×
آخر الأخبار
مليشيا الحوثي تضاعف عملية زراعة الألغام بمحافظة الحديدة حماس: لا صفقة تبادل دون وقف العدوان على غزة الارياني: مليشيا الحوثي حولت محافظة إب الى اقطاعية لعناصرها القادمين من صعدة​ وعمران​ رفض مجتمعي واسع لعملية تطييف مليشيا الحوثي المناهج الدراسية "تحالف حقوقي" يشدد على ضرورة حماية "الأطفال" من جميع أشكال العنف والانتهاكات "الأمريكي للعدالة" يدعو إلى حلول جذرية لمعاناة المعلمين في مناطق سيطرة الحوثيين إب.. مشهد تمثيلي يتحول إلى صدمة بعد مقتل "بطل المسلسل" على يد صديقه احتراق حافلة نقل ركاب في نقيل "هيجة العبد" بلحج القسام تبث مشاهد تفجير دبابة للاحتلال غرب جباليا مصادر رياضية: الحوثيون يهددون بإجراءات قاسية بحق الأندية المشاركة في انتخابات كرة القدم

"العاصمة أونلاين" يفتح ملف إسقاط الحوثيين لـ"صنعاء" بشعارات "كاذبة"

العاصمة أونلاين - خاص/ نبيل صلاح


الخميس, 20 سبتمبر, 2018 - 04:42 مساءً

[وزيرالدفاع السابق مع القيادي الحوثي ابو علي الحاكم قبل إسقاط صنعاء بأيام ]

تحل على اليمنيين، غداً الجمعة، ذكرى أسوأ نكبة في تاريخ اليمن المعاصر وهي ذكرى اجتياح العاصمة صنعاء من قبل مليشيات الحوثي في 21 سبتمبر 2014م، وانقلابها على الحكومة الشرعية، وإدخال البلد في حرب لا تزال مشتعلة حتى اللحظة، تسببت بتدمير المؤسسات وانهيار العملة المحلية، وبات خلالها ملايين اليمنيين على وشك الموت جوعاً وفاقة.
 
وخلال الثلاث السنوات الماضية، فجرت مليشيات الحوثي الانقلابية حرباً ضروساً في عموم البلاد، قبل أن تتدخل قوات التحالف العربي في 26 مارس 2015م لدعم الحكومة الشرعية، ومواجهة زحوفات المليشيات الحوثية في عدن جنوبي البلاد، وبدعم التحالف العربي بقيادة السعودية تمكنت قوات الشرعية من استعادة نحو 85% من الأراضي اليمنية.
 
وتسببت الحرب المتواصلة منذ أكثر من ثلاث سنوات، في انهيار اقتصاد البلاد، وحدوث أسوأ أزمة انسانية في العالم، أصبح السكان يعانون أوضاعاً انسانية غاية في الصعوبة، خصوصاً في ظل امتناع المليشيات الحوثية عن صرف مرتبات الموظفين في مناطق سيطرتها لأكثر من سنتين، في حين تقوم بتسخير الموارد المالية لدعم عملياتها القتالية.
 
ما قبل النكبة
 
ومهدت مليشيات الحوثي لاجتياح صنعاء بحصارها لمدينة عمران (شمالي صنعاء)، لمدة شهرين، وتلقت حينها دعماً من القوات العسكرية الموالية للرئيس السابق علي صالح، وخاضت معارك شرسة ضد قوات اللواء 310 مدرع بقيادة اللواء حميد القشيبي، الذي وضع حداً لتقدمها نحو المدينة، إلا أن لجنة وساطة من الدولة تدخلت، حينها، وبعملية غادرة استشهد القشيبي وسقطت عمران في 8 يوليو 2014م.
 
وخلال أحداث مدينة عمران، وبعدها الأحداث التي جرت على مداخل العاصمة صنعاء، كانت صحف ووسائل إعلام مختلفة، تعتبر ما يجري حربًا بين مليشيات الحوثي وحزب الإصلاح، بينما كان الإعلام الرسمي يتجاهل تناول الأحداث وفق سياسة عامة.
 
