×
آخر الأخبار
قتلى وجرحى مدنيون في الغارات الإسرائيلية التي طالت مواقع مفترضة للحوثيين في صنعاء والجوف العليمي يتسلم التقرير السنوي للجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان استهدفت مقرًّا للقيادة والتحكم ومخازن وقود ومجمعًا حكوميًا.. غارات إسرائيلية على مواقع في صنعاء والجوف المنتخب الوطني وصيفًا في بطولة الخليج تحت 20 عامًا بعد خسارته أمام السعودية غارات إسرائيلية تستهدف مواقع للحوثيين في صنعاء إدانات عربية ودولية واسعة للانتهاك الإسرائيلي لسيادة دولة قطر   العليمي" وعدد من أعضاء مجلس القيادة يعودون إلى عدن   جريمة أسرية مروعة جنوبي صنعاء نقابة الصحفيين تطالب مليشيا الحوثي بالإفراج عن المياحي وكافة الصحفيين المختطفين فرق "مسام" تعلن بدء مهامها في ميدي بمحافظة حجة
يونس عبدالسلام

صحفي وناشط يمني

مأرب من داخلها

الثلاثاء, 30 يونيو, 2020 - 05:46 مساءً

ما تلحظه في مأرب لن تجده في مدينة أخرى وسط حالة التيه والشتات المعاشة في البلاد منذ سنوات، ويتمثل في أن حركة المدينة في مختلف جوانبها، أمنها، بقاؤها عصية على الحوثيين أو سواهم؛ لا يرتبط بجيش ما أو جماعة معينة أو قبيلة بعينها أو بمجموعة قبائل، بل يشمل كل هؤلاء إلى جانب من استقروا في المدينة الصغيرة الكبيرة، أو من فروا إليها خلال السنوات الماضية، ومن مختلف محافظات الجمهورية، بمختلف مهنهم واهتماماتهم..
 
في مأرب لن تشعر بغربتك عنها، حتى وإن كنت كذلك، لن يتفوه عليك أحد بكلمة تشعرك أنك دخيل على المدينة، و لن يسألك من أي محافظة جئت، وأي لهجة تتحدث بها !.
 
تلحظ لدى الجميع -في المجالس والأسواق والشوارع ونقاشات الباصات المعهودة لليمني قبل 2014- صورة كدنا ننساها تماما؛ فروقات واضحة، اهتمامات وانتماءات وآراء متابينة يعبر عنها أصحابها دون خوف، تصعد إلى هرم هذه التباينات فتجد مأرب سقفها، حتى في أذهان البسطاء والباعة والعمال..
 
جميع من قابلت، من مختلف شرائح المجتمع، يهتم بما يحدث، صغر أم كبر، خارج أسوار المحافظة وداخلها و بشكل يومي مللناه جميعا، يتفاعل ويناقش، وآخر ما تخطر في باله كلمات أو أمنيات تخفي تحتها رغبة في الكيد للمدينة أو حصرها في إطارات ضيقة، والتطلع للتشفي لاحقا بهذا الحزب أو  تلك القبيلة أو ذاك الشيخ ..
 
من يمارسون ويقولون هذا بين الحين والآخر، بدافع أو كنتيجة لحالة الإحباط العامة وتوقع دائم لحدوث الأسوأ عززته خيبات السنوات الماضية للأسف؛ يعيشون خارج مأرب، وكنت أنا أحدهم قبل معرفة المدينة، والعيش مع الناس فيها، وتعمد إثارة نقاشات وأسئلة هنا وهناك تصب في ذات الإطار، لم أتجرأ على البوح بها في صنعاء أو تعز أو عدن ..
 
هذا التماسك الفريد الذي تشعر كما لو أنه فطريا بين التراب المأربي الواحد والإنسان المتنوع فيها، يجعلك تتأكد من استحالة النيل من المحافظة، أو فرض لون واحد عليها، كما يلغي استغرابك من صعوبتها على الحوثيين منذ البدء، أو على أية قوة في تاريخها الضارب فينا حتى العظم !.
 
يدفعك للقهقهة وأنت تقرأ منشورا هنا وآخر هناك، يحاول فيها أصحابها اختزال مأرب ومستقبلها في إطار ضيق، لا يعكس سوى حجم مساحة يجلسون عليها أو يفكرون بها !.
 
لست متفائلا ولم أعهدني كذلك، مع هذا أرى في مأرب، ترابها وغبارها واليمني غير المطلوب إثبات هويته الصغيرة داخلها في اليوم عشر مرات؛ أشياء لا يمكن أن تتلاشى أو تصغر،  لا يمكن إلا أن تمتد لتصير بلادا كبيرا لم يبق سوى في أحلامنا.
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

1