الأخبار
- تقارير وتحليلات
مساعِ لطمس الثورة الأم.. كيف بدت العاصمة صنعاء في ذكرى 26 سبتمبر؟
العاصمة أونلاين - خاص
الخميس, 26 سبتمبر, 2019 - 06:48 مساءً
"صنعاء اليوم كاليتيمة".. هكذا قالها المهندس محمد الزبيري، واصفا حال العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، صبيحة الأربعاء، في الذكرى الــ 57 لثورة الــ 26 من سبتمبر الخالدة.
إذ بدت صنعاء، خالية من أي إشارات أو مضامين، لثورة الــ 26 من سبتمبر، بل ظهرت مجرّدة من أي زخم شعبي أو رسمي، يوحي بعظمة هذا اليوم العظيم والخالد، في حياة الشعب اليمني.
ويفسر المهندس الزبيري في حديثه لـ"العاصمة أونلاين"، سر التجاهل الحوثي لهذه الثورة المباركة، "بأن هذه الثورة لا تزال تؤرق مضاجع الحوثيين حتى اليوم، ولذا يعملون جاهدين على طمس معالمها".
مؤكدا أنها السمّ الزعاف التي قضت ولا تزال تعمل على القضاء على الفكر الكهنوتي السلالي، الذي يحاول الحوثيون بعثه من جديد، دون جدوى".
تجاهل متعمّد
ولعل اللافت في هذا الأمر، هو خلو العاصمة صنعاء، من أي مظاهر احتفائية تعبّر عن عظمة هذا اليوم، الذي أعلن فيه قيام الجمهورية اليمنية، وذلك بالمقارنة مع المظاهر الإحتفالية التي رصدتها مليشيا الحوثي، في الذكرى الخامسة لنكبة 21 سبتمبر.
حيث طبعت مليشيا الحوثي، آلاف الصور، والشعارات، والملصقات المختلفة، على شوارع العاصمة ومختلف المؤسسات والمكاتب الحكومية، والتي تمجد ذكرى انقلابهم، وتعمل جاهدة على أن يكون بديلا ليوم الحرية والكرامة، للشعب اليمن، 26 سبتمبر.
طمس معالم الثورة
وعلى الرغم من الإحتفال الذي أقامته مليشيا الحوثي في صنعاء بهذه المناسبة؛ إلا أن كل ما صاحب تلك الفعاليات، كشف أنها محاولة لشرعنة الإنقلاب ليس إلإ.
فمن الكلمات التي ألقاها عدد من قيادات الإنقلاب، والتي مجدت رموز المليشيا الحوثية، إلى الصور والمطبوعات والتي حاولت تصوير وكأن ما قامت به من إنقلاب ليس سوى، محاولة لتصحيح مسار ثورة سبتمبر، متناسية أن ما تقوم به على أرض الواقع من إجراءات تفضح ما تدعيه على وسائل إعلامها.
وبالنظر إلى واقع الاحتفال الذي أقامته مليشيا الحوثي، في صنعاء، احتفاء بذكرى سبتمبر؛ إلا أنه كشف أن هذا الاحتفال أيضا؛ ليس إلا مجرد فرصة للتعبئة الطائفية، وحشد مزيدا من الإتباع إلى جبهات القتال.
كما أوضح شهود عيان لـ"العاصمة أونلاين" عن اختطاف عناصر ميليشيا الحوثي لمالك محل تجاري في شارع التحرير بالعاصمة صنعاء، بتهمة فتحه أغاني وطنية للفنان أيوب طارش تمجد ثورة سبتمبر واقتلاع الإمامة عبر مكبرات الصوت.
وذكر الشهود، أن ميليشيا الحوثي القت تهمة على مالك المحل التجاري الذي فتح الأغاني الوطنية عبر مكبرات الصوت، بدعوى إثارة الضجيج وإزعاج المارين، وزجته في أحد اقسام الشرطة، ولم تفرج عنه إلا بعد ست ساعات.
وسخر أحدهم من هذه الخطوة التي تعبر عن حقد الأئمة الجدد لثورة 26 سبتمبر، وتعبيرهم عن مدى ضيقهم وحنقهم من الأغاني الوطنية التي تمجد الثورات الوطنية، وتناقضهم من محاولة ادعاءهم بالاحتفاء بثورة 26 في ظاهر الأمر.