×
آخر الأخبار
"الارياني" يقول إن مليشيا الحوثي اختطفت العشرات من قيادات حزب المؤتمر في صنعاء "مبادرة وطنية" تعلن رفضها أي مفاوضات لتبادل الأسرى والمختطفين قبل الإفراج عن "قحطان" الرئيس العليمي يمنح وسام 26 سبتمبر من الدرجة الأولى للسياسي محمد قحطان تضرر ما يزيد عن 32 ألف شخص في اليمن بسبب الصراع والكوارث المناخية في الربع الأول من العام الجاري المحكمة العليا بعدن تقر الحكم بإعدام قاتل الطفلة "حنين البكري" "أخذوني غصباً".. حين يشكو أطفال "صنعاء" من مراكز الحوثي الطائفية بتمويل كويتي .. وضع حجر الأساس لبناء مدرسة "إنسان" في مأرب مصدر في حماس: الفروق في مفاوضات غزة باتت بسيطة والعمل جارٍ على بندين "عكفة رهائن".. كيف علق اليمنيون على حضور "الراعي وبن حبتور" دورة عسكرية للحوثيين؟ "رشاد العليمي" يشدد على مضاعفة الجهود لتعزيز دور البنك المركزي في حشد الدعم الإقليمي والدولي

دون إحداث ضجيج: الحوثيون يلتهمون بعضهم بعضاً من أجل "النفوذ والمال"

العاصمة أونلاين - خاص


الخميس, 24 يناير, 2019 - 10:05 مساءً

 
شهد العام المنصرم 2018 سلسلة من الصراعات والانشقاقات داخل مليشيات الحوثي الانقلابية، على تقاسم المناصب وموارد مؤسسات الدولة التي يسيطرون عليها، سيما بعد استئثارهم بتلك الموارد والمؤسسات عقب أحداث ديسمبر 2017م، التي تخلصوا خلالها من آخر شركائهم بقتلهم الرئيس السابق والاستيلاء على حزب المؤتمر جناح صنعاء وممتلكاته.
 
الخلافات البينية داخل أجنحة مليشيات الحوثي عبّرت عن نفسها في أكثر من صورة وحدث خلال العام الماضي، ووصلت الى المواجهات المسلحة والاختطافات والمداهمات، وأبرزت مراكز نفوذ جديدة داخل الجماعة أفرزتها حالة التغول داخل مؤسسات الدولة وتقاسم الموارد المنهوبة.
 
بين الجامع الكبير و"قُم" الإيرانيَّة
 
تحدثت مصادر لـ"العاصمة أونلاين" إن خلافات بين شيوخ الحوثيين في الجامع الكبير وخريجون من حوزة "قُم" الإيرانيَّة إذا يحاول الأخيرين السيطرة على إمامة الجامع الكبير والتدريس فيه، بدلاً عن الخريجين من الجامع الكبير.
 
وقالت المصادر إن "عبدالمجيد الحوثي" المُلقب بحجة الله في حوزة قم يدير الجامع الكبير وسط غضب من بقية مشائخ الجامع الكبير، كما أن الحوثي -وهو ابن عم عبدالملك الحوثي زعيم الجماعة– هو المسؤول عن خطبة الجمعة في الجامع الكبير، على الرغم من صغر سنة وقِلة وقاره، واستشهاده بما يتنافى والمذهب الزيدي في اليمن الذي يتم تدريسه في الجامع الكبير.
 
وخلال عام 2018 كشفت المصادر أن اجتماعات بين قيادات الجماعة الفقهية من أجل التوصل إلى حلول تبقي اللحمة داخل الجماعة الدينية، ويخشى أن تتصاعد إلى تنفيذ حملة اغتيالات يقوم بها القادمون من "قُم".
 
الخلاف على الإيرادات
منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء توحدت القيادات من أجل التأثير على وجود حليف الجماعة حزب الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، وبعد أن قتله الحوثيون استحوذت تلك القيادات على الإيرادات المالية من المؤسسات الحكومية مثل الضرائب والجمارك، كما أن ابتزاز التُجار ورجال الأعمال تواصل خلال 2018م بصورة كبيرة للغاية، ما دفع قيادات الحوثيين للتنافس فيما بينها من أجل السيطرة.
 
وقال ثلاثة مسؤولين في الأمن القومي الذين يعملون مع الحوثيين في صنعاء لـ"العاصمة أونلاين" إن قيادات الحوثيين تتبادل الاتهامات بالفساد وسرقة الإغاثة الإنسانية.
 
