الأخبار
- تقارير وتحليلات
صنعاء مفرخة لعصابات النهب والخطف.. وحراك شعبي يتزايد (تقرير خاص)
العاصمة اونلاين/ تسنيم صالح/ خاص
الثلاثاء, 12 مارس, 2019 - 12:02 صباحاً
تشهد العاصمة اليمنية صنعاء التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي منذ 21 سبتمبر 2014م، انفلاتاً أمنياً وفوضى غير مسبوقين وسط انتشار عصابات السرقة والاختطافات المرتبطة بمليشيا الحوثي الإرهابية وتحت حمايتها.
مطلع الأسبوع الجاري، خرجت تظاهرة نسوية في العاصمة صنعاء، احتجاجاً على تنامي ظاهرة الاختطافات التي طالت نساء مؤخراً في سابقة تنتهك عادات وأعراف وقيم المجتمع اليمني، وانطلقت من شارع الزبيري وجابت عدداً من شوارع العاصمة، منددةً باختطافات مليشيات الحوثي بحق النساء والأطفال في العاصمة صنعاء.
وفور إحكامها السيطرة على العاصمة صنعاء نهاية العام 2014م، سارعت مليشيا الحوثي الانقلابية في تعيين أتباعها في مراكز الأمن وأقسام الشرطة في مختلف مناطق العاصمة صنعاء، الأمر الذي ساهم في تدهور الحالة الأمنية، بحسب السكان.
تنامي حالات اختفاء الفتيات والأطفال
في الآونة الأخيرة، تضاعفت حالات اختفاء عشرات الفتيات والأطفال في ظروف غامضة، وكانت الطفلة غدير محمد علي غانم العصري، آخر فتاة اختفت الأسبوع المنصرم، بعد خروجها من المدرسة في حي عصر غرب صنعاء، وتبلغ من العمر اثني عشر عاما ولم يعرف عنها أية أخبار أو معلومات حتى اللحظة.
وعبر عدد من سكان العاصمة صنعاء عن خوفهم من انتشار وتنامي ظاهرة الاختطاف للأطفال والنساء في ظل سيطرة المليشيا الحوثية المرتبطة بهذه العصابات، وتوفير الحماية لها، مما اضطر أرباب الأسر إلى منع أطفالهم ونسائهم من الذهاب للمدارس والوظائف تفادياً لأي حادث.
"العاصمة أونلاين" أجرى استطلاعاً مع عدد من الأمهات والناشطات في العاصمة صنعاء، كانت البداية مع أم محمد حيث عبرت عن قلقها البالغ من تنامي حالات اختفاء الأطفال والنساء فقالت "أعيش طوال الوقت في قلق على أولادي وابنتي، وكثيراً ما أفكر في ايقافهم عن الدراسة لكني أسأل نفسي إلى متى".
وشاطرتها نفس الألم أم بسمة بقولها "إن ما يقلق أي أم ويخرجها عن طورها، مجرد أن تشعر بخطر قد يصيب أبناءها حتى وإن كان عارضا صغيرا، أما ما نسمع عنه الآن من انتشار عصابات اختطاف الأطفال و النساء، فهذا ما يخرجني عن طوري ويجعلني في حالة ذعر دائم، فلم أعد أسمح لولدي بالخروج حتى الى أقرب بقالة، فضلا عن اللعب مع أطفال الجيران في الحارة كالسابق".
صنعاء.. بيئة طاردة
وتفكر الكثير من العائلات بمغادرة العاصمة صنعاء فراراً من الوضع الأمني المخيف، ونجاة بفلذات أكبادهم ونسائهم من بطش العصابات. هذا ما أفصحت عنه المواطنة ليلى حيث قالت أنها "تفكر هي وزوجها بمغادرة صنعاء دونما رجعة، حتى يعود الأمان الى العاصمة، الذي اختفى منذ احتلال المليشيات وتفشي الجرائم واختطاف النساء والأطفال من أبرزها وأنها لم تعد تجد الامان لنفسها وعائلتها".
وبحسب ناشطة حقوقية فإن صمت المجتمع اليمني وعدم استنكار هذه الظاهرة الدخيلة يفاقم المشكلة، ويضاعف مخاطرها، بحسب تصريحها لـ"العاصمة أونلاين".
وتصدرت المرأة اليمنية واجهة الرفض لممارسات ميليشيا الحوثي، تمثلت من خلال خروجها في مسيرات منددة، ومواجهتها للميليشيا، كان آخرها المسيرة النسوية التي خرجت مطلع الأسبوع الجاري، تندد بالانفلات الأمني في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي.
نضالات المرأة اليمنية في وجه الظلم
ويقول الصحفي والكاتب اليمني، خالد العلواني لـ"العاصمة أونلاين"، إن المرأة اليمنية كانت في نضالها تجسيدا مشرقا لقيم الجمهورية ورح ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، فقد نالها نصيب وافر من جرائم وانتهاكات المليشيات الحوثية المتمردة، توزعت بين القتل والإصابة والاختطاف، والتعذيب، والحرمان من زيارة الأقارب، والتهجير القسري، والحرمان من المعيل".
واعتبر العلواني الحوثية "حركة كهنوتية عنصرية تتبنى مشروع سلالي عنيف يقوم على نزعة الاستعلاء الشيطاني، وهدم أسس الحياة السياسية، والمواطنة المتساوية، وحقوق الإنسان، والحقوق السياسية للمواطنين، وهو مشروع يعادي المجتمع اليمني ككل ويعمل فيه عمل المنظمات الارهابية وعصابات المافيا".
مضيفاً "المليشيات تحترف القتل والاختطاف والتعذيب بهدف كسر إرادة التغيير، وبث الرعب في أوساط المجتمع، والاثراء وتمويل الأنشطة الفتاكة عبر الابتزاز وبيع البراءة للمختطفين والمخفيين قسرا وأسرهم".
واعتبر العلواني "ما تقترفه المليشيات الحوثية من جرائم وانتهاكات اليوم في حق المجتمع اليمني والمرأة بشكل خاص عيب أسود وجرائم لا تسقط بالتقادم وسيأتي اليوم الذي يصير فيه المجرمون تحت طائلة العدالة".
واختتم تصريحه بالقول "من يتابع شواهد التاريخ ومعطيات الواقع يجد أن كل مشارع التسلط والفرعنة ذهبت إلى مزبلة التاريخ وبقي سجل المناضلين الأبطال خالدا في ذاكرة الأوطان والشعوب".