات مليشيات الحوثي لتجهيل الشباب وتفخيخ مستقبلهم بالأفكار الطائفية والعنصرية، علاوة دعواتها الصريحة للطلاب بترك المدارس والذهاب معها إلى الجبهات للقتل.
ووصل "العاصمة أونلاين" طيلة السنوات الثلاث الماضية، تعاميم حوثية وتوجيهات للمدارس بإقامة إذاعات مدرسية واحتفالات دينية طائفية تمجد الجماعة، وقياداتها، وحروبها، وتحرض الطلاب على العنف والكراهية، وتزين لهم الأعمال الإرهابية وتحثهم على ترك الدراسة بزعمها أن الأخيار هم من يحملون السلاح ويلتحقون للقتال بصفوفها.
ونشر "العاصمة أونلاين" تقارير وأخبار مشفوعة بالصور لمناهج حوثية أصدرتها للأطفال والتلاميذ، مشحونة بالأفكار الطائفية، تحاول من خلالها غرس أفكارها في عقول النشء في جريمة لم تحدث في تاريخ اليمن القديم والحديث.
استهداف المدرسين
ولم تقتصر الهجمة الحوثية على فصل المدرسين واستبدالهم بآخرين من أتباعها، وتغيير المناهج، بل تجاوزت ذلك إلى ملاحقة المدرسين إلى منازلهم، ومطاردتهم وتهجيرهم وتهديد أهاليهم، فبعد أن أبعدتهم عن وظيفتهم وجعلتهم عاطلون في منازلهم، واتهمتهم بالتخابر والتآمر ضدها، وطلبت منهم نفي هذه التهمة بالذهاب إلى القتال في صفوفها.
واشتكى الكثير من المعلمين ظلم المليشيات الحوثية واضطهادها لهم ونهبها لمرتباتهم، ومستحقاتهم المالية منذ انقلابها على الدولة قبل نحو أربع سنوات، وبعد كل محاولة للمدرسين للاحتجاج والتظاهر ضدها، كانت المليشيات تصرف لهم مع حلول شهر رمضان نصف راتب، وأحياناً تصرف لهم ما أسمتها "البطاقة السلعية" ومن خلالها تجبرهم على شراء مواد لا يحتاجونها من محلات تجارية تتبع قياداتها، وتصل قيمتها لنحو "25" ألف ريال، وهو ما اعتبروها جريمة إضافية ضدهم".
"العاصمة أونلاين" التقى خلال السنوات الثلاث الماضية، العشرات من المدرسين الذين أقصتهم المليشيات الحوثية، واستبدلتهم بآخرين من أتباعها ممن لا يحملون حتى شهادة جامعية، وتحدثوا عن حجم الجرائم التي ارتكبتها مليشيات الحوثي الانقلابية بحق العملية التعليمية وأربابها، وتهدف من خلالها لتدمير العملية التعليمية وطمس الهوية الوطنية من جذورها.
يتبع...