الأخبار
- تقارير وتحليلات
لا حناء ولا فرحة.. بهجة العيد تغيب عن «أسر المختطفين» في سجون الحوثي
العاصمة أونلاين – خاص
الخميس, 06 يونيو, 2019 - 10:32 مساءً
استقبل أهالي المختطفين والمخفيين قسراً في سجون ميليشيا الحوثي الانقلابية عيد الفطر المبارك، بمزيداً من الوجع والقهر، في ظل اكتظاظ سجونها في العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى خاضعة لسيطرتها بآلاف المختطفين، مر على بعضهم أربع سنوات.
وتفتح مناسبة "العيد" جراح أمهات وأطفال المختطفين؛ كونها فرصة لالتقاء الأهل وتبادل الزيارات، فيتحول العيد إلى مأتم كبير يخيم فيه الحزن على كل منزل يغيب عنه أحد أفراده نتيجة لاختطاف المليشيات لهم.
يتقاسم أهالي المختطفين المعاناة مع ذويهم المعتقلين من وراء القضبان، فبينما يمعن الجلاد في تعذيب المختطفين وإخفاءهم في سراديب مظلمة، تعيش أسرهم فصولاً من الوجع، ويعاني أطفالهم وزوجاتهم ووالديهم تعذيبا نفسياً ومعنوياً كالذي يعانيه المختطفون في أقبية العصابات الانقلابية.
موقع "العاصمة أونلاين" اقترب من أهالي المختطفين ونقل بعضاَ من معاناتهم وشوقهم للقاء ذويهم المختطفين في سجون ميليشيا الحوثي.
لا عيد ولا حناء
تقول زوجة المختطف "ع. ع. أ": مر علينا العيد قهر وبكاء وأحزان ثقيلة لم تنقطع، تتربع كرسي الفرحة والبهجة في البيت، عيدنا هذا السادس بدون زوجي الذي اختطفته ميليشيا الحوثي.
وتضيف: العيد بالنسبة لنا يوم عادي، تتضاعف فيه معاناتنا بشكل أكبر من الأيام الأخرى، لا نهتم بملابس العيد ولا بالتنزه في الحدائق ولا جعالة العيد، نعاني ويلات الحرمان وفقدان لذة الفرحة مثل بقية أسر المعتقلين، اختطفوه وخطفوا معه كل أعيادنا وسعادتنا، عيدنا الحقيقي هو حرية مختطفنا.
وتروي زوجة المختطف "ص.ب" مختطف منذ عامين ونصف - معاناة أولادها، مخنوقة بقهر الإنتظار: معاناتنا وأحزاننا افقدتنا كل شيء بغياب زوجي، أولاده ينظرون إلى أولاد الجيران في أيام العيد يخرجون مع آبائهم ويبكون "ليش أبونا مش موجود معنا" إنهم يعيشون في قهر وظلم منذ اختطافه.
تسرد معاناتها قائلة: وإذا أردنا أن نخفي أحزاننا عن الأولاد ونتظاهر أننا لا نبكي من تصرفاتهم وكلامهم لا نستطيع يجعلوك تبكي وتنهار أمامهم غصباً عنك، عيدنا ليس كباقي الأسر بل كل أيامنا ليست كحياة الأخرين الذين لا يفتقدون أحد في مناسباتهم.
انطفاء شعلة الفرح
أما زوجة المختطف (ع.م.ج.ش) تستذكر وجود زوجها في أيام العيد فتقول: وجوده في العيد كان يشكل بهجة وفرح وسعادة لا تنتهي من البيت، تضيء جدران البيت بالبسمة والطمأنينة وتعم الفرحة أسرتنا، وكنا لا نحمل همّ أي شيء ينقص خاصة أيام العيد، أما منذ اختطافه فأعيادنا مليئة بالحزن والآلام وتنعدم الفرحة والبهجة من الكبير والصغير ، وتضاعفت المسؤولية في إدارة شؤن البيت ماديا أيضاً، غيابه شكل فجوة عميقة في كل شيء من حياتنا .
وتختم حديثها: استمرار اختطافه استمرار لمعاناتنا وقهرنا، أهالي المختطفين بين فكي كماشة معاناة فراقهم لذويهم المختطفين في سجون الميليشيات الحوثية وما يتعرضون له من سوء معاملة من جهة ومواجهة متطلبات الحياة وتكاليفها المرتفعة بارتفاع الاسعار يوم بعد يوم من جهة أخرى.
العيد السابع.. قهر وحزن
وتواصل رابطة أمهات المختطفين اليمنيين،تنفيذ وقفاتها الاحتجاجية بالعاصمة صنعاء ومحافظات اخرى، تؤكد فيها أن أوضاع المختطفين والمخفيين قسرا في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين تزداد سوء يوما بعد الآخر.
وعبرت رابطة أمهات المختطفين عن قلقها الشديد إزاء تزايد الانتهاكات التي تمارسها مليشيا الحوثي الانقلابية بحق المواطنين، من اختطاف وتعذيب بشكل مرعب، تزايد خلال الفترة الاخيرة وبشكل كبير، معبرة عن إدانتها لاستمرار إخفاء العشرات من المواطنين في سجون سرية، واختطاف النساء دون رادع إنساني أو أخلاقي أو اجتماعي.
وقالت الأمهات في وقفة احتجاجية: إن الأيام والأعياد والمناسبات تمر وأبناؤهن خلف القضبان في سجون مليشيا الحوثي، فقد انقضى شهر رمضان واستقبلت الأمهات عيد الفطر المبارك والفرحة غائبة عنهن فلا فرحة بالصيام ولا فرحة قدوم العيد.
وحملت الأمهات في بيانها مليشيا الحوثي الانقلابية المسئولية الكاملة عن حياة وسلامة جميع المختطفين والمخفيين قسرا، فجرائم الاختطاف والتعذيب لا تسقط بالتقادم وأنه مهما مر الزمن سوف يحاسب مرتكبيها.
وطالبت الأمهات الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالضغط لإنقاذ المختطفين والمختطفات، والتدخل الإنساني العاجل لإطلاق سراح المختطفين والمخفيين قسراً دون قيد أو شرط.
وناشدت الرابطة كل اليمنيين من مسئولين ومشايخ ورجال القبائل وإعلاميين ونشطاء حقوق الإنسان، بأن يقفوا في صف الكرامة والأخوة والإنسانية، وأن يعملوا كل ما في وسعهم لإطلاق سراح جميع المختطفين والمخفيين قسرا من السجون وأماكن الاحتجاز دون قيد أو شرط».
وتستمر حتى اليوم معاناة آلاف المعتقلين والمختطفين قسرا في سجون مليشيات الحوثي الانقلابية، في ظل صمت منظمات المجتمع الدولي إزاء ممارسات تلك الجماعة.