الأخبار
- تقارير وتحليلات
"الشهيد العذري".. حكاية عريس الجبهة الذي رثى نفسه قبل استشهاده
العاصمة أونلاين/ خاص
الأحد, 25 أغسطس, 2019 - 12:25 صباحاً
في سابقة تبعث برسائل مفادها الصمود والتحدي والارتباط الوثيق للمقاتلين بالمعركة الوطنية وجبهات البطولة، أقامت قوات الجيش الوطني المرابطة في جبهة نهم شرقي العاصمة صنعاء، قبل نحو عامين عرس جماعي لثلة من منتسبيها في الجبهة.
حينها كانت قيادة الجيش في الجبهة حريصة من خلال ذلك على تأكيد الثبات والتحدي في مواجهة مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من ايران، إلا إن بعض الجهات والأشخاص سلّطو اقلامهم للنيل من الجيش الوطني بجبهة نهم واستهدافه على خلفية فعالية العرس الجماعي لبعض منتسبيه بالجبهة.
المهندس محمد عبدالواسع العذري (25 عاماً ) كان أحد اولئك العرسان في جبهة نهم، يتّوج أخيراً بالشهادة أثناء تجدد المواجهات مع مليشيات الحوثي الانقلابية، مساء الجمعة، في الجبهة ذاتها، مخلفاً حكاية أسطورية عن بطل نقل أفراحه وأتراحه الى جبهات البطولة وهناك دوّن مرثيته الأخيرة، قبل أن يسشتهد في مواجهة المليشيات الكهنوتية الانقلابية.
والشهيد العذري شاعر حصيف وتخرج من جامعة السودان هندسة بيئية، أنظم إلى صفوف الجيش الوطني مطلع عام 2015م، وتنقل بين عدد من الجبهات في مأرب والجوف.
وكان آخر ماكتب الشهيد الشاعر عبدالواسع العذري من قصائده النبطية المميزة وهو يرثي نفسه قائلاً:
فك يا طير ريشك في رحاب الفضاء
خبر الناس من دهري ومن مجرياته
انقضى العمر ولّى والهوى ما انقضى
ما خبت حرقة اشواقه ولا أمنياته
باقي العمر ليس أكثر من اللي مضى
زهرت العمر ولّت واقبلت عادياته
لا سوى الله يملأ داخلي بالرضا
إن سقطت ارتقت بي للعُلا بيناته
همّ واوجاع قومي والزمان اقتضى
مَن مِن القوم مثلي ما تهنت حياته
وخلال معركة أمس الأول الجمعة التي استشهد خلالها الشهيد العذري، تمكنت قوات الجيش الوطني في جبهة نهم، من تحرير آخر قمة في مرتفعات البياض الاستراتيجية وجبل الغنيمي، فيما تواصل في الأثناء التقدم باتجاه منطقة الكَحل.