×
آخر الأخبار
صنعاء .. والد الطفلة جنات يواجه الإرهاب الحوثي ويتمسك بمطلب اعدام الجاني "نجاد" مليشيا الحوثي تضاعف عملية زراعة الألغام بمحافظة الحديدة حماس: لا صفقة تبادل دون وقف العدوان على غزة الارياني: مليشيا الحوثي حولت محافظة إب الى اقطاعية لعناصرها القادمين من صعدة​ وعمران​ رفض مجتمعي واسع لعملية تطييف مليشيا الحوثي المناهج الدراسية "تحالف حقوقي" يشدد على ضرورة حماية "الأطفال" من جميع أشكال العنف والانتهاكات "الأمريكي للعدالة" يدعو إلى حلول جذرية لمعاناة المعلمين في مناطق سيطرة الحوثيين إب.. مشهد تمثيلي يتحول إلى صدمة بعد مقتل "بطل المسلسل" على يد صديقه احتراق حافلة نقل ركاب في نقيل "هيجة العبد" بلحج القسام تبث مشاهد تفجير دبابة للاحتلال غرب جباليا

سُعار الألغام !

الاربعاء, 09 أغسطس, 2017 - 07:32 مساءً

 
السِّلم هو القاعدة ، والحرب استثناء ، فالحرب لا تتعدى كونها إجراءً عَرَضياً إضطرارياً تقاس قيمته لاحقاً بما يتحقق من سلام .
 
وعليه فقد كانت تعاليم النبي للجيش الإسلامي دائماً واضحةً " لا تقتلوا شيخاً ولا طفلاً ولا امرأةً ، ولا تجهزوا على جريح ، ولا تقطعوا شجرةً ، ولا تهدموا كنيساً " ، حيث شكّلت  هذه التعليمات سياجاً جعل من تلك الحرب تدخلاً جراحياً انتهى أثره المؤلم بوقته ، وغدت تلك الحرب مقدمة لحياة أجمل وأبهى .
 
سأتحدث هنا عن " الألغام " باعتبارها سلاح لا أخلاقي يتنافى مع المنظومة القيمية للحرب ،
اللغم سلاح لا يزول أثره بانتهاء الحرب ، باعتباره سلاح يستخدم للإهلاك لا للإنتصار .. للإنتقام المتناسل لا للإنتقال من أتون الإقتتال لحديقة الحياة .
 
 
الألغام في حرب المناطق الوسطى التي دارت في سبعينيات القرن الماضي خلّفت _ وفق تقارير متعددة _ ما يزيد عن خمسين ألف ضحية نسبة الأطفال منها أكثر من 90 % ! ، ولا تزال هذه الألغام تحصد أبناء تلك المناطق حتى اللحظة .
 
 
الألغام تمدد الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب لمدىً زمنيٍّ مستقبليٍّ غير معروف ، ويغدوا من الصعوبة بل من المستحيل استدراك نتائجها الكارثية كلما زادت كميتها في المناطق المكتضة بالسُّكان .
 
وكم يغدوا تصورنا للمستقبل مظلماً حينما نقف على كمية الألغام التي زرعتها المسيرة الحوثية في ربوع الوطن من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه ، بجباله ووديانه وسواحله وبحره ، ومدنه وريفه ! ،
وإن كانت ألغام حرب المناطق الوسطى قد خلفت كل تلك المآسي ، فما حجم المآسي التي تنتظرنا في المستقبل بفعل سعار التلغيم الحوثعفاشي ، وهو أكبر بكثير كمّاً ونوعاً من سعار التلغيم في حروب المناطق الوسطى ?! .
 
الكارثة الحقيقية في هذه الجزئية أننا نتعامل مع ميليشيا لا تمتلك أدنى مستوى أخلاقي يمكن التعويل عليه ، ولا أدنى مستوى مهني بحيث نتصور أنها زرعت حقول الألغام وفق خرائط تبين مواقعها بحيث يمكن تدميرها بالمستقبل استناداً لتلك الخرائط ،
سيكون من الغباء التفكير بذلك إذا ما عرفنا_ على سبيل المثال واقعياً _  أنهم استخدموا النساء في زرع العديد من الألغام في الطرق المؤدية لقرى الجوف كطريقة لاستقبال العائدين من المواطنين النازحين إلى تلك القرى ! .
 
إن هذا السعار المحموم للميليشيات الإنقلابية لزرع مئات الآلاف من الألغام في مناطق آهلة بالسكان كما يكشف عن إحباط وانهزام حربي ، فإنه يكشف عن فقر أخلاقي حاد ، ويظهر تلك الميليشيات كأعداء حقيقيين للحياة ، ويغدوا من المثير للسخرية اعتبارهم مكوناً إجتماعياً طبيعياً يمكن أن يتسنم دولةً تبني الإنسان وترعاه .
 
ستكون مهمة نزع الألغام من أكثر المهمات تعقيداً وإلحاحاً في المستقبل ، والمنطق والعقل يخبراننا أن لا نتخيل حجم الكارثة هذه ، لأنها فوق الوصف ! .


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

عبدالله شروح