الأخبار
- تقارير وتحليلات
كيف بددت مأرب مخاوف رأس المـال «الجبان»؟
العاصمة أونلاين/ مأرب
الخميس, 21 مارس, 2019 - 05:11 مساءً
تشهد محافظة مأرب توسعاً عمرانيا ونهضة اقتصادية متسارعة، نتيجة لتوفر البيئة الاستثمارية المناسبة التي تعكس استقرار الحالة الأمنية نتيجة الجهود الكثيفة لرجال الأمن والسلطة المحلية والوعي الكبير من قبل المواطنين.
صحيفة الشرطة رصدت آراء عدد من رجال الأعمال والمستثمرين في المحافظة الذين وفدوا إليها للاستثمار والتجارة بعد تعرض الكثير منهم لبطش ومضايقات المليشيا الانقلابية.
كانت البداية مع رجل الأعمال د.عمار هزاع، الذي تحدث عن العوامل التي شجعته على الاستثمار في المحافظة بالرغم من أن الحرب ماتزال قائمة على أطرافها، بقوله «بالنسبة لنا كرجال أعمال ومستثمرين اضطررنا للانتقال إلى مأرب بسبب الأحداث في الكثير من المدن وعواصم المحافظات ولتوفر شروط الاستثمار في مأرب». مضيفا «لولا توفر الأمن لما حصل الانتعاش الاقتصادي، ولو لا توفر الأمن لما استطاع التجار والمستثمرون أن يبنوا مشاريعهم ويستمروا في أعمالهم».
وعزا د. هزاع استقرار الحالة الأمنية التي تشهدها المحافظة إلى قيادتها الحكيمة وأبنائها المخلصين والعيون الساهرة على أمن وحماية المواطنين والمنشآت الخاصة والعامة». معبرا عن أمله بأن يعم الأمن كل ربوع الوطن في القريب العاجل.
بدوره تحدث مالك مجموعة ابو الحسن للتجارة والاستثمار قائلا «الأمن والاستقرار من أهم الركائز الأساسية للتنمية الاقتصادية».
مشيدا بجهود السلطة المحلية ودورها في جذب الاستثمار لتحقيق الأهداف الاقتصادية المتمثلة بمحاربة الفقر والحد من البطالة وتأمين الخدمات الصحية والتعليمية لكافة مناطق المحافظة ولمختلف الطبقات إضافة إلى التركيز على المناطق الأقل نموا ودعمها لمواجهة التحديات الجديدة.
وأضاف جمال صعنون «ظروف وسمات مأرب تتطلب جهدا امنيا مكثفا للتدقيق والرقابة والمتابعة ولا يمكن الفصل بين البيئة الاقتصادية والأمن الوطني لمأرب بسبب العلاقة التشابكية والتكاملية بينها». معبرا عن امتنانه لقيادة أمن مأرب ورجال الأمن الساهرين على أعراض وممتلكات وحياة المواطنين.
مدير أسواق ريادة المستهلك جلال محمد الوجيه أكد أن الأمن والتنمية طرفان أساسيان في استقرار أي مجتمع، وأن أي خلل في أحدهما ينعكس سلباً على الآخر، كما أن أي استقرار أو تطور يعد انعكاسا ايجابيا للأمن». مضيفا «ربط الله تعالى بين الأمن والتنمية وجعلهما قرناء «فليعبدوا رب هذا البيت، الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف».
موضحاً بأن العامل الذي دفعهم للاستثمار في مأرب هو الاستقرار الأمني باعتباره المحرك الأساسي لهم ولغيرهم للمشاركة في التنمية، مضيفا «إحساس الإنسان بالأمن على عرضه وماله ونفسه هو الدافع الأساسي للعطاء والتطور والاستثمار».
ووصف مدير فرع بنك سبأ الإسلامي بمحافظة مأرب أيمن السعدي الوضع الأمني بالمتميز عن باقي المحافظات، وقال السعدي « الحالة الأمنية ممتازة جدا وغير متوقعة في ظل هذه الظروف التي تمر بها البلاد في جميع المحافظات».
