كاتب صحفي يمني
"الإتحادية في ميلادها الخامس"
الإثنين, 04 مارس, 2024 - 08:28 مساءً
منذ خمسة أعوام، ونيف من الشهور ، على إطلالتها الأثيرية ، في مدينة مأرب ، تجلت اذاعة الاتحادية كأيقونة في الأثير اليمني ، على امتداد المكان والزمان ، الذي وهبت فيه الانسان اليمني ، محتويات إعلامية راقية ، وكانت قريبة من أشواق وأوجاع ونضالات الانسان اليمني المكدود بالوطن حد الشهادة.
فكانت خارطتها البرامجية بها من الشغف والمتعة والاثارة ومخاطبة الوجدان الشعبي ، ما يجعلنا نطلق عليها "فاونديشن ميديا"، أي المؤسسة الاعلامية ، إذ كانت رائدة ، وليس مجرد اذاعة مختزلة في استديو برامج ، كعادة الإذاعات الموجه ، بل صارت مهبط ومهوى دارسي الاعلام ، اذ فتحت قلبها الاثيري للجميع ، وصنعت ساحة تدريب ، مرهف بحس اعلامي وطني خلاق.
لا يختصر الرسالة الاعلامية، كوسيلة ورسالة ومتلقي فقط ، بل عمدت "الاتحادية الإذاعة " الى اختراق وتجاوز هذه الاسيجة والانساق السائدة في الاعلام الاذاعي ، ليجدها ، هواة التقديم والاخراج والفنون الصحفية ، المرئية والمسموعة ، بيئة خصبة لتنمية مهاراتهم ، ومنتجع وارف للتدريب وصناعة المهارات الفردية وتنميتها ، حيث حظيت الاتحادية ، على "فيدباك" جميل ، وردود فعل ايجابية مشرقة في الوسط الإعلامي.
كل ذلك ارتقي بها لتكون مؤسسة اذاعية، تسابق الاثير في التجديد والعطاء والتشارك مع الآخرين ، في تنوع وتعدد البرامج والاهداف والمهام ، في سياقاتها الوطنية والمهنية ، فالأهداف النبيلة ، تولد من نبل أصحابها، فإذا اردنا فك شيفرة هذا التجلي والابداع ، فالادارة المفكرة والمتجددة ، في رؤاها وتصوراتها ، هي حجز الزاوية وبيت القصيد .
كل ما سنحت لي الفرصة في زيارة الاتحادية، او أحل ضيفا في برامجها ، أشعر بالجديد ، مضمونا وشكلا ، يضارع اللحظة الزمنية ، ويواكب متغيراتها ، ويضاعف من دينامكيتها المصقولة ابداعا وانتاجا اثيريا رائدا ، يعبر عن نبض الوطن ومواجيد المواطن ، فالإدارة المتقدة بالإبداع والمتوهجة بالمسؤولية ، لاشك بأنها في صميم هذا النجاح الانيق ، اناقة الزميل محمد الجماعي ، ورفاق دربه في الاتحادية ، الأثير المتجدد في مأرب الحرية والجمهورية.