ولفت المسؤولون إلى أن تشكيل لجنة خاصة من أجل الإغاثة والنازحين أكبر الجهات الفاسدة والتي نُقلت من إشراف ما تسمى اللجنة الثورية التي يديرها محمد علي الحوثي إلى تبعية ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" التابع للجماعة من أجل السيطرة على توسع رقعة الخلافات التي وصلت إلى المديريات والقرى الخاضعة للجماعة.
 
وقال مسؤول من الثلاثة الذين يتحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم: مع هذا النقل انتقل الفساد فقط ولم يتغير طُرق نهب المساعدات وبيعها في السوق السوداء.
 
وأضاف المسؤول أنه في كثير من الأحيان يتم توجيه قوة من "الأمن القومي" لاعتقال شخصيات قيادية في الجماعة إرضاء لقيادات أخرى من أجل إزاحتها عن طريقها.
 
وقال مسؤول ثانٍ إن محمد علي الحوثي غاضب من سيطرة شقيق محمد عبدالسلام على استيراد النفط وبيعه في السوق السوداء وأن الخلافات تتعاظم مع أن معظم إيرادات السوق تذهب للجماعة المسلحة وتمويلها للحرب.
 
جماعة صراع متكرر
وفي الصدد، اعتبر محللون وصحفيون يمنيون إن صراعات مليشيات الحوثي الداخلية، عملية واردة ومتوقعة بالنظر الى طبيعة تشكيلها كعصابات، وهذا ما يؤكده الصحفي والباحث اليمني مصطفي الجبزي في حديثه لـ"العاصمة أونلاين".
 
وقال الجبزي "عملياً، دخل الحوثيون هذا المعترك بتحالف مشبوه مع صالح بدافع الانتقام من طرفه وبدافع شره السلطة من طرف الحوثيين، وبما انهما يفتقران للشرعية فان سلوكهما كان عصبويا وبالتالي انفرط تحالفهما على شكل صراع".
 
ولفت الى إن الحوثيون كتلة غامضة تسير بذهنية قروسطية تتحرك بعقيدة آثمة لتمتلك رقاب الناس قوام هذا الكتلة مقاتلون عقائديون وقبليون مندفعون بدافع الغنيمة – بحسب قوله.
 
مضيفاً "وهذا العناصر كفيلة بخلق صراعات متكررة بينية كلما تقلصت الكعكة وحان حصاد ثمار البغي".
 
وتابع الجبزي "تطلع الى الناس من حين لآخر اخبار خاصة بخلافات بينية ويبدو ان الطرف المقصي فيها هو الجناح القبلي بينما يتم معالجة الخلافات بين الجناح العقائدي بكتمان كبير واستمرار المعركة لا تتيح لهم فضح تلك الخلافات لكنها امر متوقع جدا".
 
لا رهان على خلافات المليشيات
في غضون ذلك، يذهب آخرون الى التقليل من شأن خلافات مليشيات الحوثي، وهي التي نفذت انقلاب على مؤسسات الدولة فإنها تعمل نحو ترسيخ انقلابها والقضاء على اي بوادر للخلافات داخلها.
 
هكذا يرى الصحفي المهتم بالشؤون الانسانية والحقوقية همدان العليي في تصريح خاص لـ"العاصمة أونلاين"، مشيراً الى أن تسريب مثل هذا الطرح يهدف لمضيعة الوقت ليس إلا.
 
وأوضح العليي أن الحديث عن خلافات داخل المربع الانقلابي، أمر غير منطقي، لافتاً الى أن الحوثيين جماعة عقدية تؤمن أن لديها خصم قوي فلن تخوض مثل هذه الخلافات وإن وجدت فإنها بسيطة وتقضي عليها بسرعة. مشدداً على ضرورة الابتعاد عن الرهان على خلافات المليشيات والتركيز على عدالة القضية واستعادة الدولة وإنها الانقلاب.
 
مصرع الصماد
وفي سياق حصاد الصراعات الداخلية لمليشيات الحوثي خلال 2018م وحيثياتها وتداعياتها على مستقبل الجماعة، يستعرض "العاصمة أونلاين"، ايجاز لسلسلة من الانقسامات التي ضربت مليشيات الحوثي من الداخل، على وقع التطورات الميدانية في جبهات القتال وانحسار المساحة الجغرافية الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
 
 في مطلع العام الماضي، استكملت المليشيات افراغ صنعاء من أي صوت مخالف عقب مقتل صالح والسيطرة على حزبه ترافقت مع حزمة من التعيينات للموالين لهم، وباتت العاصمة بلون وصوت واحد، ليطرأ صراع داخلي بين الجناح السياسي الممثل بما يدعى "المجلس السياسي" الذي كان يتزعمه القيادي صالح الصماد، وما يدعى بـ"اللجنة الثورية" التي يتزعمها القيادي الآخر محمد علي الحوثي، وهو صراع بخلفية تقاسم المنهوبات والمناصب والصلاحيات في المؤسسات الخاضعة لسيطرتهم.
 
