الأخبار
- تقارير وتحليلات
بعد فضيحة فساد أممية في اليمن.. ردود أفعال واسعة ودعوات للتحقيق العاجل
العاصمة أونلاين/ خاص
الاربعاء, 07 أغسطس, 2019 - 12:34 صباحاً
توالت ردود أفعال وتفاعلات واسعة لمسؤولين حكوميين ومنظمات وناشطين يمنيين، في أعقاب التحقيق الذي نشرته وكالة اسوشيتيد برس الأمريكية مؤخراً، والذي يفضح جانباً من فساد منظمات ووكالات اغاثية تابعة للأمم المتحدة بالمشاركة مع مليشيات الحوثي الانقلابية.
مطالبات حكومية بالتحقيق
وفي ذات السياق، طالب وزير الادارة المحلية رئيس لجنة الاغاثة اليمني عبدالرقيب فتح، منسقة الشؤون الانسانية في اليمن ليزا جراندي بسرعة تشكيل لجنة تحقيق في وقائع الفساد التي أشارت إليها التقارير المنشورة مؤخرا والتي صاحبت اداء بعض المنظمات الاممية والمسؤولين فيها أثناء تنفيذ المنظمات لمشاريعها وبرامجها الاغاثية في اليمن.
مشدداً على ضرورة موافاة الحكومة اليمنية بملابسات ووقائع الفساد ونتائج التحقيقات، واتخاذ اجراءات عقابية رادعة ضد المقصرين والمتورطين في قضايا الفساد واستغلال المنصب، لافتاَ الى أن الحكومة لن تقبل أي تقصير او استغلال للعملية الاغاثية من قبل كافة المنظمات الانسانية.
وأكد المسؤول اليمني في تصريح نقلته وكالة سبأ الرسمية، أن استغلال العملية الاغاثية والوضع الانساني في اليمن من قبل بعض الموظفين في المنظمات والوكالات الاممية عمل غير مقبول وغير اخلاقي، خصوصاً ما يعانيه الشعب اليمني من فاقه تستدعي من المنظمات بذل مزيد من الجهود في التدخل الانساني.
وقال فتح" إن الكشف عن قضايا فساد في أعلى هرم اغاثي أممي، أمر مؤسف يتطلب مراجعة شاملة لاداء عمل المنظمات الاممية في اليمن.
وحث الوزير فتح دعوة المنظمات الأممية الى التنسيق مع الحكومة في كافة المشاريع في كافة المحافظات، مشدداً على ضرورة قيام المنظمات باتباع نظام الشفافية والمحاسبة التي نصت عليها قوانين ومبادئ الامم المتحدة المتعلقة بالشأن الاغاثي والانساني.
من جانبه، طالب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني برفع السرية عن التحقيقات بشأن فساد منظمات ووكالات اغاثية أممية عاملة في اليمن ومراجعة اداء الأمم المتحدة ووكالاتها في اليمن خلال السنوات الماضية واعلان النتائج بشفافية للشعب اليمني.
داعياً الى الكشف عن مصير مئات ملايين الدولارات من الإمدادات الغذائية والادوية والمساعدات التي سرقتها المليشيا الحوثية من أفواه الجوعى والنازحين، مشدداً في ذات الواقت على ضرورة أن تجري الأمم المتحدة تحقيق شامل في عمليات الفساد المالي والاداري لوكالاتها في اليمن.
وقال الوزير اليمني في تغريدة على حسابه بتويتر: إن غض الطرف عن نهب المليشيا الحوثية لبرامج المساعدات الإنسانية، يسيء لسمعة المنظمة الدولية ومصداقيتها ويضر بالجهود الدولية التي يبذلها الأشقاء والأصدقاء لإغاثة المتضررين وتخفيف معاناتهم
عدد كبير متورط في الفساد
الى ذلك، قال المتحدث باسم مركز الملك سلمان للإغاثة سامر الجطيلي في تعليق تلفزيوني حول تحقيق وكالة اسوشيتيد برس الأمريكية الذي كشف تورط موظفين في منظمات الأمم المتحدة العاملة باليمن بقضايا فساد، قال إن عدداً كبيراً من قادة المنظمات الأجنبية يشاركون الحوثيين في سرقة المساعدات الخاصة بالشعب اليمني.
