×
آخر الأخبار
في بيان أممي الإفصاح عن دخول أكثر من 50 مليون طن متري من البضائع إلى موانئ الحوثيين أمين إصلاح أمانة العاصمة يؤكد فشل كل محاولات الحوثي إخفاء صورته الشيطانية طوال فترة الانقلاب من هو القيادي الإيراني الذي يدير هجمات الحوثيين في البحر الأحمر؟ صدور النسخة الإنجليزية من كتاب "الجريمة المُركّبة أصول التجويع العنصري في اليمن"  منظمة أممية: 10 مليون طفل يمني بحاجة ماسة إلى المساعدات مع "ادعاء" نصرة غزة.. "أمهات المختطفين" لـ "الحوثيين": أفرجوا عن أبنائنا بعد يوم من وفاة المختطف "الحكيمي".. مصادر حقوقية ترصد وفاة "مختطف" في سجن "حوثي" ما وراء تراجع مركزي "صنعاء" عن قراره التصعيدي ضد البنوك وشركات الصرافة العاملة في عدن؟ منظمة دولية تنتقد أحكام الإعدام الحوثية وتعتبرها انتهاكات جسمية للقانون اليمني واشنطن تفرض عقوبات على كيانات إيرانية بينها مليشيا الحوثي
يونس عبدالسلام

صحفي وناشط يمني

مأرب من داخلها

الثلاثاء, 30 يونيو, 2020 - 05:46 مساءً

ما تلحظه في مأرب لن تجده في مدينة أخرى وسط حالة التيه والشتات المعاشة في البلاد منذ سنوات، ويتمثل في أن حركة المدينة في مختلف جوانبها، أمنها، بقاؤها عصية على الحوثيين أو سواهم؛ لا يرتبط بجيش ما أو جماعة معينة أو قبيلة بعينها أو بمجموعة قبائل، بل يشمل كل هؤلاء إلى جانب من استقروا في المدينة الصغيرة الكبيرة، أو من فروا إليها خلال السنوات الماضية، ومن مختلف محافظات الجمهورية، بمختلف مهنهم واهتماماتهم..
 
في مأرب لن تشعر بغربتك عنها، حتى وإن كنت كذلك، لن يتفوه عليك أحد بكلمة تشعرك أنك دخيل على المدينة، و لن يسألك من أي محافظة جئت، وأي لهجة تتحدث بها !.
 
تلحظ لدى الجميع -في المجالس والأسواق والشوارع ونقاشات الباصات المعهودة لليمني قبل 2014- صورة كدنا ننساها تماما؛ فروقات واضحة، اهتمامات وانتماءات وآراء متابينة يعبر عنها أصحابها دون خوف، تصعد إلى هرم هذه التباينات فتجد مأرب سقفها، حتى في أذهان البسطاء والباعة والعمال..
 
جميع من قابلت، من مختلف شرائح المجتمع، يهتم بما يحدث، صغر أم كبر، خارج أسوار المحافظة وداخلها و بشكل يومي مللناه جميعا، يتفاعل ويناقش، وآخر ما تخطر في باله كلمات أو أمنيات تخفي تحتها رغبة في الكيد للمدينة أو حصرها في إطارات ضيقة، والتطلع للتشفي لاحقا بهذا الحزب أو  تلك القبيلة أو ذاك الشيخ ..
 
من يمارسون ويقولون هذا بين الحين والآخر، بدافع أو كنتيجة لحالة الإحباط العامة وتوقع دائم لحدوث الأسوأ عززته خيبات السنوات الماضية للأسف؛ يعيشون خارج مأرب، وكنت أنا أحدهم قبل معرفة المدينة، والعيش مع الناس فيها، وتعمد إثارة نقاشات وأسئلة هنا وهناك تصب في ذات الإطار، لم أتجرأ على البوح بها في صنعاء أو تعز أو عدن ..
 
هذا التماسك الفريد الذي تشعر كما لو أنه فطريا بين التراب المأربي الواحد والإنسان المتنوع فيها، يجعلك تتأكد من استحالة النيل من المحافظة، أو فرض لون واحد عليها، كما يلغي استغرابك من صعوبتها على الحوثيين منذ البدء، أو على أية قوة في تاريخها الضارب فينا حتى العظم !.
 
يدفعك للقهقهة وأنت تقرأ منشورا هنا وآخر هناك، يحاول فيها أصحابها اختزال مأرب ومستقبلها في إطار ضيق، لا يعكس سوى حجم مساحة يجلسون عليها أو يفكرون بها !.
 
لست متفائلا ولم أعهدني كذلك، مع هذا أرى في مأرب، ترابها وغبارها واليمني غير المطلوب إثبات هويته الصغيرة داخلها في اليوم عشر مرات؛ أشياء لا يمكن أن تتلاشى أو تصغر،  لا يمكن إلا أن تمتد لتصير بلادا كبيرا لم يبق سوى في أحلامنا.
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

يونس عبدالسلام