×
آخر الأخبار
8 سنوات من الحصار.. أهالي جمعية الفرقة السكنية في صنعاء يشكون ظلم وفساد الحوثيين  الوحدة التنفيذية في مأرب: تصريحات الوكيل "محمود صالح" عارية عن الصحة ومغايرة للواقع الميداني الخارجية الأمريكية تناقش مع "مسقط" قضية موظفي سفارتها في صنعاء المحتجزين لدى الحوثيين  رئيس الوزراء يوجه بإلغاء أي إجراءات تستهدف نشاط نقابة الصحفيين اليمنيين "الغذاء العالمي" يعلن عن حاجته لـ1.5 مليار دولار لتمويل أنشطته في اليمن  منظمات حقوقية تدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأطفال في اليمن مراكز المعاقين في صنعاء تؤكد الاستمرار في الاضراب الشامل صحة غزة: مستشفيات القطاع ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة  بن دغر: لقاء الإصلاح واللواء الزبيدي خطوة إيجابية لمصالحة وطنية شاملة  وقفات حاشدة في مأرب وتعز تندد باستمرار جرائم الاحتلال بحق سكان غزة

رمضان ما وراء القضبان

الثلاثاء, 28 أبريل, 2020 - 02:11 مساءً

يأتي رمضان للعام الرابع ولا يزال (محمد المنقذي) و (علي غالب الآنسي) و(محمد القمادي) و (فيصل الصراري)  وسواهم من المختطفين المغلوبين على أمرهم كالشبلين (محمد علي الأضرعي) و(طه الهروجي) ممن لم يسبق لي معرفتهم إلا حيث جمعتنا بهم محنة الاختطاف والسجن، وغيرهم الكثير ممن لا يزالون في السجون والمعتقلات الحوثية ..
 
للأسف لا المبعوث الأممي (المحايد) لصالح مليشيات الحوثي الإنقلابية، ولا الأمم المتحدة ذاتها ولا المنظمات الحقوقية والإنسانية ولا العالم بأسره يهمهم أمر هؤلاء..
 
(محمد المنقذي) يا صديقي كيف حالك وما هي أخبارك هل عُلِقتَََََ إلى الأعلى مكبل اليدين وظللت حتى تورمت قدماك دون أن تذق غفوة من النوم طيلة أسبوع كامل وفي شهر رمضان كما حصل حيث كنا معا في معتقل الأمن السياسي بذمار؟!
 
قيل لنا أنه تم نقلكم مؤخرا ولكم نقلتم إلى صنعاء وأعادوكم ليروي كلا منكم حينها أساطير من جرائم التعذيب البشعة التي ارتكبتها مليشيات الحوثي بحقكم..
 
لا تظن يا صديقي أني أنسى مشهد عودتكم من صنعاء كأشباح خرجت من القبور يوم المحشر ولا أنساك صديقي (علي غالب) حين عدت يومها ورائحة جسمك وثيابك قد وصلت قبل ولوجكم أبواب المدينة لحرمانك من الاغتسال والنظافة لأشهر ومع أنك دخلت إلينا محمولا من ذراعيك إلا أن الابتسامة وسيل الطرائف والنكات تتقاطر كالشهد من فمك العذب..
 
(علي غالب) كيف أنت مع السجن الذي جمع لك بين معاناة التعذيب ومضاعفات آلام ضمور خلايا الدماغ  والسكر مع منع وصول الدواء اليك إلا ما ندر، والمواراة عن أهلك ومحبيك وراء القضبان اللعينة التي منعتك حتى من إلقاء النظرة الأخيرة لوداع أمك التي ماتت كمدا وقهرا لاختطافك وحاولت زيارتك لبوابة السجن جثة هامدة ولكنه حيل بينكما لتوارى الأم الثرى ولم تكتحل عيناك برؤيتها ..
 
أما (فيصل الصراري) الذي سجن لأشهر جوارنا دون أن ندري ونقل الا صنعاء ليتلقى تعذيبا وحشيا حيث علق بالسلاسل والأغلال لأكثر من اسبوعين مصحوبة بشتى أنواع التعذيب التي عرفت عن زبانية العذاب الحوثية حتى غاب عن الوعي، وخيل اليه أنه في منزله وأن عناصر مليشيا الحوثي هجمت عليه لتندلع آنذاك معركة حامية الوطيس بين فاصل الفاقد الوعي وقرابة ستة من مشرفي السجن، وظل يتلقى وجبات التعذيب والبطش والتنكيل حتى كادت إحدى يديه تصاب بالشلل..
 
أما المهندس (محمد القمادي) الذي اختطف بطريقة مروعة من بين أولاده الذين بعثر بهم الخاطفون بمن فيهم الإبن المعاق الذي أطيح به مع كرسيه ليلقى أرضا، وهم في طريقهم لانتشاله من بينهم ومصادرة أجهزة الحاسوب والهواتف المحمولة الخاصة به وزوجته، ولم يكتفوا بذلك بل تعدى الأمر لتهديده باختطاف زوجته وسجنها والتحقيق معها، إمعانا في تعذيبه نفسيا إلى التعذيب الجسدي للضغط عليه للإقرار بما يملى عليه من قبلهم..
 
وحتى (محمد الأضرعي) و(طه الهروجي) اللذين لا يزالا بحكم الأحداث الذين لا تجيز الأحكام ولا الأعراف ولا القوانين اختطافهم  وسجنهم واحتجازهم والتحفظ عليهم لكن أنى لمليشيات الكهنوت الحوثية مثل أو أخلاق أو قيم تردعهم عن جرائمهم أو تردهم عن غيهم، وإلا لما بقي هذين الحدثين وغيرهما ممن لم يبلغ بعضهم الحلم ولسنوات مع من هم بعمر أجدادهم في السجون والمعتقلات يذوقون ما يذوقه الكبار من العذاب والمعاناة ويزيدون عليهم بتعرضهم للتحرش والاغتصاب، فضلا عن سجن الأمن السياسي الذي لم يكن يدخله إلا كبار المجرمين والساسة المتورطين بقضايا سياسية جسيمة، وسرعان ما يبت في قضاياهم ويحالون لجهات الاختصاص..
 
آه آه كم هي معاناة المختطفين وراء القضبان وكم هو حجم معاناة أسرهم التي تنتظرهم بفارغ الصبر وتكافح من أجل خلاصهم وتوفير متطلباتهم واحتياجاتهم وما يسد رمق أطفالهم الذين فقدوا من يعولونهم..
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

ابراهيم الجحدبي