مضيفا «رأس المال جبان كما هو معروف لا يستطيع أن يستقر في بيئة غير آمنة وغير مستقرة، فنحن فتحنا فرعنا في هذه المدينة، لما لمسناه من أمن وامان، نسأل الله أن يديمه على هذه المدينة الطيبة».
وعبر السعدي عن شكره للسلطة المحلية وأجهزة الأمن بالقول «نشكر السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ وجميع الأجهزة الأمنية العيون الساهرة على أمن المحافظة».
وأضاف «نشكركم على إتاحة الفرصة لنا وندعو مواطني المحافظة لزيارة فرعنا، وسنقوم بإذن الله بتقديم جميع الخدمات المصرفية المتكاملة بما يخدم ويعزز التنمية فيها».
وعن التحديات التي تواجه رجال الأعمال والمستثمرين والمستوى الذي يلبي طموحهم التجاري، يقول د. عمار هزاع «نطمح أن تتوزع الجهود الأمنية على عدد من المحاور، والحمدلله لمسنا الأمن بشقه الوقائي وشقه التعريفي والتوعوي للمجتمع».
مضيفا «كلما قام الأمن بتوعية المجتمع بالجريمة وخطرها والأنظمة واللوائح الموجودة كلما سهل على الناس التعامل مع الأمن والإجراءات الأمنية المطلوبة وكلما خفت الجريمة، أمن الناس واستقر المجتمع».
وأشار د. هزاع إلى أن الأمن يوفر حرية للحركة التجارية والاجتماعية معا، و»نتيجة للأمن تجد نفسك في مدينة يحترم فيها كل إنسان أخاه ويصون حقوقه وهذه إحدى نتائج الأمن».
لافتا إلى أن خوف رؤوس الأموال تبدد في مدينة مثل مأرب، كون القضاء يعمل والحقوق محفوظة، مهما أطل الوضع اليمني بصورة عامة بظلاله القاتمة على الأوضاع كاملة، حسب تعبيره. وأضاف «أغلب المشاريع التي أقيمت إلى الآن وصفت بالنجاح».
مختتما حديثه بدعوة السلطة المحلية إلى ضرورة إيجاد الحلول المستدامة لانقطاع الانترنت لأن الأعمال التجارية هي أكبر المتضررين من هذه الانقطاعات.
وعن التحديات أيضا، يقول رجل الأعمال أبو الحسن «ندرك أن موقع مارب ورسالتها ومواقفها تجعلها مستهدفة، وتفرض عليها تحديات أمنية أكبر من أي تحديات عرفناها في السابق».
مشيرا إلى ضرورة وضع إستراتيجية أمنية شاملة قادرة على التعامل مع كل هذه المستجدات والتحديات، واستيعابها بكفاءة عالية، وهذا يستدعي اتخاذ الخطوات والتشريعات التي تخدم هذه الإستراتيجية، حتى تظل مارب كما كانت على الدوام، وستظل بعون الله واحة للأمن والاستقرار، وموئلاً للحرية واحترام حقوق الإنسان».
من جانبه أيد الوجيه مدير أسواق المستهلك ما طرحه «السعدي» مدير بنك سبأ، بأن جبن وخوف رأس المال يدفعه للبحث عن الأرضية المناسبة لتشييد قواعده، وكلما تأكدت هذه القاعدة توقف البحث عن جواب لماذا اختارت الأموال مأرب ملاذا لها؟؟.
مضيفا « الأمن هو حاضن للاستثمار»، واختتم بالدعوة إلى ضرورة تفعيل الدور الإعلامي وعقد المؤتمرات الاستثمارية لجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والخارجية، وتوضيح الرؤية الاستثمارية للمحافظة والإقليم.
*نقلاً عن صحيفة الشرطة