الأخبار
- تقارير وتحليلات
مقابر جماعية وتمييز عنصري بين القتلى.. كيف تتخلص ميليشيا الحوثي من جثث قتلاها؟
العاصمة أونلاين/ خاص
الإثنين, 29 أبريل, 2019 - 07:10 مساءً
كشف مركز العاصمة الاعلامي في تقرير محارق الحوثيين الصادر حديثاً، عن استخدام مليشيات الحوثي "مقابر جماعية" لدفن أعداد كبيرة من قتلاها الذي سقطوا في جبهات القتال في مواجهة القوات الحكومية.
ويُتهم الحوثيون بأنهم لا يهتمون بالقتلى الذين يسقطون في صفوفهم، وأنهم لا يأبهون بانتشال جثث مقاتليهم الذين يُتركون في العراء، وقد يتعرض بعضها للتحلل أو نهش الكلاب الضالة.
وأوضح أن جثث قتلى المليشيات تظل لوقتٍ طويل ملقاة في الشعاب والجبال، إلى أن تلتفت إليها لجان المقاومة ورجال القبائل فيقومون بدفنها.
واتضح بحسب التقرير إن غالبية الجثث لقتلى عناصر الحوثيين والتي تسلم لأهاليهم هي جثث وهمية وليست جثث أبناءها القتلى، كما تكتظ ثلاجات المستشفيات الحكومية والخاصة في العاصمة صنعاء لجثث الميليشيا أغلبها لقتلى مجهولي الهوية.
ولافتاً الى أن الجثث باتت تسبب ضغطا كبيرا على ثلاجات المستشفيات، ما يدفع الميليشيا الى التخلص منها بكل الطرق غير المشروعة وغير الإنسانية.
وفي مارس/أذار 2018 أخرجت الميليشيا من مستشفى الكويت الجامعي بصنعاء ما يقارب من 50 جثة من ثلاجة المستشفى وجميعها لمجهولي الهوية، وبعضها لم يتبقى منهم سوى بعض الأشلاء وتم وضعها في مقطورة "حاوية" سيارة دينة والذهاب بها إلى خارج المستشفى.
وهو ما يوحي الى إن المليشيا تقوم بدفن قتلاها في مقابر جماعية لتخفيف الضغط على ثلاجات المستشفيات بالعاصمة صنعاء وفي بقية المحافظات التي ما زالت تحت سيطرتها.
وأشار التقرير الى أن مليشيا الحوثي حولت مراسيم دفن قتلى المليشيات الحوثية إلى مصدر أخر للاحتقانات والاستياء الشعبي، خصوصا في العاصمة صنعاء، وتعممت سلوكيات وممارسات التمييز الطبقي والتفضيل العنصري من الأحياء إلى الأموات.
موضحاً إن مراسيم ومواكب قتلى السلالة -التي تملك نفس نسب الحوثيين- وجنازاتهم تجري بكرنفالات صاخبة تطوف شوارع وأحياء العاصمة أمام أعين أسر فقدت أيضا أبناءها في جبهات الحوثيين ولكنها إما لا تعرف شيئا عن جثثهم أو أنهم دفنوا ببساطة وإهمال شديدين وكأنهم مجرد وقود للاحتراق في مرجل السلاليين.
وكما تطرق الى أن المليشيات تجتهد في تزيين وتسوير المقابر الخاصة بقتلاها، وتعشيبها وزراعة الازهار والورود فيها لتبدوا أكثر جاذبية، فيما تخصصها لدفن قتلاها المنتسبين للأسر الهاشمية "القناديل" دون غيرهم.
وذكر التقرير أن الحوثيين يتكتمون عن أعداد قتلاهم، في محاولة لرفع الروح المعنوية لدى أنصارهم، بيد أن المقابر التي يتم تشييدها بحضور عدد من مسؤولي الجماعة بصورة مستمرة، تكشف بجلاء الحجم المهول لأرقام قتلى الجماعة.
وأشار الى أن مليشيات الحوثي افتتحت مقابر جديدة في العاصمة صنعاء، في أحياء "الجراف" و"المطار الجديد" و"شارع خولان" وامتلأت خلال العام 2018م.
وحولت الميليشيا بحسب التقرير مدرجات محافظة صعدة شمال البلاد الأكثر خصوبة والتي كانت مخصصة لزارعة البن والرمان، إلى مقابر جماعية لقتلى الجماعة، حيث تعمد إلى تعشيب وزخرفة تلك المقابر في محاولة لإظهار الاهتمام بقتلاها الذين يسقطون في مختلف الجبهات، بغية استقطاب واستدراج مقاتلين جدد.
كما أنشأت عشرات المقابر في كل المدن والأرياف اليمنية خلال الأربع السنوات الأخيرة.
ويشار الى أن تقرير محارق الحوثيين لمركز العاصمة الإعلامي، كشف عن مقتل أكثر من 9 آلاف من مليشيات الحوثي خلال 2018م، بينهم قيادات عقائدية وسلالية بارزة وآلاف الأطفال.