×
آخر الأخبار
عمران.. العثور على جثة "مسلح حوثي" في "عبارة" تصريف مياه  وثيقة تكشف وفاة مريض بسبب تلف جهاز التخدير في أحد مستشفيات صنعاء صنعاء.. حريق "هائل" يلتهم مجمّعاً تجارياً في منطقة شملان صنعاء .. والد الطفلة جنات يواجه الإرهاب الحوثي ويتمسك بمطلب اعدام الجاني "نجاد" مليشيا الحوثي تضاعف عملية زراعة الألغام بمحافظة الحديدة حماس: لا صفقة تبادل دون وقف العدوان على غزة الارياني: مليشيا الحوثي حولت محافظة إب الى اقطاعية لعناصرها القادمين من صعدة​ وعمران​ رفض مجتمعي واسع لعملية تطييف مليشيا الحوثي المناهج الدراسية "تحالف حقوقي" يشدد على ضرورة حماية "الأطفال" من جميع أشكال العنف والانتهاكات "الأمريكي للعدالة" يدعو إلى حلول جذرية لمعاناة المعلمين في مناطق سيطرة الحوثيين

26 سبتمبر.. المجد والتاريخ

السبت, 25 سبتمبر, 2021 - 06:57 مساءً

بالتأكيد هناك قدر من التزوير في كتابة التاريخ تبرره حيثيات كثيرة يمكن الوصول إليها بجهد قليل، لكنه تزوير لا يطمس جوهر الحقائق كما إن إمكانيته تتقلص مع تقدم الحضارة وتوافر وسائل التدوين والحفظ. 


استمرت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر حوالي ثمان سنوات. قُتِل الكثير من الطرفين، لكن من بوسعه يسرد عشرة أسماء من الذين قُتلوا في صف الإمامة من غير السلاليين؟ بالمقابل، كم بوسع المرء يحصي من تلك الأسماء اليمانية اللامعة التي حاكت من دمائها شمس جمهوريتنا الغرّاء؟ 


لم يحترم التاريخ أي يمني سخّر نفسه للإمامة منقلباً على هويته وتاريخه وأهله. يأبى التاريخ حتى أن يدوّنه في صفحاته ولو من باب القدح. يهمله تماماً ويتجاوزه كأن لم يكن. هذا النسيان الواعي المقصود هو طريقة التاريخ في تأديب الثلّة المُستَلَبة. 


ليس فقط في تاريخ ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، بل طوال صراع اليمنيين مع الإمامة. لم تُسَجّل إلا أسماء كبار السلاليين كأنماط من مصاصي دماء وكنوع من إثبات كيف بوسع الإنسان أن ينحدر لحيوانيةٍ وحشيةٍ لا يمكنها سوى الهدم والقتل. مئات آلاف اليمنيين الذين ساندوا السلاليين طوال هذه القرون من الصراع لم يُذكروا بأسمائهم. ذُكروا فقط كمجاميع بلا ملامح، مجاميع تستدعي الخزي وتؤخذ كعبرة. إنه مكانهم الطبيعي. 


لا يحترم التاريخ من لا يحترم نفسه. حتى إن ذُكر أحدهم باسمه ففقط على سبيل التذكير بأن هناك نمطاً من البشر يستأهل خلوداً ملطوخاً بالتقريع والسخرية. 


لم يكن التاريخ أعمى أبداً. وليس هنالك من بشر سويٍّ لا يمضي في اختياراته الوجودية من زاوية ما عساه يكون تأثير هذه الخيارات على كرامته ونقاوة سيرته. وأيّ بؤس أكبر من أن يُمضي أحدنا حياته عبداً مضحيّاً بإخلاص من أجل استمرارية عبوديته؟! 


كل قضية صراع تفرز سلاسل من أبطال تتوالى بتوالي جولات الصراع، ويظل لكل إنسان في كل جيل أن يختار موقعه في هذه القضية، بطلاً خالداً أو خائناً منذوراً للنسيان. 

كتبت الجملة الأخيرة بوعيٍ مترعٍ بصورة الشهيد السبتمبري الخالد علي عبدالمغني. أشعر بحماسة مضاعفة. كم هو فخر أن يعرف المرء أين يقف في قضايا اعتراك القيم. 

_


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

عبدالله شروح