الأخبار
- تقارير وتحليلات
في عيد الأم.. أمهات اليمن بين المقابر والسجون
العاصمة أونلاين – خاص
الخميس, 21 مارس, 2019 - 11:52 مساءً
تسنيم صالح/ تقرير
فيما تحتفل أمهات العالم بعيد الأم في جو بهيج من الفرحة ولم الشمل، تقدم الأمهات في اليمن التضحيات الجليلة، يقاومن اليأس بالأمل والعجز بالقدرة والضعف بالشجاعة، يحملن المجتمع بكل ما حلّ فيه على يد مليشيات الانقلاب على أكتاف الصبر ومعالي التضحيات.
ويأتي عيد الأم هذا العام 2018 مع دخول حرب الانقلابيين عامها الخامس، تلك الحرب التي فقدت بسببها آلاف الأمهات أبناءهن.
وتتشارك الوجع في احتفالات اليوم أمهات المختطفين، اللائي يتألمن بمرارة، قلقا على مصير أبنائهن، بعد حرمانهن من رؤية فلذات أكبادهن المغيبين في سجون المليشيا.
وبحسب استطلاعات أجراها "العاصمة أونلاين" مع العديد من النساء، أكدن تحمل الأم اليمنية عبئاً ثقيلا على كاهلها، سواءً من فقدت زوجها وابنها وعائلتها أو تلك الأم الريفية التي تبتكر وسائل البقاء على قيد الحياة في زمن الحرب التي فرضتها الميلشيا الانقلابية.
أم الشهيد "الحارث عمران"، فقدت ولدها في مجزرة الشرطة العسكرية بصنعاء، والذي اختطف لأكثر من عام من قبل ميليشيا الحوثي، تحكي مشاعرها في عيد الأم قائلة "فقدان ولدي أوجعني للغاية".
وتضيف لـ"العاصمة أونلاين": دفعت الأمهات في اليمن الثمن الباهض من حرب الانقلابيين، فمنهن من فقدن أولادهن وأزواجهن، شهداء أو مختطفين أو مفقودين أو معاقين.. وأخريات شردن من منازلهن ووجدن أنفسهن في مخيمات النزوح هرباً أو أجبرن من نيران الانقلابيين.
إحدى أمهات المختطفين في سجون الحوثيين بصنعاء، استقبلت سؤال المحرر بالدموع، رافضة الافصاح عن اسمها حرصا على ولدها، وتساءلت: "عن أي عيد تسأليني وولدي أكمل عامه الثاني وهو يقبع خلف القضبان، لا أدري ماذا أقول والدمع يملأ الخد والقلب يقطر دماَ".
وواصلت حديثها بقهر، موضحة أن ميليشيا الحوثي أحرمتها يوم أمس من رؤية ولدها الذي أشترت له الفل والورد لتهديه بمناسبة عيد الأم وتخبره أنها فخورة به ومنتظره خروجه، لكن مشرفي الأمن السياسي بصنعاء منعوها وعادت خائبة تجر القهر وتنتظر الأيام للقاء ولدها.
مشردون ومختطفون
وشاركتها ألم الفراق، أم حذيفة التي تعيش فراق أولادها منذ سنتين بسبب تهجيرهم من مدينتهم التي عاشوا فيها سنوات في كنف الأم التي لا تفتأ ولا تكل شوقا لهم.
تقول أم حذيفة: "أنا أم فارقت أبنائها اجباراَ بسبب الوضع الأمني المقلق في العاصمة صنعاء فاضطررنا لتسفيرهم إلي محافظة أخرى، وأنها تعيش حالة من الرعب والخوف لبعدهم عنها".
مؤكدة أن المناسبة اليوم مرت عليها بقلب فارغ إلا من الحنين لأولادها.
الناشطة الحقوقية "أميمة عبدالرحمن تقول لـ"العاصمة أونلاين" تشير إلى أن عيد الأم يضاعف مشاعر أمهات المختطفين والشهداء، وقالت "عندما يكون الفرض أن تفرح تحزن لغياب فلذة كبدها في غياهب السجون أو في بطون الأرض".
وتحكي أميمة عن مشاعر والدتها التي تتذكر ولدها المختطف في سجون الحوثي منذ عامين، مضيفة "أمي هي أم لمختطف أهديناها جميعاً هدايا بهذه المناسبة وأدخلنا اسم مختطفنا بيننا فكانت المناسبة دموع وألم ولن تكون فرحة إلا عندما يكون أخي بيننا موجود كل فرحة نعيشها فيها غصة وإن لم نظهرها لكن أمي لا تقوى على ذلك.
وعاتبت أميمة منظمات حقوق الانسان والمهتمة بقضايا المرأة التي قالت بأن أدوارها لا تذكر رغم أعدادها الكبيرة، داعية إياها إلى الوقوف بصدق إلى جانب المرأة المختطف ولدها.
وخاطبت المنظمات قائلة "اسعوا في احتضانها فلذة كبدها، اشعروها بمساحة الأمان، وأعيدو لها فلذة كبدها اضغطوا بأوراقكم القوية في ملف انساني بحت، ولا تشركوا قلوب الامهات في السياسة فلها أبوابها".