×
آخر الأخبار
مقاومة صنعاء تدعو مجلس القيادة لاستكمال معركة استعادة الدولة الحكومة تدين اختطاف 13 من موظفي الأمم المتحدة بصنعاء صنعاء.. احتجاجات في هيئة المواصفات والجودة رفضا لسياسة التمييز المناطقية "انجاز استراتيجي".. سخرية مستمرة من الاحتفال الحوثي الباذخ بافتتاح نافورة وسط صنعاء وزير النقل يدعو التجار والخطوط الملاحية إلى تسيير رحلاتها للموانئ المحررة "خشية الاختطاف".. مصادر تؤكد مغادرة العشرات من موظفي الأمم المتحدة صنعاء "غوتيريش" يدين اختطاف موظفي الأمم المتحدة بصنعاء ويطالب الحوثيين بالإفراج عنهم فورا الأمم المتحدة تعلن تعليق تحركاتها في صنعاء رغم التهديدات..عناصر الحوثي تفشل في إجبار موظفي جامعة العلوم على حضور دورة طائفية الحكومة الشرعية ترحب بقرار تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية

26 سبتمبر.. المجد والتاريخ

السبت, 25 سبتمبر, 2021 - 06:57 مساءً

بالتأكيد هناك قدر من التزوير في كتابة التاريخ تبرره حيثيات كثيرة يمكن الوصول إليها بجهد قليل، لكنه تزوير لا يطمس جوهر الحقائق كما إن إمكانيته تتقلص مع تقدم الحضارة وتوافر وسائل التدوين والحفظ. 


استمرت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر حوالي ثمان سنوات. قُتِل الكثير من الطرفين، لكن من بوسعه يسرد عشرة أسماء من الذين قُتلوا في صف الإمامة من غير السلاليين؟ بالمقابل، كم بوسع المرء يحصي من تلك الأسماء اليمانية اللامعة التي حاكت من دمائها شمس جمهوريتنا الغرّاء؟ 


لم يحترم التاريخ أي يمني سخّر نفسه للإمامة منقلباً على هويته وتاريخه وأهله. يأبى التاريخ حتى أن يدوّنه في صفحاته ولو من باب القدح. يهمله تماماً ويتجاوزه كأن لم يكن. هذا النسيان الواعي المقصود هو طريقة التاريخ في تأديب الثلّة المُستَلَبة. 


ليس فقط في تاريخ ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، بل طوال صراع اليمنيين مع الإمامة. لم تُسَجّل إلا أسماء كبار السلاليين كأنماط من مصاصي دماء وكنوع من إثبات كيف بوسع الإنسان أن ينحدر لحيوانيةٍ وحشيةٍ لا يمكنها سوى الهدم والقتل. مئات آلاف اليمنيين الذين ساندوا السلاليين طوال هذه القرون من الصراع لم يُذكروا بأسمائهم. ذُكروا فقط كمجاميع بلا ملامح، مجاميع تستدعي الخزي وتؤخذ كعبرة. إنه مكانهم الطبيعي. 


لا يحترم التاريخ من لا يحترم نفسه. حتى إن ذُكر أحدهم باسمه ففقط على سبيل التذكير بأن هناك نمطاً من البشر يستأهل خلوداً ملطوخاً بالتقريع والسخرية. 


لم يكن التاريخ أعمى أبداً. وليس هنالك من بشر سويٍّ لا يمضي في اختياراته الوجودية من زاوية ما عساه يكون تأثير هذه الخيارات على كرامته ونقاوة سيرته. وأيّ بؤس أكبر من أن يُمضي أحدنا حياته عبداً مضحيّاً بإخلاص من أجل استمرارية عبوديته؟! 


كل قضية صراع تفرز سلاسل من أبطال تتوالى بتوالي جولات الصراع، ويظل لكل إنسان في كل جيل أن يختار موقعه في هذه القضية، بطلاً خالداً أو خائناً منذوراً للنسيان. 

كتبت الجملة الأخيرة بوعيٍ مترعٍ بصورة الشهيد السبتمبري الخالد علي عبدالمغني. أشعر بحماسة مضاعفة. كم هو فخر أن يعرف المرء أين يقف في قضايا اعتراك القيم. 

_


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

عبدالله شروح