الأخبار
- تقارير وتحليلات
تلميع الحوثيين.. الإمارات وأمريكا العمل لصالح إيران في اليمن (تقرير خاص)
العاصمة أونلاين - خاص
الأحد, 08 سبتمبر, 2019 - 07:51 مساءً
يفسر يمنيون تحركات الإمارات الأخيرة والمناوئة للشرعية في اليمن, بأنها تعمل على تقديم خدمة مجانية لإيران بتمكينها من الشمال اليمني, إذ ساعدت على إرجاع المليشيا الحوثية إلى المشهد السياسي بقوة, بدلاً من هزيمتها وإنهاء مشروعها, ولطالما تغنت أبو ظبي بأنها قادرة على هزيمة الحوثيين وهزيمة إيران في المنطقة, إلا أنها ارتمت في أحضانها مؤخراً, وبدأت في مهمتها الجديدة, بإجراء عمليات التحسين للحوثيين, وهزيمة الشرعية بكل ما أؤتيت من قوة, ومنها الطائرات.
الدعم الإماراتي للحوثيين, وخدماتها الواضحة يبرره جسر التواصل الذي مدته مؤخراً مع طهران, والتي رحبت هي الأخرى بعودة العلاقات بين البلدين, رافق ذلك تحرك آخر مواز للدبلوماسية الأمريكية, باتجاه الحوثيين, المناوئين الرئيسيين, لحليفتها الأولى في المنطقة, المملكة العربية السعودية, وكل ذلك يصب في خانة واحدة, وهي تمكين الشمال اليمني, لإيران.
وفتحت واشنطن الحوار المباشر مع المليشيا الحوثية, كما ذكر مساعد وزير الخارجية الأمريكية "ديفيد شكينر" من داخل السعودية نفسها الخميس, الذي أكد بأن بلاده تجري محادثات مع الحوثيين في سبيل إيجاد ما أسماه بالحل المقبول للحرب في اليمن, وهو ما نفته المليشيا على لسان القيادي فيها محمد البخيتي, ولم تعلق الرياض حتى اللحظة هن هذه المحادثات.
وفي وقت سابق أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية بأن واشنطن بصدد الإعداد لمحادثات مباشرة مع الحوثيين في سبيل وضع حد للحرب التي تسببت بأكبر أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة.
التصريحات أثارت الكثير من التساؤلات عن سر المحادثات, للتعقيد الحاصل للأزمة اليمنية, والتي بدت السعودية فيه وحيدة, وهو ما يدل عليه بيانها الأخير الذي يدعو إلى عودة الأمور في الجنوب اليمني, إلى ما كانت عليه قبل الانقلاب الإماراتي, وأن هذه المحادثات وتحركات الإمارات الانقلابية كلها تصب في مصلحة إيران وحدها في اليمن.
عن ذلك يقول السياسي اليمني الدكتور عبدالقادر الجنيد إن المشوار ابتدأ في تلميع الحوثيين, من قبل المحللين السياسيين الغربيين, تزامناً مع التحركات الأمريكية, وإعلانها فتح الحوار مع المليشيا في واشنطن.
وأشار الدكتور الجنيد, "وهو مختطف سابق لدى مليشيا الحوثي" في صفحته على "فيسبوك" إلى أن التلميع يتمثل في التقليل من الدعم الإيراني للحوثيين, كما تدعم أذرعها في بلدان عربية أخرى, إضافة إلى المرجعية الدينية لهم بأنهم زيود وليسوا شيعة مائة في المائة, ناهيك عن إمكانية التقارب مع السعودية.
موقع "لوبلوغ" نشر مؤخراً مقالاً للمحللة الأمريكية "هنا بورتر" أشارت فيه إلى أن المراقبين المستقلين, جادلوا منذ وقت طويل بأنه لا يوجد حل عسكري في اليمن, وأن المصالحة السياسية وحدها الكفيلة بإنهاء الانقلاب الحرب المستمرة منذ أربع سنوات ونصف.
ووصفت "بورتر" الأحداث الأخيرة التي قامت بها الإمارات بأنها تصدعات عميقة في التحالف العربي ما يجعل احتمال الانتصار ضعيفاً, وأشارت إلى استعداد الحوثيين لفتح حوار مع دول التحالف, وهو ما تحدث عنه الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في يوليو/ تموز, عن أن القنوات الدبلوماسية موجودة فعلاً بين الحوثيين والإمارات.
التناول الأمريكي يؤكد التواصل الحوثي الإماراتي, والذي وصفه الدكتور الجنيد بشهر العسل بينهما, مستشهداً بتصريح للناطق الرسمي للمليشيا محمد عبدالسلام الذي قدر ما أسماها بالتحولات الأخيرة من قبل دولة الإمارات, "ولقد توقفنا عن إطلاق المسيرات والصواريخ نحو الإمارات.
وهو شهر العسل الذي أفضى إلى توقيف معركة الحديدة, وتحريك جبهات في مناطق كانت تعد حدودية بين شطري اليمن, قبل توحدهما, في العام 1990م من القرن الماضي, هدفت فيه إلى تقوية الحوثيين, وتسريب السلاح إليهم بحسب ناشطين في الحراك الجنوبي.
ويقول عبدالله مبارك, أحد المناوئين لأجندة الإمارات, والذي تحدث لـ "العاصمة أونلاين" إن استراتيجية الإمارات في عدن وغيرها, ليس لصالح الجنوبيين, أو حتى الشرعية, إنما لصالح مليشيا الحوثيين, وظهرت خدماتها بوضوح في الأحداث الأخيرة, فاليأس وصل إلى كل أطياف الجنوب, من الأحزاب السياسية وحتى عند بعض أعضاء الانتقالي نفسه فالدعم الإماراتي ليس لوجه الله بحسب تعبيره, إنما للتسويق للمليشيا الحوثية أيضاً.
ويرى الدكتور عبدالقادر الجنيد, بأن النتائج التي أرادتها الإمارات بانقلابها ودعمها للانتقالي الجنوبي, يصب في هذا الاتجاه وهو تحسين صورة الحوثيين, فانقلاب عدن, صرف النظر عن الحوثي, وتمزيق القوى المحاربة له, إضافة إلى بعث اليأس في قلوب اليمنيين, ورفع معنويات الحوثيين وإيران.