ودعا متحدث المركز الى تحقيق شفاف في تجاوزات موظفي الأمم المتحدة في اليمن، وكشف خفايا الفساد والمتورطين فيه للرأي العام.
فصل صغير من قصة أكبر
بدوره، أكد الكاتب السياسي وسفير اليمن لدى اليونيسكو محمد جميح، إن ما ذكرته الأسوشيتد برس من تواطؤ أممي مع الحوثيين، وفساد مالي لدى موظفي الأمم المتحدة بمشاركة قيادات حوثية، ومن تنقل قيادات حوثية في سيارات الأمم المتحدة، كل ذلك مجرد فصل صغير من قصة أكبر يعرفها اليمنيون جميعاً- على حد قوله.
أما المحامي والناشط الحقوقي توفيق الحميدي، فاعتبر مانشرته وكالة اسوشيتيد برس حول فساد موظفي الأمم المتحدة باليمن، يفقد الثقة بالأمم المتحدة كوسيط نزية في هذه الحرب؛ خاصة وأن التقرير يكشف عن علاقة من نوع ما بين جماعة الحوثي والأمم المتحدة تصل حد استخدام سيارات الأمم المتحدة لتخفي.
ودعا الحميدي في تغريدة على حسابه بتويتر؛ الى ضرورة رفع الصوت عالياً للمحاسبة وكشف الحساب- حد قوله.
أبرز ما أورده التحقيق
فضح تحقيق جديد لوكالة "اسوشيتيد برس" الأمريكية، تورط أكثر من عشرة عمال إغاثة تابعين للأمم المتحدة باليمن بصفقات فساد على حساب المعونات الانسانية المقدمة لليمن، متهماً إياهم بالكسب غير المشروع لإثراء أنفسهم من الموادّ الغذائية والأدوية والوقود والأموال المتبرع بها دولياً.
وأفاد إن مسلحون تابعون لمليشيات الحوثي يمنعنون محققين تابعين للأمم المتحدة من مغادرة صنعاء وبحوزتهم أجهزة كمبيوتر محمولة ومحركات أقراص خارجية تدين موظفي الأمم المتحدة وقيادات حوثية بالفساد والتلاعب بالمساعدات الإنسانية في اليمن، وقاموا بمصادرتها.
ولفت التحقيق الى أن الضوابط المالية والإدارية في مكتب اليمن التابع للأمم المتحدة "غير مرضية" - وهو أدنى تصنيف لها - وأشار إلى وجود مخالفات في التوظيف وعقود تم إبرامها دون منافسة ونقص في الرقابة على المشتريات.
وتحدث أربعة موظفين لأسوشيتيد برس، أن مكتب منظمة الصحة العالمية في اليمن يعجّ بالفساد والمحسوبية، وذكر أن زاغاريا استعان بموظفين مبتدئين عملوا معه في الفلبين - ورقاهم إلى وظائف ذات رواتب مرتفعة، رغم أنهم غير مؤهلين ويتقاضون رواتب مرتفعة
كما ذكر تقرير سرّي للجنة خبراء الأمم المتحدة المعنية باليمن، الذي حصلت عليه "أسوشييتد برس"، أن مليشيا الحوثي تضغط باستمرار على وكالات الإغاثة، لإجبارها على توظيف موالين لهم، وإرهابهم بالتهديد بإلغاء التأشيرات بهدف السيطرة على تحركاتهم وتنفيذ مشروعات بعينها.
ويتألف أغلب موظفي مكاتب وكالات الإغاثة الدولية والتابعة للأمم المتحدة العاملة في اليمن، من أشخاص منتسبين لجماعة الحوثيين أو موالين لها بدرجة رئيسة، حيث يعتمدون في تسيير اجراءات تلك الوكالات والمنظمات على مايتوائم مع سياسة ورغبة الجماعة ويعود عليها بالمصلحة، وهو ماعاد بالضرر بالبالغ على معايير توزيع المساعدات الانسانية وسياسة إدارة العمليات الانسانية في اليمن.