وداعا صالح.. النقابي العريق
الاربعاء, 03 يونيو, 2020 - 10:11 مساءً
أول ما فتحت النت وجدت رسالة صوتية من زميلتنا الدكتورة فاتن، سمعت الرسالة وهي تجهش بالبكاء وتقول عظم الله أجرنا بموت زميلنا الدكتور صالح السنباني، انتبهوا لأنفسكم أنت والدكتور عبد الحميد البكري، الله يحفظك، لم اتمالك نفسي واعصابي ، فصعقت بهذا الخبر الصاعقة، ولم ادري ما أقول لها ولا ما ارد عليها حتى كتابة هذه الأسطر.. وبالمناسبة هي لا تزال في القاهرة تتعالج نتيجة جلطة أتمنى لها من كل قلبي الشفاء العاجل وهي النقابية المخضرمة التي تزاملت مع الدكتور صالح في قيادة النقابة، وحزينة على فراقه أيما حزن، فإني أتمنى لها الشفاء مرة أخرى كي تعود للدفاع عن حقوق أعضاء هيئة التدريس كعادتها، فلها مني جزيل الشكر على شعورها وتقديرها للزمالة والزملاء..
رحل الزميل صالح السنباني في جمهورية السودان؛ رحل كما رحل زملائه العشرات قبله من جامعة صنعاء وتعز وعدن، عزائنا فيهم وإلى اهليهم جميعا من لم نخصص لهم كتاباتنا ولم نشير لأسمائهم، ولكنهم أعزاء على قلوبنا وعقولنا .. توحدت الأسباب هذه الأيام للموت.. كورونا اللعين يقطف ارواح زملائنا منتسبو جامعاتنا؛ فهو عدونا مضاف اليه كافة السلطات التي لم تعمل حساب لمواجهته.. زميلنا الحبيب.. نعم!
اختلفنا معك قليلا، واتفقنا وإياك على معظم القضايا، رحلت عنا وكنت نعم العون والسند لنقابتنا الرائدة.. فعلا كنت سند وعون لزملائك أعضاء هيئة التدريس في النقابة؛ كنت قوياً شديداً في الدفاع عن حقوق أعضاء هيئة التدريس، وكنت يرحمك الله تنقب السياسة، ولم توظف النقابة للحزبية مطلقا، وهذه شهادة لك، كنت اذا صاحبت لا تفرط، وإذا خاصمت لا تفجر ابداً رحمة الله تغشاك.. بموتك وأخرين اوصي نفسي وزملائي أن الموت قريب جدا منا جميعنا، ولم يعد أحدا ببعيد عنه، والدنيا لا تساوي شيء؛ فلنحافظ على الزمالة والأخوة ولنحترم ونقدر بعضنا ونعذر بعضنا ولا نتمشكل فيما بينن، فعدونا كلنا معروف ومعلوم، هو من أخذ قوت أولادنا من أفواه هم، انه الانقلاب والانقلابيين.
أعود لجوكر النقابة وركنها الشديد التوثيق لسنين عديدة ولدورات متعددة، لا استطيع رصد مناقبه في النقابة ومجلس النواب، فاللسان يعجز عن التعبير ، والقلم قد جف من شدة سيلان حبره دموعاً وكمداً وحزناً على فراق صاروخ النقابة الراحل الصديق والزميل صالح السنباني .. كان زميلنا عزيزا قوياً مرحاً يرحمه الله، وكان صاحب موقف ويأخذ منك ما يريده وبرضاك وأنت تضحك، عليه رحمة الله، اللهم ارحمه واحسن عزائنا فيه، وادخله الجنة مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا..
اعزي زوجته التي اعرفها الدكتورة حفصة طاهر أستاذ مشارك بكلية التربية جامعة صنعاء قسم اللغة الانجليزية؛ والتي صودرت بيتها في حي شملان بأمانة العاصمة من الحوثين في 4/مارس /2020م ، نبرق لها ولكافة أسرة الدكتور "زيجات وابناء واحفاد واخوة وأم وكل من يحبهم الدكتور صالح من الأهل والأصحاب" .. ونتضامن مع الدكتورة حفصة فيما يخص بيتها ونطالب الحوثة بسرعة إرجاع بيتها، فنهبها يدّل على طغيان وتكبر لا أكثر ..
كما أعزي نفسي والنقابة وجميع زملائي في الهيئة الإدارية للنقابة، و كافة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم ومنتسبي جامعة صنعاء؛ واعزي قيادة التجمع اليمني للإصلاح على رحيله، فمصابهم مصابنا، وهذا المصاب بالذات نزل عليّ كالصاعقة، وهو خبر فاجعة بكل ما تحمل الكلمة من معنى؛ لكنه متوقع فكل أعضاء هيئة التدريس معرضون للموت بسبب كورونا وبسبب عدم دفع الرواتب وإحاطة المصائب بهم من كل جانب، وخاصة ما يتعلق بإهمال السلطات للنخب الأكاديمية وعدم الاهتمام بها قد بلغ مداه الذي لا ينسكت عليه.
فبرحيلك زميلنا "صالح" فقد الوطن مناضلاً جسوراً صلباً.. يرحمك الله لم تخضع ولم تستسلم ولم تساوم أو تقائض بحقوق زملائك، فواجهت كل التحديات مع زملائك في الهيئة الإدارية وواجهت كل الضغوطات والمواقف، وناضلت نضال العارفين المدركين للحقوق وكيف تنزع ، ولا نقول في الأخير إلا بما قال ربنا "إنا الله وإنا إليه راجعون" و" لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".. أختم بالقول "انا لفراقك يا أخ َو يا زميل صالح لمحزونون" .. وداعا أيها الزميل العزيز وإن شاء الله لنا لقاء بك في الفردوس الأعلى من الجنة.. آمين اللهم آمين..