جماعة كسر العيب وصناعة الثأر
الخميس, 28 مايو, 2020 - 09:41 مساءً
كلما هو متعلق بالعيب عرفا وشريعة كسرت حاجزه جماعة الحوثي، الجماعة التي جاءت تحت عناوين كثيرة وبرر لها كثيرون على أنها قوة صاعدة يجب تجربتها، تفجير البيوت، واقتحامها، واعتقال النساء، هذه ليست إلا غيضا من فيض لموسوعة الجرائم التي مارستها الجماعة كطقوس لفرض أمر واقع على الناس بقوة السلاح والبارود.
حين نتحدث عن جماعة الحوثي نتحدث عن كتلة قبح ناقمة من كل ما هو متعلق بالشرف والناموس والعادات اليمنية الأصيلة التي ورثناها عن أبنائنا وأجدادنا، هذا السلوك ماهو الا ناتج عن الولاء لما وراء الحدود، يريد الحوثيين طمس معالم الهوية اليمنية والتقاليد التي كانت قائمة وعاش اليمنيون في ظلها أخوة تجمعهم شراكة الأرض والدين والإنسانية.
ومن صور إنتقام الحوثيين على القبيلة هي عمليات التجنيد الإجبارية لأبناء القبائل وإرسالهم إلى محارق الموت في معارك محسومة الخسارة سلفا، هذه الفرضية هي التي تستدعينا لنخوض معركة صناعة وعي بالموازاة مع حالة النضال المسلح.
اما تنظيم الهاشمية السياسية وهي القوة الناعمة والخشنة معا فقد مهدت الطريق لهذه الجماعة لتستخدم كل مقدرات الدولة لصالح الفكر الفاشي المتسلط، نتحدث عن تنظيم الزينبيات وهو الجهاز الذي يوليه الحوثيين قدرا كبيرا من الإهتمام والدعم لينفذ أجندات ومغازي للجماعة عبر الدعارة السياسية تارة وتارة أخرى عبر إستهداف المجتمع النسوي ونشر ثقافة العيب والشذوذ السلوكي والأخلاقي.
تريد الجماعة أن تحقق أهدافها بكل الأساليب والطرق الشاذه ، تزرع الجماعة كل يوم بل وربما كل ساعة ثأرا وحقدا أزليا في قلوب الناس، بذات القدر الذي تزرع فيه الألغام التي تحصد كل يوم أرواح الناس،
أما عملية الفرز الطائفي وإستدعاء خطاب المناطقية والجهوية ففي هذه فقط يمكن عمل مؤلفات عن آلاف الشواهد والبراهين التي تثبت أن الجماعة تعتمد على تقسيم المجتمع وتفتيته لتحافظ على بقائها في مساحة اللاوعي التي يعيشها عامة الناس.
معركتنا مع الحوثية كفكر متطرف ومتطفل على مجتمعنا اليمني ليست معركة البارود فقط بل هي معركة صناعة وعي مجتمعي يجب أن يتعزز في كل خطاب سواء كان رسميا أو شعبويا أو على مستوى النخب المثقفة على الأقل، خطاب إستدعاء سلمية الشعب أمام خطاب تفخيخه وخطاب إحياء العادات والسلوكيات المجتمعية الجميلة أمام خطاب القبح الذي يسعى لوأدها ومحو أثرها تدريجيا.