وجاء ذلك بالرغم من تحذيرات أطلقها اللواء القشيبي قبل استشهاده من تبعات دخول مليشيات الحوثي إلى مدينة عمران، وأن هدفها ليس عمران بل الوصول إلى صنعاء، وما بعدها، وهو ما تم لاحقاً.
 
تورط قيادات عسكرية
 
بعد اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء وصولاً إلى عدن (جنوبي البلاد)، فاق اليمنيون على هول الكارثة، واتضح لهم أن وزير الدفاع اليمني، حينها، اللواء محمد ناصر احمد، كان متورطًا في دعم المليشيات الحوثية للوصول إلى صنعاء، حيث وجّه معسكرات الجيش الواقعة على طريق المليشيات نحو صنعاء بتسليم مواقعهم للحوثيين وترك السلاح لهم، وهذا ما أكده أحد القيادات العسكرية في اللواء 310 في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية.
 
وأكد القائد العسكري "ان هناك توجيهات لدخول الحوثيين لموقع اللواء بعمران من قبل قيادات عليا بوزارة الدفاع اليمنية"، لافتاً إلى أن" هناك أطراف ساعدت الحوثيين في السيطرة على اللواء وقتل قائده العميد حميد القشيبي."، إلى جانب تواطؤ اللجنة الرئاسية التي شُكلت في أحداث عمران مع خروقات الحوثيين لوقف إطلاق النار ودورها في تسهيل دخول الحوثيين إلى مدينة عمران.
 
نقض الاتفاقيات
 
وما بين أحداث عمران، واجتياح العاصمة صنعاء، نقضت مليشيات الحوثي 23 اتفاقاً وقعتها مع القوات الحكومية في كل منطقة تتلقى فيها هزيمة على يد قوات الجيش والقبائل المساندة لها، سواءً في محافظة عمران أو في مديرية أرحب التابعة لمحافظة صنعاء، أو في مديرية همدان المدخل الشمالي للعاصمة صنعاء، وصولاً إلى منطقة بني الحارث فصنعاء.
 
وتأكد لأبناء الشعب اليمني والعالم أجمع أن الاتفاقيات والهدن التي تطلبها مليشيات الحوثي وتوقعها مع القوات الحكومية أصبحت عديمة الفائدة فالمليشيات الحوثية كانت تختلق ذرائع لا حصر لها في سبيل نقض الاتفاقيات والمضي في معركتها نحو السيطرة على العاصمة صنعاء، وهذا الاندفاع الجنوني والصمت الدولي والاقليمي كانا يثيران تساؤلات كثيرة.
 
تفجير المساجد والمنازل
 
وفي خضم التحرك العنيف للمليشيات الحوثية في الطريق نحو العاصمة صنعاء أقدمت على تفجير 750 مسجداً وداراً لتحفيظ القرآن الكريم، ونسفت مئات المنازل لكل الشخصيات السياسية والقبلية المعارضة للمليشيات والذين صنفتهم الجماعة خصوماً لها، دون أن تصدر أي إدانة من الجهات المعنية المحلية والإقليمية والدولية.
 
كما أقدمت مليشيات الحوثي خلال مدة زحفها صوب صنعاء على تحويل عشرات المدارس إلى ثكنات عسكرية لحشد عناصرها وتسليحهم، يرافقه تجريف فكري وثقافي للهوية الوطنية، من خلال الأنشطة الثقافية التعبوية الطائفية والدخيلة على المجتمع اليمني.
 
تطويق العاصمة
 
نجحت مليشيات الحوثي بإسناد حليفها الرئيس السابق علي عبدالله صالح (رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام) ، في إسقاط مدينة عمران، وإخضاع القبائل التي تقع على الطريق المؤدي إلى العاصمة صنعاء، لتقوم بإنشاء مخيمات على مداخل العاصمة صنعاء، لحشد مقاتليها قبل اجتياح العاصمة صنعاء وإخضاعها لسيطرتها عسكرياً.
 
