أبو محمد
الأحد, 28 فبراير, 2021 - 10:28 مساءً
الكنى هي اختصارات للاسماء الطويلة والمتشابهة ..
لذا يختارون اسما غريبا للكنية حين يكون الاسم شائعا.
في كل قراءاتي ومعرفتي لم أجد شخصا اشتهر وذاع صيته بكنية (أبو محمد) مجردة غير عبدالغني شعلان كونه اكثر الاسماء شيوعا وتكررا.
ما أعظم ما أنجزه هذا الشاب اليماني الخالد من مجد وعبقرية..
قصة ستقرأها الأجيال في فصول الدراسة كقصة وأسطورة فذة وتغنيها الامهات لأطفالهن في المهد والصبا.
بجوار أعمدة عرش ملوك سبأ الشامخة والصامدة في وجه عوامل التعرية والقرون والسيول، نصبت مارب اليوم عمودا سادسا وعملاقا جديدا يطاولها شموخا ومتانة وصلابة هو عبدالغني شعلان.
كشفت لنا الايام ان عاصمة بلاد سبأ العظيمة لم تتميز فقط بنحت الجبال ونقلها ونصبها لتظل صامدة الاف السنين، بل رأينا مارب تزرع الجبال وتصنع منها اوتادا، لله انت يا مارب، وانت تزرعين اليوم بين رمالك الغالية وتدا يطول كل جبال الدنيا ويمنحها الاستقرار والثبات دون اهتزاز.
من ذا الذي يشبهك يا ابا محمد أيها البطل الشهيد ؟!
ان كانت معجزة صاحب نبي الله سليمان نقل عرش بلقيس الفخم من هذه الارض ، فأنت يا عبد الغني نقلت قمم جبال المحابشة وشوامخها العالية على راحتيك من اقصى الغرب في حجة الى قلب المشرق ودرة اليمن مارب البطولة ومنحت لاسمك واهلك وقومك وجمهوريتك سطورا لا تمحوها الايام.
الوطن الذي يلد أمثالك من العظماء لن يموت او يهون يا أبا محمد.
حسبنا انك من عرفناك مانحا لمارب الامن فث احلك الظروف واقساها، وبعثت لليمنيين أمال وصنعت لهم نجاحات عظيمة بما سطرته من بطولات وانجزته من بناء مصنع بطولة لا يتكرر.
منحت اليمن ومارب والجمهورية والانسانية كل شيء، أعطيت بسخاء لا يتكرر، وتنكرت لذاتك وتجردت عن كل تهافت ومطمع ، نسيت حتى اسمك الفريد ولقبك اليماني الكهلاني الاصيل لكي تتذكر فقط مدينة وارضا منحتك وملايين الاحرار فرصة لاحراز العز والكرامة.
الكنية المجهولة التي ظلت سنوات تمنح الملايين الامل وترسم نماذج سلوك جنود نبلاء أمناء على العهد لا يضعفون، أزاحت الستار اليوم عن اسم صاحبها أمام كل العالم لتمنح الاجيال قصة إلهام يصنع المستحيل، وصفخة فخر وشرف تبعث الاموات من مراقدهم لاستقبال جثمان واحدا من خيرة أقيال وتبابعة ومكاربة وأذواء اليمن العماليق.
عبدالغني شعلان، الاسم الذي ستحفظه الدنيا وتتلوه آية ومعجزة وتترنم به أغنية، ترجل الى الله شهيدا تحفه دعوات اليمانيين ودموعهم.
وعهودهم الوثيقة بإحراز النصر الكبير وتجاوز كل الشروخ والتحديات، ووحدهم فقط الابطال الصادقين من يصبح رحيلهم معاريج انتصار وسلالم ارتقاء، لا محطات نياحة ولطميات وكهنوت وخرافات السفلة والجبناء.
انه عبدالغني شعلان ..
وإنه بسم الله الرحمن الرحيم...
والعاقبة للمتقين ..