الإصلاح.. الدرع والرمح والظل والإثمار
الأحد, 13 سبتمبر, 2020 - 11:08 مساءً
المراحل الصعبة والمنعطفات الخطيرة والزوابع والعواصف، التي هبت على اليمن لاقتلاع الهوية والكيان من الجذور وضعت الجميع أمام امتحان وطني كبير وتميز وفرز.
كان الإصلاح دوماً إلى جانب المشروع الوطني لليمن الاتحادي ومشروع الدولة الجمهورية واضحاً وثابتاً ومعبراً عن هوية الوطن وإرادة الشعب في موقف ثابت أصبح عنوانا عريضاً للموقف الوطني والشرعية الجمهورية وصخرة ترتطم بها المشاريع المعادية للوطن، وأولها المشروع الإمامي الذي وجد أمامه في ساعة الجد الإصلاح رافعاً للعلم ومردداً النشيد الوطني وبعده ومعه القوى الوطنية والشعب العظيم.
وبسبب هذا الموقف يدفع الإصلاح الكثير من الأثمان وأصبح (نصعا) لقناصة أطراف عديدة، متناقضة تتفق على استهداف الاصلاح، والسبب المشترك أمران: موقف الإصلاح الثابت حول مشروع الجمهورية والدولة، وتواجده الكبير والمتماسك والمنتشر على كل الخارطة الوطنية، بروح وطنية عامة بعيداً عن الجهوية أو القروية أو الطائفية أو السلالية، وهنا يجب التذكير بأن على الإصلاح وهو يتلقى الضربات من عدة رماح، والتحريضات من أكثر من جهة بعضها نيران صديقة أن يدرك أنها ضريبة طبيعية للرواد، وعليه أن لا يحزن ولا يقترب من الإحباط بل عليه تجديد تصليب موقفه الوطني عبر عملية تقيم مستمرة ومرنة في التخلي عن السلبيات والبحث عن وسائل إيجابية دافعة، والتوجه نحو المزيد من المرونة الفاعلة والبشاشة الوطنية والتسامح والصبر، و الحرص على الآخرين، كشركاء في الو طن وإكرامهم حتى أولئك الذين يناصبوه الخصومة، ويحرضون عليه خارج الموضوع الوطني، فالبعض لا يقذفك بالحجارة إلا على أمل أن ترميه بالثمار الحلوة كشجرة عملاقة كريمة..
الظل و الثمار.. وهذا هو قدر الإصلاح ودوره ومكانه
وعلى الإصلاح أن لا ينسى مهمته ودوره و أن يحرص على خاصية توفر الظل والاثمار بكل ما يعنيه من كرم وحب وتسامح وعطاء فهو مبرر وجوده وأساس رسالته
علينا أن لا نتجاهل النقد وان لا نهمل النصيحة أياً كان مصدرها نتفحص كل النقد ونرفع رافعة التمحيص فما كان وجيها أخذ وما كان غير ذلك اوضحنا اللبس متخذين بكل الاوقات( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )
كوسيلة لإزالة الخصومات ولملمة القوى وتطبيب الجراح
(فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ))
وهو أسلوب شاق وصعب يحتاج إلى نفوس كبيرة وخيال باذخ وتأمل عميق ونفس طويل وحكمة تستحضر خاصية الظل والإثمار على مستوى كل الفرد والجماعة كمهمة وفريضة ولا تتصرف بردود الفعل، وإنما بالفعل المكتمل الحسن والمستمر الأداء، وهي خصال لا يمكن تنفيذها إلا عبر قادة شعب ورواد مجتمع وان لم تكن كذلك فراجع مكانك في الإصلاح وصحح وضعك لينضبط على معيار القيادة الشعبية ورائد القوم الذي يحترق لينير درب الاهل ويؤمن طريق الوطن الحبيب ووجوده
أنت إصلاحي إذاً أنت قائد و درع حامي و وملاذ عند الملمات، ولا مبرر للانضمام للإصلاح ككيان رائد إلا أن تكون قائداً متصفاً بكل صفات القائد، الذي يجيد الغوص في بحار المجتمع الثري وبتسلح بالإيثار، ويجيد فن القيادة وفنون تسويق الذات إلى الناس، لتحويلهم إلى ثروة وقوة تصنع المستقبل وتواجه أعاصير البحر وزوابع البر.. فالمجتمع بالنهاية، هو محراب عبادة وهو الهدف والوسيلة معا والقيادة هي توظيف منابع الخير وتفجير الطاقات ابتداء بالوعي والإرادة وصولا للفعل والانجاز وتحويلها إلى قوة شعبية جبارة وشعب يملك هذه القيادة وهذه القوة لا ولن يهزم..