الأخبار
- تقارير وتحليلات
"فهد العريفي".. حكاية طفل من ضحايا تجنيد الحوثيين
العاصمة أونلاين/ خاص
الاربعاء, 17 أبريل, 2019 - 06:08 مساءً
فهد عادل العريفي، طفل يبلغ من العمر 15 عاماً، جندته ميليشيا الحوثي من أمانة العاصمة, حيث يقطن مع أسرته ويعمل في مهمة الطباخة والحراسة الليلية.
يحكي العريفي لـ"العاصمة أونلاين"، والذي ينحدر من وصاب بمحافظة ذمار: "كنت مخزن مع صاحبي, "أسامة محمود سيف" من لحج, وقلي معي اثنين طباخين من المنطقة الخامسة بالحديدة, خرجوا من العمل, وهربوا وأنا اشتيك تدخل بدلهم, وأنا دخلت بدل واحد, باسمه لأنه المعاش باسمه ينزل, وبطاقته مع صاحبي".
ظل "فهد" في مطبخ المنطقة العسكرية الخامسة, التابعة لجماعة الحوثيين ثمانية أشهر ويقول: "كنت أطبخ لهم مدة 8 أشهر, ووقت المغرب أمسك عند باب البوابة, وأحيانا بالنقطة, قدام الميناء, أحياناً أخزن مع صاحبي, واحياناً هو ينام وأنا أمسك بدله".
ويشرح "فهد" عدداً من المواقف التي جعلته يشعر بالخوف منها قصف الطيران, الذي قصف معسكر الأمن المركزي, الذي يداوم فيه فترة الليل, "وبعد 8 أشهر قصفوا قدامنا عند معسكر الأمن المركزي, الطيران قصفت, وأصحابنا كانوا يضربوا من جنب البوابة بمضاد طيران, والمعسكر ما جرى به شيء, وبعدها ما عاد جابوا لنا معاش".
يقول فهد "اشتغلت طباخ من الثالثة فجراً, إلى الـ 8 ليلاً, وبعد الثامنة أخرج البوابة أمنيات, أبادل مع صاحبي "أسامة محمود سيف", وحين توقفت جماعة الحوثيين عن دفع رواتبهم الشهرية, عمل فهد ومن معه على أخذ جبايات من السيارات والشاحنات الكبيرة, "وكنا ندبر لنا زلط, من أصحاب القواطر, والسيارات, نأخذ من القاطرة, وبعدها سافرت لمن ما عاد معاش, رجعت صنعاء, عند أهلي".
بعد عودته إلى صنعاء, سجل في المدرسة مجدداً التي تركها عاماً دراسياً كاملاً, ليتعرف على شخص آخر من جماعة الحوثيين, الذي عمل معه في إطار العاصمة صنعاء في تأمين المسيرات التي تقيمها الجماعة إضافة إلى تفتيش المشاركين.
ويضيف فهد: "ورجعت سجلت في المدرسة, وكان صاحبي, من الحارة, اسمه "محمد قائد" كنا نخزن أنا واياه, وقال جي معي غدوة معنا مسيرة, مولد الرسول بكرنا الصباح وجمعنا أصحابنا بالحارة, ورحنا لعند المندوب أبو هاشم, وطلعنا بطقم لشارع السبعين, وحط بكل فكة طريق شخصين منا نفتش اللي يدخلوا المسيرات, وأدوا لنا أكل وشرب, وأدونا مصروف ثلاثة ألف وروحنا".
واستمر "فهد" على هذا المنوال أشهراً أخرى, إلا أنه كان جاهزاً للاستدعاء في أية لحظة, وهو ما جعل من أسرته التفكير بالانتقال به إلى محافظة آمنة, خوفاً على أن يتم أخذه إلى جبهة قتالية "وكنت أدرس ووقت ما يحتاجونا, نسير ونشارك في المسيرات مثل عيد الغدير, و 21 سبتمبر.
وفي بعض الأحيان, تحصل مشاكل من بعض, اللي ما يشتونا نفتشهم, ويفرعوا الناس", ومن أكثر الفعاليات الحوثية التي شارك في تأمينها "حادثة الصالة"، كما يقول: "في حادثة القاعة "كنت أمنيات لمدة ساعة وبعدا قصفت الطائرة, شفت الجثث متفحمين داخل القاعة بعد ما رجعنا".
وزاد من قناعة أسرته على إخراجه من صنعاء مقتل أحد شباب الحي, بعد أن ذهب مع الحوثيين وعاد جثة هامدة يقول فهد عن الأمر: "وبعدها واحد جارنا حوثي من الحارة, قتل في قصف طيران بنهم, وأخي كان صاحبه وتأثر لمقتل صاحبه, قال لي لا بد أن انزل معه مأرب, خاف اني أرجع اروح مع الحوثة واقتل".
مر على تواجد "فهد" في مدينة مأرب ثلاثة أشهر, يعمل مع أخيه في تلحيم الذهب والفضة أمام أحد المحلات في "الشارع العام" يقول: "شلينا العدة ونزلنا مأرب نشتي نشتغل من أجل نصرف على أسرتنا التي بقيت في صنعاء, الآن بطلت الدراسة اشتي اشتغل فقط" قال ذلك وهو يشارك في دورة تأهيلية نفسية واجتماعية يرعاها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية, في إطار المشروع الذي تنفذه مؤسسة وثاق للتوجه المدني, المهتم بأطفال الحرب.