×
آخر الأخبار
وكيل امانة العاصمة يشيد بدور "إذاعة الأولى" عدن.. محكمة الاستئناف تقضي   ببراءة الصحفي "ماهر" من جميع التهم   المنتخب الوطني يخسر أمام نظيره السعودي بثلاثة أهداف لهدفين في خليجي 26 مسؤول حكومي: عناصر حوثية تبدأ عرض منازل وأراضي للبيع في صنعاء حكومة تصريف الأعمال السورية تُعلن عطلة ليومين للاحتفال بعيد الميلاد  الحكومة العراقية تدرس طلب واشنطن اغلاق مكتب الحوثيين في بغداد مأرب تستقبل 221أسرة نازحة خلال نوفمبر الماضي  المنتخب الوطني يواجه نظيره السعودي   مصادر: مقتل "امرأة" وحفيديها في حي سعوان بصنعاء "القيادة الرئاسي" يوجّه بعودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من عدن

متى سنحتفل بجلاء آخر محتل كهنوتي عن أرض اليمن؟

الإثنين, 30 نوفمبر, 2020 - 11:12 مساءً

كانت مدينة عدن، كغيرها من المدن والعواصم العربية والعالمية قد حددت خياراتها ضد قوى الاستعمار الامبريالي، فللمقاومة الجنوبية في وجه المستعمر في جنوب البلاد حكاياتها التي ضجت بالثورة، حيث كانت خطى الجنوب نحو الاستقلال في خمسينيات القرن المنصرم، ثابتة ومغايرة لكافة التوقعات والخطط التي كانت تعدها بريطانيا، كي تمنح الجنوب استقلالا منقوص السيادة، أو تضعه وتضع المصالح الجنوبية وخاصة عدن ضمن الوصاية أو الإشراف الانجليزي.
 
لقد حاولت بريطانيا تحقيق ذلك لكن قوى الثورة التي انطلقت شرارتها من أعالي جبال ردفان كانت قد قالت كلمتها وحددت خياراتها، ورسمت خريطة الكفاح المسلح كطريق وحيد للاستقلال.
 
هكذا علمنا التاريخ وهكذا علمتنا الأحداث العظيمة في تاريخ الشعوب والدول أن خلف كل حركة تحرر كفاحاُ، وخلف كل كفاح حركة كفاح مسلح يكون أداة ثورية فاعلة لإنهاء أي شكل من اشكال الاستعمار والعبودية.
 
لم يدخل العالم سبعينات القرن المنصرم، إلا وقد سجلت الأحداث العالمية والدولية، توديعا رسميا للحقبة الاستعمارية، وشهد العالم قيام جمهوريات وممالك وإمارات مستقلة، تبعها تغير في السياسة الدولية تسابقت فيه دول العالم نحو تأسيس بنى استراتيجية وطنية تتفق وروح الاستقلال.
 
وحدها اليمن بين كل دول العالم رغم نجاح ثورتها في سبتمبر وأكتوبر، ظلت تصارع فلول القوى التسلطية القديمة، وتجابه أدواتها على حساب الأمن والاستقرار.
 
نعم تحقق للشطرين الشمالي والجنوبي إحدى أهم مبادئ ومشاريع الاستقلال ممثلة بالوحدة اليمنية مطلع التسعينيات، ولكنه حدث كان أكبر من صانعيه.
 
كانت كلا الثورتين تتطلع الى التخلص من الإرث البغيض الذي خلفته قوى الاستعمار والإمامة في اليمن الواحد ولكن سلطة الغزو الإمامية بكل شرهها وحقدها كانت حاضرة في جسد اليمن الجمهوري وفي صلب المشروع الثوري والوحدوي.
 
رحل الاستعمار عن جنوب اليمن، وهكذا علمنا التاريخ ان أي قوى خارجية مستعمرة لابد لها من زوال وإن طال أمدها، وحدها الإمامة ومشاريعهم من ظلت مسلطة على رقاب اليمنيين مئات من السنين وحتى اليوم وما زلنا حتى هذه اللحظة نواجه دجلها وسحتها وتضليلها وحقدها وإرهابها وندفع شرورها بتضحيات اليمنيين الكبيرة.
 
إن دعاوى خرافة الإمامة ليست سوى مشروع استيطاني استعبادي عنصري بغيض. ليست ذات مغزى اقتصادي يتغير بتغير الظروف، ولم تكن حالة سياسية قابلة للتطور، ولا هي حركة احتجاج شعبية تعبر عن حقوق عامة وتنشد دولة.
 
لقد كان الأئمة وما يزالون، غزاة مقيمين تكمن خطورتهم في حقيقة ادعائهم بأنهم أسياد هذا البلد وأنهم حكامها الشرعيون، وأن الحروب والقتل والنهب والتدمير والتسلط قدر اليمنيين طالما ولم يمتثلوا للخرافة الإمامية!
 
إذن، هي حالة خاصة من الغزو والاحتلال لم يُبلَ به أي شعب من شعوب العالم، هو نوع لا يصح أن نطلق عليه استعماراً لأن المستعمر يترك في مستعمراته بعض العمران، أما هؤلاء فهم دمار لكل شيء: الإنسان والمكان والعمران والهوية.
 
إننا في اليمن غير السعيد بحاجة الى جلاء جديد سيكون عيد الأعياد، جلاء الإمامة العنصرية سلالةً وفكراُ، الإمامة بوصفها الغازي المقيم الذي يجلب كل غازٍ بعيد، ويهجر أبناء الأرض ويستعبد من بقي منهم.
 
إنها الإمامة يا نوفمبر المجيد عادت إلينا ولم تنجلِ ولم يتحقق لمجرميها الجلاء عن أرضنا وتاريخنا وحاضرنا، ما زالت تفتك بنا وما زالت أفاعيها تسمم حياتنا كلما تقدمنا خطوة نحو الحياة النظيفة.
 
لذا لا بد لنا من سبتمبر جديد وأكتوبر أجد، ولابد لنا من موعد نعلن فيه جلاء آخر إمامي رسي كهنوتي هاشمي وفارسي من يمننا الحبيبة، لابد من نوفمبر آخر لا يجلي فقط المحتل الإمامي بل يجلي ويغسل ويكنس ويدفن كل من له ادعاء بالإمامة ومن له صلة بها ومن يقبل أن يكون عكفياً عند أقدام أنجاسها. ودمتم بخير متحررين كـ الثلاثين من نوفمبر المجيد ورجاله.
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

د. لمياء الكندي