×
آخر الأخبار
دائرة الطلاب بإصلاح أمانة العاصمة تنعي التربوي "فرحان الحجري" مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"  "هولندا" تؤكد دعمها للحكومة الشرعية لتحقيق السلام الدائم والشامل انتهاك للطفولة.. منظمة ميون تحذر من مراكز الحوثي الصيفية لمشاركتهم في تظاهرة احتجاجية.. الحوثيون يختطفون أربعة من موظفي مكتب النقل بالحديدة صنعاء.. وكيل نيابة تابع للحوثيين يهدد محامية ونقابة المحامين تدين شبوة.. إصابة طفلين بانفجار لغم من مخلفات الحوثيين الأكبر منذ 2015.. إيران تزيد من منحها الدراسية لعناصر مليشيا الحوثي تهديد "حوثي" للأطباء بعد تسرب وثائق تدينها بتهريب مبيدات مسرطنة تحالف حقوقي يوثق 127 انتهاكاً جسيماً بحق أطفال اليمن خلال أقل من عامين

رمضان يضاعف الشوق والقهر لدى أسر الصحفيين المختطفين

العاصمة أونلاين/ تسنيم صالح / تقرير خاص / (2)


الأحد, 12 مايو, 2019 - 11:11 مساءً

أوس صلاح القاعدي

ما زال أطفال الصحفيين المختطفين في سجون مليشيا الحوثي الانقلابية ينتظرون آبائهم للعام الرابع على التوالي، بينما تستمر مليشيا الحوثي في تعذيبهم ومنع الزيارات عنهم منذ أسابيع.
 
ففي حين تلتقي الأسر في موائد الإفطار الرمضانية، يبقى أطفال المختطفين في سجون الميليشيا ينتظرون آبائهم بشوق وحزن، يتمنون احتضانهم وأن تلامس أياديهم أرواحهم الذي هدها القهر والانتظار وآلام السنين.
 
في الثالث من مايو، احتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة، فيما لا يزال أطفال الصحفيين المختطفين على الأبواب، منتظرين عودة آبائهم لمشاركتهم فرحتهم بهذه المناسبة، التي تعود كل عام وتذكرهم بمآسي الاختطاف وفقدان الآباء بحسب تعبيرهم .
 
أطفال الصحفيين المختطفين معظمهم لا يعرفون آبائهم فعند اختطافهم لم يبلغوا أشهر، ومنهم من كان جنيناً في بطن أمه، بينما تواصل مليشيا الحوثي الانقلابية حرمان ابائهم من حضن لأبنائهم وإبداء أي رحمة تجاههم.
 
ما ذنبهم؟!
 
ابنة المختطف الصحفي "أحمد حوذان" "جوري" تتحدث والدتها عن صغيرتها، وتؤكد بأنها لا تسكت إلا في حضن خالها وتظل تناديه "بابا" بل وتُكثر من بكائها في الوقت الذي كان يعود فيه أبيها ويحتضنها.
 
وبكلمات متقطعة تواصل الأم حديثها وتقول" تواصل طفلتها الصغيرة "جوري" بالمناداة:  "بابا.. بابا" لكنها لا تجده! الأمر الذي يضاعف عليا أحزاني.
 
وتتساءل الأم: ما ذنب طفلتي تحرم من أبيها؟ وبلكنتها الطفولية تنادي عند الشباك أثناء الزيارة "اتحى اتحي" بمعني افتح لها تذهب لأبيها وهذا يضاعف على زوجي أحزانه في سجنه.
 
وتواصل "أم جوري" حديثها وتقول: تضاعفت عليا الأعمال والهموم، فبعد اختطاف أحمد ومرض ابنتي"طفلتها" التي تصيبها حمى دائمة حتى تغمى عليها. ناهيك عن مسؤولية البيت وهم الإيجار.
 
واختتمت حديثها:  لا تسعفني الكلمات حتى أخبركم بالفراغ الذي تركه أحمد بعد اختطافه.
 
مختطفين سابقين
 
أما الصحفي الذي حرم من زيارة أبنائه طيلة فترة سجنه على مدار عام ونصف رغم محاولات الأسرة المتكررة لزيارته، إلا أن مليشيا الحوثي الانقلابية منعتهم من زيارته، حتى وصلت الأسرة إلى مرحلة اليأس من وجوده.
 
مليشيا الحوثي الانقلابية أخفت حتى مكان تواجده ومنعت أن تعطي الأسرة أي أخبار عنه، وحرمت الأسرة سماع صوته، الأمر الذي أشعرهم  باليتم والحرمان رغم توفر الاحتياجات أكثر مما كان أبوهم موجد.
 
حدثنا المختطف السابق الصحفي " إبراهيم الجحدبي" عن معاناة اسرته في فترة اختطافه وقال: أن ابنته الصغرى "تسنيم" كانت تنزوي على نفسها في غرفة وتدخل في موجات من البكاء والنشيج ، بينما رفضت أخواتها الأخريات أن يتخضبن بالحناء والنشق ويرتدين كسوة العيد في غياب أبيهن .
 
