×
آخر الأخبار
حكومة تصريف الأعمال السورية تُعلن عطلة ليومين للاحتفال بعيد الميلاد  الحكومة العراقية تدرس طلب واشنطن اغلاق مكتب الحوثيين في بغداد مأرب تستقبل 221أسرة نازحة خلال نوفمبر الماضي  المنتخب الوطني يواجه نظيره السعودي   مصادر: مقتل "امرأة" وحفيديها في حي سعوان بصنعاء "القيادة الرئاسي" يوجّه بعودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من عدن "الصحة العالمية": اليمن سجل أعلى معدل إصابة بالكوليرا عالميًا خلال العام الجاري "أمهات المختطفين" تقول إنّ 128 شخصًا على الأقل توفوا تحت التعذيب في سجون الحوثيين مقتل شاب برصاص مسلحين في أحد شوارع صنعاء مليشيا الحوثي تطلق سراح 2 من قتلة الشيخ "أبو شعر" وقبائل إب تتوعد بالتصعيد

لا تستغربوا من أفعالها

السبت, 06 فبراير, 2021 - 08:53 مساءً

لماذا كل هذا الاستغراب من إقدام الجماعة الحوثية على إنفاذ قرارات ظلامية لتعطيل مظاهر الحياة الطبيعية في المناطق التي يسيطرون  عليها، مثل منع النساء عن العمل والتحريض عليهن من على المنابر في جمعتين متتاليتين ، أو التعامل مع مانيكان العروض البلاستيكية لملابس النساء باعتبارها أصنام يتوجب كسرها، أو إعادة انتاج بروتكولات صحية خاصة بتنظيم الأسرة والصحة الإنجابية ، والفصل بين الجنسين في قاعات الدروس في الجامعات والمعاهد ، وقبل ذلك قيام عناصر متشددة فيها بإحراق أحزمة عباءات وبالطوهات نسائية في ذات الشارع الذي تمت فيه غزوة الأصنام  الشهيرة " شارع هائل".
 
هي في الأصل حركة دينية ظلامية  متخلفة ، جاءت من ذات السياق التاريخي والإرث الفقهي للجماعات الدينية المتطرفة ، بما فيها السلفيات الجهادية ، أو كما تسمى في أدبيات التشدد  اتجاهات "الصحوة الاسلامية "، التي يُؤرخ لظهورها في المنطقة  بغزوة الأصنام  في المدينة المنورة في منتصف الستينات ، بقيام مجموعة من الشبان المتدينين بالاعتداء على محلات تجارية  تعرض ملابس نسائية على مانيكان ، ومن بين هؤلاء الشبان من  سيصيرون لاحقاً  أعضاء شديدي التأثير في جماعة "جهيمان العتيبي " التي احتلت الحرم المكي وأعلنت ظهور المهدي المنتظر،  في ذات فترة بروز الخمينية في إيران أواخر سبعينيات القرن الماضي، التي أعلنت دعمها للحركة.
 
وحين يرى مسيرو الجماعة  اليوم أن السلطة التي  يمسكون بها بقوة السلاح هي حق إلهي  ،اُصطفوا  به  دون غيرهم من أبناء المجتمع، فانهم  يضيفون إلى الحركة بعداً عنصرياً فجاً  بتقسيم المجتمع إلى أقلية جداً من الأسياد ، وكثرة لا تحصى من العبيد.
 
 أما الارتدادات القاتلة  في وظائفها كسلطة حاكمة في صنعاء ، ومناطق سيطرتها شمال ووسط وغرب اليمن  تجاه محكوميها  تحيل إلى ما يشابهها في تاريخ اليمنيين القريب، حينما كانت سلطة الامامة في عهدي " يحيى وأحمد"  تسخِّر كل موارد البلاد الخراجية وغير الخراجية لمصلحة طبقة الحكم ، المحصورة بدرجة رئيسية في أبناء الأسر الهاشمية والقريبين  منها من أبناء طبقات التراتب الاجتماعي ، الذي فرضته السلطة العنصرية على أبناء المجتمع الواحد .
 
فكل وظائف الدولة العليا  والحساسة صار يشغلها اليوم هاشميون ، ليس لكفاءاتهم الوظيفية والمهنية ، وإنما لأنهم ينتمون إلى بيوتات تُدوَّر وتُقسَّم الوظائف الحيوية بينهم.
 
أفعال السخرة التي  أنتجتها الإمامة طيلة فترة حكمها، ها هي الحركة تعيد إحيائها من جديد ، فيما نشاهده اليوم،  حين يُطلب من موظفي المؤسسات والجهات الحكومية الالتزام بالدوام ، دون أن يتحصلوا على أي شيء مقابلاً لذلك ، بما فيها مرتباتهم المقطوعة منذ ست سنوات ، والتي ظهر قبل أشهر طويلة  واجهة السلطة هذه  يعتذر عن صرفها ، قبل أن يعود منذ أسابيع قليلة ويوجه بصرف نصف راتب فبراير2018 بشروط غليظة ،  ويعلم القاصي والداني أن ايرادات هذه السلطة وجباياتها  الشهرية من الضرائب والجمارك والاتصالات ورسوم الخدمات  تغطي كامل المرتبات ولسنوات ، غير أن إنفاقها على مشاريع الجماعة وتقوية سلطتها مقدمٌ على كل شيء، بما فيها مرتبات الموظفين الذين يعيلون ملايين الأفواه الجائعة . 
 
لا تستغربون من حركة تجمع بين التخلف والظلامية والعنصرية الإتيان بمثل هذه الأفعال وأكثر.
 
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

محمد عبدالوهاب الشيباني