الغدر بمشائخ " آل عمر " البيضاء
الإثنين, 03 أغسطس, 2020 - 03:43 مساءً
لولم يكن للحوثيين " اذرع ايران في #اليمن " غير جريمتهم المنكرة في حق مشائخ " ذي ناعم " لكانت كافية لتحذير اليمنيين والعرب قاطبة من مغبة الدخول معهم في حوار او معاهدة، بعد فعلتهم..
انها النازية الحوثية " الإمامية " تكشفت في أبشع صورها، حيث لم يشهد العالم لها مثيل، منذ بداية الخليقة على امتداد العصور، والازمنة الغابرة..
لم تكن مذبحة " ذي ناعم " الا امتدادا للغدر القبيح، الذي انتهجه الهالك " الرسي " وأحفاده من بعده في حق أبناء اليمن والذي لولا وفائهم واحترامهم للاتفاقات والعهود ما تمكن احفاد الكهنة من الغدر بهم..
لم تكن الإصابة الطفيفة في فخذ المجرم الكهنوتي القادم من محافظة عمران " ابو زيد الغرباني " وهو مشرف الانقلابيين في مديرية " ذي ناعم " بعد فجر الاربعاء ٢٧ /.٧ / ٢٠١٦ م الا بداية لمأساة " آل عمر " الذين رفضوا الدخول في طاعة ما سمي زورا " المسيرة القرآنية " حتى تفاجئوا عند العاشرة صباحا بقدوم ارتال من مليشيات الانقلاب الى المنطقة طالبين " ١٦ " شيخا بينهم شيخ ضمان القبيلة، الشيخ احمد محمد العمري للتحقيق في قضية حادث " خدش.فخذ حفيد الكهنة " استمر التحقيق حتى " ٦ " مساء عندما اطلقت المليشيات سراح المشائخ بعد.ان وعدوهم باجتماع القبيلة للرد، وهو ما حدث فعلا عندما اجتمعت القبائل في صباح اليوم الثاني واجمعوا على استنكار وادانة الحادث..
رغم تلك الادانة الا أن الحوثيين لم يقتنعوا ولم يعجبهم الاستنكار، فقد كانوا رتبوا لارتكاب " الغدر والعيب الاسود " بقتل من اعتقدوا في انفسهم مسبقا انهم اعداء تأريخيين وان هادنوا، فأضمروا على الخيانة..
لم يمض وقتا طويلاً حتى اتى ١٧ حوثيا، في تمام الساعة " ١١ ظهرا " من يوم الاحد ٣١ يوليو ٢٠١٦ م، لاستدعاء المغدورين بحجة " مقابلة القيادة " وهم: الشهيد الشيخ محمد احمد محمد العمري ٥٠ عام وهو الابن الاكبر لشيخ الضمان، متزوج واب لـ ٦ ابناء و ٤ بنات، والشهيد الشيخ احمد صالح احمد العمري ٥٠ عام اب لـ ٨ ابناء و ٢ بنات بينهم الشهيد ايضا الشيخ صالح احمد صالح العمري ٢٥ عام وهو عازب، والشهيد الشيخ صالح سالم بنه العمري ٥٠ عام اب لـ ٧ ابناء و ٥ بنات، والذي اخذوه معهم عندما وجدوه وهو عائدا في الطريق الى منزله، ولو وجدوا غيره لاخذوه ايضا..
ثمة توجس وقلق غير مستساغ انتاب المغدورين في طريق لم يكونوا يتوقعوا سلوكها، عندما انزلوهم في منطقة موحشة وخاوية " خالية " الا من بعض الرعاة نهارا والوحوش ليلا، بين بيحان ومديرية الملاجم، تسمى " شعب الشقب " وسط سائلة كبيرة ممتدة الى " بيحان شبوة " لم يكن " آل عمر " سيمضوا معهم لولا اقنعهم الغدارين بحيلة تخوفهم على سلامة الجميع كون القيادة المنتظرة لهم اعضاء في " اللجنة الثورية " وان هذا هو المكان الآمن والمناسب حتى لا يضربهم الطيران..