أما ابنه "علاء" ذو الثلاث سنوات كان يترجى جده أن يأتي به إلى أبيه ويردد بقوله: إذا ما  اخذتوني إلى أبي: "فقطعوا أصابع يدي وأذهبوا بها إليه"، وفي ذات مرة سمح لأبيه باتصال رد عليه "علاء" يا "بابا" : ليش"لماذا" ما تروح وتمسك بيدي في العيد؟:عيال خالي ذهبوا في العيد مع ابوهم.
 
ويؤكد "الجحدبي" أن الآثار النفسية التي خلفها اختطافه ما تزال تلاحق أطفاله حتى الآن حيث صاروا يفزعون من أي طارق أو ما يوحي بعراك او إطلاق نار أو خلافات ومشادات، والأنكى من ذلك أنه لو تأخر عن البيت تحصل حالات الطوارئ في الذروة والبكاء والعويل خصوصا الصغار.
 
مشاعر الفرح والأسى
 
ويصف لنا الصحفي المفرج عنه "عبدالله المنيفي" مشاعر مختلطة كانت ترافقه في سجنه بقوله: "الحقيقة انه شعور مختلط من الفرحة والأسى، فرحتي لرؤيتهم والأسى لإحساسهم بالغبن وهم يروني خلف القضبان ولعدم تمكني من الجلوس معهم وحتى الزيارة كانت لوقت قصير جدا وعندما يذهبوا كنت أحس بحزن وفراغ كبير.
 
ويضيف "المنيفي" أن خبر اختطافه كان صادما لأبنائه حيث كانوا يشعرون معه منذ فتره طويلة قبل اختطافه أن حياته معرضة للخطر، وحين تم اختطافه أدركوا حجم العذاب الذي سيتعرض له خصوصا بعد تعرض زميله "عبدالله قابل" و"يوسف العيزري" للحادث الإجرامي (الدروع البشرية) الذي افقدهم حياتهم، وبالتالي كان حجم الخوف لديهم لا يوصف طوال فترة اخفائي القسري.
 
دروع المحبة
 
وتحدث الصحفيان المفرج عنهم " المنيفي والجحدبي" أن أطفالهم  أحاطوهم  بدروعا من المحبة والخوف والشوق وكانت فرحتهم مخلوطة بشيء من الخوف أن لا يعودوا إلى سجون مليشيا الحوثي الانقلابية في مشهد مهيب ومبكي تقبيل وشم وعناق وضم  وبكاء وسط الشارع المكتظ بالمرور دون شعورهم  بما حولهم.
 
أفرطت مليشيا الحوثي الانقلابية بتعذيب الصحفيين المختطفين في سجن الامن السياسي في الاسابيع الأخيرة من شهر أبريل 2019م ولا تعد هذه أول مرة يتعرض فيها الصحفيين للإخفاء ويمنعون عنهم الزيارة، ويتعرضون للتعذيب بل على مدار أربع سنوات منذ اختطافهم في الـ9من يونيو2015م وهم يتعرضون للتعذيب.
 
أهالي الصحفيين أكدوا تعرض ابنائهم المختطفين للضرب والصعق بالكهرباء والتعليق والحبس في زنزانة انفرادية لأسابيع ومصادرة ملابسهم وأدويتهم وحرمانهم من الأكل.
 
مصادرة الملابس

زوجة الصحفي "صلاح القاعدي" تحكي  لنا تفاصيل أول زيارة بعد تعرض زوجها للتعذيب وتقول: إن المشرفين سلموا لها ملابس زوجها، وحرموه من جميع الملابس عدى بدلة السجن الزرقاء.
 
وتضيف" أشار لها أنهم قاموا بتعذيبه وكان يحدثها بالإشارات وهو يبكي، لكنها لم تشاركه الدموع واكتفت بان تذرف دموعها بعيدا عنه.
 
أوس يحتضن ثياب أبيه
 
وأردفت قائلة: ما أبكاني وأحزنني أشد هو عندما قمت بغسل الملابس، وجد "أوس" ابنها الصغير يسحب ثوب أبيه، وانكب يشتم رائحة أبيه، عندها لم أتمالك نفسي واحتضنت طفلي وأنا أبكي .
 
من جهتها زوجة الشاعر والأديب "حسن عناب"  تروي قصة تسلمها لملابس زوجها من قبل مشرفي الحوثي وتقول: سلموا لي ملابس زوجي، وبمجرد وصولي البيت استبشر الأطفال الصغار فرحا بعودة أبيهم.
 
وتضيف" قاموا باحتضان ملابس أبيهم آملين أن أبيهم سيلحق بالملابس، بينما أنا كنت ابكي طوال اليوم، وتصف شوقها واولادها لأبيهم بقولها: لدرجة أنها ما زالت محتفظة بهذه الملابس ولم تقوم بغسلها.
 
وتابعت حديثها " لم أغسلها بل نحتضنها أنا وأولادي كي نشتم ريحته بيننا.
 



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير