صحفي يمني
"عمنا سعيد" في رحاب الخالدين
الخميس, 14 نوفمبر, 2019 - 10:17 مساءً
عرفت الشهيد العميد الركن سعيد الشماحي بداية الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي الايرانية في 2015، كان رجل الميدان والهندام، لم اره الا ببزته العسكرية بكامل هندامه واعتزازه وفخره بما يرتديه- وكان حينها معظم المقاتلين من المقاومة الشعبية بلباسهم المدني، حيث كان يعمل أركان حرب للواء 14 مدرع الذي يقوده محسن الداعري في معسكر صحن الجن.
كان سعيد سعيداً مبتسما على الدوام وعلى علاقة أبوية وأخوية مع كل أفراد اللواء 14 وشهرته لدى الجميع "عمنا" فكان ينادي كل من يلاقيه بابتسامة وخفة ومرح على الدوام " ياعمنا، كيفك ياعمنا، أخبار عمنا.... وهكذا"، فلم أجده يوما يتشاجر مع أحد أو يقسو على جندي أو يضع حاجزا بينه وبين افراده، فقد كانت بساطته ولهجته التعزية التي يتمسك بها قريبه من الجميع.
ما تميز به الشماحي ايضا وبشكل لافت العروض العسكرية المهيبة التي كان يقودها باستمرار في الاعياد الوطنية مذ تأسست نواة الجيش الوطني في 2015، فكان بصوته العسكري الجهوري وخطواته الوثابة وفرادة يديه المجنحتين يرفع من معنويات المجندين ويشعرهم بكبريائهم وعظمتهم، فيخطون وراءه واقدامهم تهز الارض هزا، وأياديهم تحلق بهم في السماء مجدا، ورقابهم تبلغ الجبال طولا، فكان ربان العروض العسكرية للجيش الوطني، وموحد خطاها وخطواتها نحو الجندية والعسكرية.
جبهات القتال ايضا كان له فيها صولات وجولات من أسوار مارب وصولا الى شماريخ صرواح، فكانت بندقيته توغل في المليشيات وكان يبقى لأيام في متارس صرواح تحت شمسها اللافحة حتى لا تكاد تعرفه من تغير لونه وشكله الا حين يناديك "وينك مغيب ياعمنا"، وبينما تسابق الجميع لجلب اهله واولاده الى مارب بعد تحريرها كان الشماحي يرفض هذه الفكرة بتاتا، ويقول" يجب ان نعود اليهم فاتحين لا ان يأتوا الينا فنتراخى عن التحرير".
وعندما أتى بهم مؤخراً ها هو يقدم دمه الزكي فتختلط بها دماء نجله محمد ليرووا بها ثراء الوطن، ويرسمون بها لوحة للتضحية والفداء والمجد، رحمك الله يا عمنا سعيد ونجلك وجميع الشهداء واسكنكم فسيح جناته.