لم يكن حدس وتخوف المشائخ وهما اومن فراغ فعندما وصلوا للمكان ظلوا منتظرين لتلك القيادة التي لم تأتي، ولم يكن امامهم بدا غير مسايرة الموقف، حتى توسطت الشمس كبد السماء وصدحت المآذن من الجبال والوديان لصلاة الظهر، عندها لم يشعر المشائخ بعد تلبيتهم نداء السماء الا برصاص الغدر، والحقد، والخيانة، على رؤوسهم وظهورهم حتى استغاثت صخور الجبال واشجار الوديان لهول ما رأت من قبح فعل الغدار الآثم دعي الفضيلة والقداسة..
ظلت رؤس المغدورين مرفوعة بمواقفهم الراسخة حتى اليوم وهاقد علم الجميع بصلابة موقفهم، وقد ارتقوا شهداء شامخين الجباه، تهابهم ضباع الولاية النتنة عند كل ذكرى ومع كل اذان للظهر، تاركين خلفهم حكايات من الشهامة والشجاعة والبطولة وغصص اخرى من معاناة المسنين والاطفال والنساء، من بعد فراقهم، سيسطرها التأريخ شاهدة على ما اقترفته ايدي الكهنوت وادعياء الحق المزور..
وكماهي عادة العصابات الكهنوتية ترك ضحاياهم لمصيرهم في العراء، اوحى القتلة الى عكفتهم في مواقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك ووتس اب وتويتر " بوجود اربع جثث في منطقة " مثلث الحضيرة، الشقب مغرض. مديرية الملاجم، بين فضحة والحاط " معلنين انها جثث لرجال من بيحان..
وغير بعيد من نقطة مستحدثة للحوثيين تصنع افرادها تجاهل الخبر عندما ابلغهم الرعيان عن الجثث، فردوا مباشرة " ماعليكم منهم " حتى مرت قبائل من ابناء" الملاجم " اخذوا الجثث بعد رؤيتها غارقة في دمائها على وضعية السجود الى مدينة البيضاء بينما العصابة الارهابية لا تعير الجريمة ادنى اهتمام..
لم يقر القلق والتوجس وتساؤلات الكبار والصغار. في قبيلة " آل عمر " للحظة حتى جاء خبر الجريمة مثل صواعق عجفاء في شتاء اجدب كادت تزيغ لهولها العقول، وعندما انتشرت صور المغدورين كانت الفاجعة قاصمة لظهور الرجال ومشتتة لافئدة النساء المفجوعات بينما تبلد الاطفال الذين لم يستوعبوا ماحدث مكبودين من خنقة الفعل المرير..
ارتبك القتلة كعادتهم خوفا من انتقام ابناء القبائل التي هبت غاضبة من فور سماعها للخبر الى مسؤلين الكهنوت بالمديرية، حيث كان يقبع مرتعشا ابو زيد، وابو مشاكل، وابو عنتر ومعهم مجموعة اخرين كالجرذان الممطورة، وبعد اعترافهم الحذر بجريمتهم الشنعاء، سجنوا ٧ من المتهمين الـ " ١٧ " ليس للعدالة او نتيجة لتأنيب الضمير وانما خوفا من ردة الفعل الغاضبة، وماهي الا فترة بسيطة حتى اطلقوا سراح ٥ متهمين بينهم اشخاص محكومين من محاكمهم بالاعدام، وليس ذلك غريبا على عصابة هي القاتل وهي السجان وهي القاضي والحكم، وما زال القتلة هاربين من وجه العدالة للعام الرابع.حتى اللحظة..
لا عجب وهنالك الكثير من الجرائم التي ارتكبتها مليشيات الكهنوت الإمامي، بين قتل وتفجير للممتلكات ونهب للاموال ولن تجد العدالة طريقها مادام وافراد هذه العصابة يتحركوا وبايديهم سلاح الدولة، ولن يضيع حق وراءه مطالب..
ومثلما اثببت الايام بان هذه المليشيات العنصرية والسلالية لا تفرق بين قبيلة واخرى ولا بين حزب وغيره، فقد اثبتت ايضا بان القضية هي قضية كل اليمنيين ولا مجال لتحقيق النصر الا بالتجرد من كل انتماء غير الانتماء لليمن الكبير..
عندها تكون العاقبة لليمنيين ويتم القصاص..