الأخبار
- تقارير وتحليلات
حرث في البحر.. فكرة فصل الحوثي عن إيران "وهم" واضح وانحياز غربي على حساب الشعب اليمني (تقرير)
العاصمة أونلاين/ خاص
الأحد, 17 نوفمبر, 2019 - 09:56 مساءً
أظهرت تحركات وتصريحات بريطانية وأمريكية ومدى استخفاف الدولتين "الكبيرتين" بمعاناة اليمنيين, بتسويق فكرة غير قابلة للتحقق وهي فصل المليشيا الحوثية عن إيران, وهو ما يشير إلى أن هناك مشروعاً يطبخ على نار دبلوماسية غير هادئة تريد تقديم اليمن على طبق من "وهم" إلى فم إيران ليس أكثر من ذلك.
التحركات "الوهم" لا تفسر إلا كونها قفزاً على واقع الأزمة اليمنية, التي صنعته المليشيا بانقلاب دموي بدعم مباشر من إيران منذ اللحظة الأولى, انقلاب على كل المستويات جرى الترتيب له منذ زمن, وصل إلى إجراءات في تغيير عقيدة المجتمع واهتماماته, وهو ما يحتاج للتذكير أن إيران أعلنت صنعاء عاصمة رابعة تابعة لها, عقب سيطرة الحوثيين الدمويين عليها في أواخر العام 2014م.
وسعت بريطانيا وأمريكا كلا على حدة إلى تسويق هذه الفكرة منذ زمن باستفراد واضح بالقضية اليمنية ومحاولة فرض ما يعتقدون غير آبهين بمآلات تحركاتهم التي قد تفضي إلى تصاعد للأزمة لا تنازلها.
وفي حوار أخير للسفير البريطاني في اليمن "مايكل آرون", أجرته معه صحيفة الشرق الأوسط الصادرة من لندن, بدت غرابة فكرة الفصل والتي تستند إلى أحداث تاريخية تكذبها الوقائع والتصرفات الحوثية التي تتعامل مع اليمنيين وفق السادة والعبيد, وهو ما تستكره كل القوانين في الدول الحرة.
إلى ذلك تسعى إيران إلى توطيد علاقتها بالحوثيين من خلال تقديمهم إلى العالم وكأنهم دولة بعد أن عملت على أن يكون لهم سفير معتمد لديها, إضافة إلى إشراكهم باجتماعات مع سفراء دول مهمة لتسويق حل للأزمة اليمنية يخدم مصالحها بالإبقاء على الحوثيين كقوة, وهو الهدف الذي يسعى له البريطانيون والأمريكيون.
انحياز واضح
هذه التحركات "كأنها حرث في البحر" كما يراها اليمنيون, فهي انحياز واضح للمليشيا الحوثية, وأنها ستضفي إلى نتائج كارثية إذ ستضاعف من الأزمة الإنسانية لا إنهائها أو إيقافها لعدم امتلاك الحوثيين أية رؤية للتعايش والمواطنة والعيش المشترك.
وعبر سياسيون يمنيون بأن مليشيا الحوثي لا يمكنها الاستغناء عن إيران وقد مكنتها من اليمن, إضافة إلى أنها تستند إلى مشروع لا يرى إلا أحقيته في الحكم, وأنها لن تتحكم باليمنيين إلا بالسلالة وولاية الفقيه الذي اشتغلت عليه أكثر في السنوات الأخيرة.
عين الحوثيين على "مكة"
وسخر مغردون يمنيون في وسائل التواصل الاجتماعي من فكرة الفصل بأنها لكسب عامل الوقت لمصلحة إيران وحلفائها في اليمن, ويراد منها أيضاً تمرير ما يخدم مصالح هذه الدول, أما فكرة السلام بهذه الطريقة سيعتبره الحوثيون نصراً لهم وتمهيداً للوصول إلى "مكة" التي طالما عملوا على تعبئة أنصارهم بذلك.
ويستدل المغردون بعدد من الأغاني الحربية "الزوامل" المعبرة عن عقيدة الحوثيين القتالية التي لا تختلف عن النظام الإيراني, منها نشيد "سندخل السعودية فاتحين", والذي تنفث كلماته حقداً وكراهية على الأماكن المقدسة, وأنهم سيدخلون مكة, وهم يرددون الأغاني, وهي الأناشيد التي تخدر بها الجماعة أتباعها وتقودهم إلى الموت في تقليد واضح للطريقة الإيرانية في الثورة والحكم والاستعلاء.
وعلق وزير الإعلام معمر الإرياني في تغريدة له على "تويتر" , بأن المليشيا الحوثية من خلال هذه الأنشودة كشفت عن مشروعها الخبيث الذي يجتر أحقاد أكثر من ألف عام ولا يقتصر خطره على اليمن, بل يمتد إلى دول الجوار.
وأشار الإرياني في تغريدة أخرى له, بأن الدولة من قبل كانت لها محاولات إلى تحويل الحوثيين إلى حزب سياسي وإدماجهم في المجتمع, إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل فلا يمكن لمليشيا صاغت بنيتها العقائدية على فكرة القتال والغزو الفكري والتوسع أن ينجح معها ذلك.
تبعية
تصريحات أخيرة لزعيم المليشيا عبدالملك الحوثي, استبعدت فكرة مغادرة الجماعة المربع الإيراني, وإمكانية استيعابها والوصول معها إلى اتفاق سلام, إذ أكد تبعيته لطهران من خلال إساءته للمتظاهرين على المشروع الطائفي في لبنان والعراق, وهو ما أظهر التخوف لدى الحوثيين من أية هبة شعبية في المحافظات اليمنية التي يسيطر عليها.
واعتبر الوزير الإرياني التصريحات الحوثية بأنها تقليد أعمى للخامنئي ومسؤولي طهران وحزب الله التي أظهرت حجم الفزع والرهبة من الهبة العربية التي تريد إسقاط مشروع تصدير الثورة وأوهام إعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية.