الأخبار
- تقارير وتحليلات
تتسول حواراً من أي نوع.. الإمارات تفشل ثانية في تسويق أدواتها الانقلابية في جدة السعودية
العاصمة أونلاين/ خاص
الجمعة, 06 سبتمبر, 2019 - 09:32 مساءً
فشلت دولة الإمارات حتى اللحظة في تسويق انقلابها جنوب اليمن, بإرغام الحكومة اليمنية على إجراء حوار مع أدواتها من أي نوع, مع ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي نتيجة, لدعمها الواضح للتمرد الذي نفذه الانتقالي في محافظات "عدن أبين وشبوة" وبإسناد من المقاتلات الجوية لأبوظبي.
ويتواجد الوفد الانتقالي الإماراتي للمرة الثانية بمدينة جدة السعودية في محاولة لأبوظبي في إيجاد أي صيغة للحوار, حتى وإن كانت غير مباشرة مع الحكومة اليمنية, وهو ما أظهرها في موقف المتسول, في ظل موقف صلب من الحكومة التي تتواجد هي الأخرى في العاصمة السعودية الرياض, والتي ترى أن الحوار لا يتحقق إلا مع الإمارات نفسها.
ونفت الحكومة الأربعاء بدء محادثات غير مباشرة, بين الحكومة والانتقالي الإماراتي, مجددة موقفها المرحب بدعوة الحوار التي وجهتها وزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية, والتي دعت فيها أيضاً إلى انسحاب الانتقالي من المواقع التي سيطر عليها في مدينة عدن, من بينها مطار عدن الدولي, والقصر الرئاسي "معاشيق", وهو لم يتم حتى اللحظة.
وتسعى الإمارات بحسب أعضاء في الحكومة إلى فرض أمر واقع وتمرير تفاوض على حساب الشرعية وتقوية مليشياتها وهو ما رفضته الحكومة, إلا بعد أن يتم الانسحاب, حسب دعوة سابقة لوزارة الخارجية السعودية, مؤكدة بأن الثوابت الوطنية وسلامة ووحدة الأراضي اليمنية, ليست محل مساومات أو نقاش.
وأكد نائب رئيس الوزراء أحمد الميسري, وزير الداخلية بأنه لن يتم أي حوار مع المجلس الانتقالي, كونه أداة عسكرية مع الإماراتيين, والحكومة لن تحاور أو تفاوض إلا صاحب تلك الأدوات أي الإمارات وليس الأدوات نفسها, بحسب تعبيره.
وقال الميسري في تسجيل صوتي له اليوم إن الانتقالي قتل الجنوب بإباحة دم أبنائه وقتلهم على الهوية والبطاقة, مهدداً بالعودة القريبة إلى عدن بالسلم أو بالحرب. "سنعود إلى عدن بالسلم إن قبلوا, أو بالحرب, والجيش جاهز على أبواب زنجبار".
موقف الحكومة لاقى تأييداً كبيراً من الناشطين اليمنيين, فإنهاء الأزمة لن يأتي إلا في ظل الحوار مع أصحاب القرار, ممن يتحكمون بالمجلس الانتقالي, وبالمليشيات الخارجة عن إطار الدولة.
وأرجع الصحفي ياسر الحسني أهمية الحوار مع الإمارات لأنه أسهل وأجدى نفعاً, وقال الحسني على صفحته في "تويتر" "إن الانتقالي لا يملك قراره, بل يأتيه من أبوظبي, وهم مجرد أدوات إماراتية, وهي من تحركهم, وبالتالي الحوار مع الإمارات أفضل في كل الأهوال".
ويرى الصحفي مأرب الورد بأن الحوار مع الانتقالي هو شرعنة للانقلاب, وكل المشاريع المشابهة, ممن تفرض واقعاً بالقوة, مؤكداً أن الحكم يكون بالانتخابات وليس بالانقلابات.
وقال الصحفي عبدالباسط الشاجع, رئيس مركز العاصمة الاعلامي، إن الحكومة تدرس خيار إنهاء تدخل الإمارات في حرب اليمن, كونها دولة معادية ومهددة لاستقرار البلد.
وأكد الشاجع في رد له على استبيان لقناة "RT" عربي في صفحتها على تويتر, بأن الحوار لا بد أن يكون مع أبو ظبي كونها الدولة الداعمة, والراعية, أما الانتقالي فهو بيدق وبلا قرار, ولفيف من اللصوص.
وفي أغسطس الماضي أوعزت الإمارات إلى ميليشياتها في المجلس الانتقالي إلى التمرد على الشرعية والسيطرة على مؤسسات الدولة والمحافظات الجنوبية, لتندلع اشتباكات واسعة مدعومة من الطيران الإماراتي.
وتحرك الجيش الوطني الذي فرض سيطرته حتى مشارف العاصمة المؤقتة عدن ليتعرض بعدها للقصف ويسقط أكثر من 300 ما بين قتيل وجريح, بحسب وزارة الدفاع, مما يعيد سيطرة الانتقالي على عدن ومديرية خنفر وزنجبار, التابعتين لمحافظة أبين.