وبعد وصول مسلحي مليشيات الحوثي وحلفائها إلى تخوم صنعاء دشنت المرحلة الأخيرة من مشروعها إسقاط الحكومة الشرعية، حيث قامت بتدشين مخيمات واعتصامات مسلحة على جميع مداخل العاصمة صنعاء وقامت بوضع التجهيزات واللمسات الأخيرة لإجتياح العاصمة.
 
الجرعة
 
رفعت مليشيات الحوثي طيلة مدة الحصار التي فرضتها على العاصمة صنعاء شعارات رنانة تتعلق بمعيشة الناس وتلامس احتياجاتهم ونجحت بمساعدة حلفائها من ضخ دعاية كبيرة عبر وسائل الاعلام المختلفة لتأليب الحشود لصفوفها، ورفعت مطالب ثلاثة من إسقاط الجرعة والحكومة التوافقية وتنفيذ مخرجات الحوار، وهي المطالب التي انقلبت عليها لاحقاً.
 
وكانت "الجرعة" التي تبناها الخطاب التعبوي لمليشيات الحوثي وحلفائها، حينذاك، تتمثل في زيادة 500 ريال يمني على أسعار الوقود، حيث كان سعر البنزين 20 لتر بـ3500 ريال وهو سعر الكمية نفسها من الديزل، ومقارنة الوضع الحالي بعد 4 سنوات من الانقلاب فإن البنزين يباع 20 لتر بـ 20000 ريال، أي بزيادة 700% عن ما كان عليه قبل 2014م.
 
إلغاء الجرعة
 
وفي أغسطس 2014م، قرر الرئيس هادي إقالة الحكومة والتراجع عن قرارات رفع أسعار الوقود سداً لذرائع المليشيات الحوثية، بعد أسبوعين من نصب مخيمات وتدشين تصعيد مسلح على مداخل العاصمة صنعاء.
 
وبالرغم من تجاوب الرئيس هادي مع المطالب التي رفعتها المليشيات الحوثية، إلا أن الجماعة أثبتت أنها لا تكترث للأسعار ولا لإلغاء الجرعة وإقالة الحكومة وتطبيق مخرجات الحوار، فلديها أهدافها الخاصة وهي إسقاط صنعاء الذي بات وشيكاً بمساعدة الرئيس السابق علي صالح.
 
سقوط العاصمة
 
وعشية 21 سبتمبر/ ايلول 2014م، نجح الحوثيون وحلفائهم في إسقاط العاصمة صنعاء، بعد ثلاثة أيام من المعارك مع وحدات عسكرية تابعة للمنطقة العسكرية السادسة (الفرقة سابقاً)، والذي تعرضت لقصف من معسكرات الحرس الجمهوري، وخذلان من قيادة وزارة الدفاع حينها.
 
وتمكنت مليشيات الحوثي بمساعدة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، من القضاء على الوحدات العسكرية التي اعترضت طريقها على أبواب صنعاء، وسيطرت الجماعة على جميع مؤسسات الدولة بما فيها التلفزيون الرسمي ومقرات عسكرية وأمنية والرئاسة اليمنية، ونهب جميع المؤسسات الحكومية وقامت بقل الأسلحة والأموال إلى محافظة صعدة معقل الحوثيين.
 
وفي هذا السياق، أكد مراقبون أن يوم 21 سبتمبر 2014م، ما كان إلا عبارة عن تحصيل حاصل لسلسلة الأحداث التي سبقته من أحداث تورطت فيها قيادات في الجيش اليمني ومسؤولين حكوميين رافقت تسلم معسكرات ومؤسسات الدولة للمليشيات الحوثي ابتداءً من عمران وصولاً إلى عدن، إضافة إلى دعم من قيادات حزبية ومجتمعية ومباركة خارجية.
 



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير