الأخبار
- تقارير وتحليلات
طفل يمني يحكي قصة مروعة: هكذا استغلني الحوثيون (قصة خبرية)
العاصمة أونلاين - خاص
الأحد, 31 مارس, 2019 - 05:47 مساءً
كان الطفل علي مثنى سعد، الذي يبلغ من العمر 13 عاماً، في زيارة للعاصمة "صنعاء" وفي شارع الستين, حين كان هو وبعض من زملائه, فطلب منهم مسلحون حوثيون على متن "طقم" عسكري الذهاب معهم لاستماع محاضرة تثقيفية, ومن ثم إرجاعهم, فرفض علي وزملاؤه الصعود, فأرغمهم الحوثيين الذهاب معهم بقوة السلاح, وفي إحدى المنازل المحاذية لشارع الستين, استمعوا لمحاضرة مع آخرين لمدة ساعتين, ثم أخذوهم إلى مبنى آخر, لا يدرون أين يقع, على أن يظلوا فيه إلى الصباح.
في اليوم الثاني لم يسمح لعلي ومن كان معه الخروج أو العودة, تم أخذهم إلى بدروم تحت الأرض في أحد أحياء العاصمة, ليتم تدريبهم فيه لمدة شهر كامل, يقول علي "كانوا يعطونا من ملازم عبدالملك الحوثي, وحسين الحوثي" وبعدها دربونا على السلاح المعدل 12 سبعة, والجيتري, والألي, وكيف تعمل على التفكيك والتنظيف, إضافة إلى القنص, وبعد شهر أخذ علي إلى محافظة الجوف, إلى جبهة "حام".
وفي أحد المواقع, وفي مترس "نسق أمامي" ظل علي يقاتل مع جماعة الحوثيين لمدة شهر كامل, كانت خدمته تبدأ صباحاً وتستمر إلى العاشرة ليلاً, لا يتذكر أسماء القادة الذين أشرفوا عليه في فترة تدريبه, لكنه يتذكر اسم قائد الموقع, ويدعى بـ"أبو عبده".
يقول لـ"العاصمة أونلاين": بأنه ظل طيلة شهر في الموقع, لم تحدث اشتباكات قوية, أو هجوم من قبلهم على الطرف الآخر, أو العكس, كان ما يحدث تراشق نيران بينهم وبين قوات الجيش الوطني, كانوا يضربوا بالمعدلات, كانت تضرب العربة, أو الاثنعش كما يقول. ويواصل بأنه على الرغم من أنه يظل في المترس إلى العاشرة ليلاً, وإن حدثت اشتباكات تفرض عليه مهمة تعبئة ذخيرة "الاثنعش" لكي يباشروا بالإطلاق.
"كنا نخاف وأحياناً تقصف الطائرات الدبابات والمدرعات, أو الإمداد, تضرب العربة, حين تمر من موقع إلى موقع, لذا كنا نعيش في رعب"، ومن هذا الرعب, بأنه كان ممنوع عليهم الخروج من المترس, وإن خرجوا سيتم إطلاق النار عليهم, وقد حدث لعلي ذلك, حين قصفت طائرة الموقع, فهربوا إلى أحد الخنادق, لكن المشرفين أمروا بإطلاق النار عليهم, يقول علي كنا بين نارين نار شظايا قصف الطيران, ورصاص المشرفين.
يقول علي بأنه اكتسب الكثير من السلوكيات الخاطئة وهو في الجبهة منها تعاطي القات والدخان والشمة, إضافة إلى نوع يسمى بـ"الحوت" إضافة إلى المشروبات كانوا يأتوا إليه بترمس فيه أنواع من المشروبات شارك وأبو قرون, "تشرب لما يصفر الطبلون" فلا تبصر حاجة أمامك, تبصر العربة ذبابة, لذا في هذه اللحظات التي يكون فيها علي منتشيا لا يشعر بالخوف, الذي يشعر به في فترة الليل, بعد الساعة عشرة.
كل هذه الأحداث التي مرت على علي, وأسرته لم تعلم بوضعه, حتى وصلهم الخبر بأن الحوثيين, أخذوه إلى الجبهة, وعملوا على تجنيده, فبدأ أعمامه البحث عنه حتى عرفوا مكانه, فتواصلوا مع قائد الموقع "أبو عبده" ووعدوه بأنهم سيعطونه مقابل أن يعود به إلى صنعاء, وعدوه بمائة وخمسين ألف ريال, يقول علي خرجني المشرف إلى صنعاء, كنت غير مصدق بأنه سيرجعني, كنت أقول بأنه سيذهب بي إلى جبهة أخرى, أخذني بالطقم, وفي صنعاء استلمني شخص لا أعرفه أخذني إلى بيت أخي في حي مذبح.
في بيت أخيه, من شدة التعب أخذ علي راحته من النوم إلى اليوم الثاني, ثم أخذه أخوه إلى مدينة الجوف, يقول استقبلنا أناس يقربون لنا, وسهلوا لنا, واستطعت أن أدرس مجدداً, درست في الصف السادس, لكن درست شهراً واحداً ثم تركت الدراسة.
وعن وصوله إلى مركز إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالحرب في اليمن يقول علي "سمعنا أن مرز سلمان للإغاثة يدرب ويؤهل الأطفال ممن فيهم صدمات نفسية, فسجلنا خضعت لبرنامج التأهيل النفسي والاجتماعي, واستفدت الثقة بالنفس, وأن لا تصدق أي كاذب, وأن يكون نظرك لمستقبلك, تعرف على أشياء وألعاب جديدة لم ألعبها من قبل.