وانقضت تلك الجولة من الصراع المليشياوي، بإعلان الجماعة مصرع "الصماد" خلال ابريل من العام الماضي بغارة للتحالف العربي في عملية غامضة بالحديدة (غربي اليمن)، وبعد اختفاءه لعدة أسابيع، وبدأت الانشقاقات لعشرات القيادات العسكرية والسياسية بفض سبحة الانقلاب تباعاً.
 
صراع حوثيي صعدة وصنعاء
وفي خطوة اعتبرها مراقبون تجسيد واضح لمدى صراع حوثيي صعدة وصنعاء، سارع زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، أواخر ابريل 2018م، لإحلال صهره ومدير مكتبه السابق القيادي المدعو "مهدي المشاط"، بدلاً عن الصريع الصماد، رغم طموحات قيادات من العوائل "الهاشمية" الموالية للحوثيين من أبناء صنعاء للعب الدور ذاته، وهو ما أحيى صراع جديد، وقديم بخلفية تاريخية بين شقي قيادات المليشيات والعوائل الهاشمية بين صعدة وصنعاء.
 
كما شهد 2018م، حملات اقتحامات في عمليات متفرقة وتطويق عدد من منازل القيادات في حكومة الانقلاب غير المعترف بها دولياً في إطار الصراعات البينية، وطالت عدة مؤسسات أبرزها مقر وزارة الخارجية ومركز الوثائق في الوزارة، وإدارة مرور أمانة العاصمة، ومقر وزارة الصحة والبحث الجنائي، وجهاز الرقابة والمحاسبة، والاحوال المدنية، ورئاسة جامعة صنعاء، وعدد من المشافي وبعض مخافر الأمن الخاضعة لسيطرتهم وعشرات المؤسسات والمقار الأخرى ، كما أبلغت المليشيات أكثر من 150 شخصية أغلبيتهم قيادات في صفوفها بعدم مغادرة صنعاء.
 
وكانت حالات المداهمات والاقتحامات تعبر عن صراع أقطاب على رأس الجماعة، إلا أنها بمجملها عززت فكرة استحالة تحول بنيوية الحوثيين كعصابات ارهابية تتصارع فيما بينها على مؤسسات سيطرت عليه قبل أكثر من ثلاثة أعوام، الى  فكرة الدولة، وفقاً لمحللين.
 
وإثر الصراع المتواصل تقول مصادر مطلعة لـ"العاصمة أونلاين"، إن حملة تصفيات سرية نشطت في صنعاء خلال العام الماضي، حيث اختفت قيادات حوثية بصورة غامضة، وتخفي الجماعة آخرون في سجون خاصة.
 
 صراع أبناء العم
الى ذلك، اندلعت معارك عنيفة، خلال اكتوبر من العام الماضي، في منطقة آل حميدان بمحافظة صعدة، هذه المرة داخل الأسرة الحوثية، حيث تفجر الصراع مجددًا، وبدأت الاشتباكات بين أتباع زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي وأتباع المرجع الزيدي محمد عبد العظيم الحوثي.  
 
وما لبثت تلك المواجهات أن توسعت لتشمل عدة مديريات بصعدة بينها مجز وضحيان، وتمخض عنها مصرع 70 عنصر من الطرفين، وهدم أتباع مليشيات عبدالملك الحوثي 4 منازل تابعة لأنصار عمه "عبدالعظيم الحوثي"، ورغم توقف القتال مؤخراً إلا أن الاحتقان يسود الوضع وينذر بتجدد المواجهات مرةً أخرى.
 
الى ذلك، أنشقت عشرات القيادات خلال العام الماضي، عن صفوف مليشيات الحوثي، بينهم وزراء في حكومة الانقلاب غير المعترف بها دولياً، منهم القيادي محسن النقيب المعين وزيراً للتدريب الفني والتعليم المهني، وعبد السلام جابر المعين وزيراً للإعلام، وعبد الله الحامدي المعين نائب وزير التعليم في حكومة الحوثي وعشرات القيادات الأخرى.
 



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير