×
آخر الأخبار
صنعاء .. والد الطفلة جنات يواجه الإرهاب الحوثي ويتمسك بمطلب اعدام الجاني "نجاد" مليشيا الحوثي تضاعف عملية زراعة الألغام بمحافظة الحديدة حماس: لا صفقة تبادل دون وقف العدوان على غزة الارياني: مليشيا الحوثي حولت محافظة إب الى اقطاعية لعناصرها القادمين من صعدة​ وعمران​ رفض مجتمعي واسع لعملية تطييف مليشيا الحوثي المناهج الدراسية "تحالف حقوقي" يشدد على ضرورة حماية "الأطفال" من جميع أشكال العنف والانتهاكات "الأمريكي للعدالة" يدعو إلى حلول جذرية لمعاناة المعلمين في مناطق سيطرة الحوثيين إب.. مشهد تمثيلي يتحول إلى صدمة بعد مقتل "بطل المسلسل" على يد صديقه احتراق حافلة نقل ركاب في نقيل "هيجة العبد" بلحج القسام تبث مشاهد تفجير دبابة للاحتلال غرب جباليا

" قيامة أرطغرل " كظاهرة !

الاربعاء, 09 أغسطس, 2017 - 09:50 مساءً

 
 الدراما بإمكانها أن تغدوا وسيلة ابتعاث حضاري حين تستخدم بشكل مناسب زماناً ومكاناً ومجتمعاً ، وكون التأريخ _ بالنهاية _ لا يعدوا أن يكون وجهة نظر من كتبوه عن الأحداث التي عايشوها أو رووا عنها ، فهذا يجعل منه أداة طيعة في يد كل من امتلك مشروع يريد تحقيقه مستقبلاً .
هذا يعني أنه بدلاً من محاكمة الحاضر بموازين التأريخ التي لا تعبر في حقيقتها إلا عن كُتاب التأريخ أنفسهم ، فلنتجه بأنظارنا للمستقبل ونسأل أنفسنا :
ماذا نريد أن يكون عليه مستقبلنا ?! ،
 وحين نكمل صياغة رؤيتنا للمستقبل ، نتجه للخطوط العريضة الواضحة في تأريخنا ونضخم منها ما يخدم رؤيتنا المستقبلية ونزيد في تلك الخطوط ما يخدم تلك الرؤية ، بحيث تشكل هذه المادة تأصيلاً تأريخياً فكرياً لما نرنوا إليه مستقبلاً .
 هذا ما يحدث في الدراما التركية حالياً  ، فبينما لا نزال _ كعرب _ نحاكم حاضرنا السياسي لخلاف ماضوي نشأ بين شخصيتين تأريخيتين لأسباب بعيدة عن جوهر الدين ، مستمدين موازين محاكمتنا من كتب أكل الدهر عليها وشرب ، وبأسلوب خطابي رتيب وممل ، نجد الأتراك يعيدون صياغة تأريخهم بما يتناسب ومشروعهم المستقبلي بأسلوب شيق ، ودراما مدهشة  ، وحشو ممتع وهادف .
إن حالة التلقي الجمعي  لمسلسل " قيامة أرطغرل " يفصح عن حقيقة التعطش الشديد الذي بات في الشخصية العربية لدور القائد الفذ الذي يعي مركزية مجتمعه وقدرته على إحداث الفرق وصناعة الحضارة فينطلق بمجتمعه برؤية طموحة واعية بالمخاطر وفعالة في التصدي لها ،
قائد يعطي فقط ، دون أن يأخذ ! .
ببساطة أكثر وصراحة أشد :
" المجتمع العربي يعري قادته أمام المرآة الدرامية الأرطغرلية ، لتنكشف حقيقة مؤلمة ، فحواها أن القيادات العربية الحالية تفتقد للمعايير الأخلاقية التي تؤهلها لتكون " قدوة  " " .
إن هذا المسلسل يحاكمنا كقومية عربية ، إذ يضعنا أمام سؤال محوري :
ماذا أعددنا كبرامج وأدوات تبين الدور الرئيسي الذي لعبناه كعرب في نشأة وتطور واستمرارية الحضارة الإسلامية ، وما رؤيتنا المستقبلية لإعادة ابتعاث هذا الدور ، أم أننا ننظر لذاتنا العربية مستقبلاً كتابع إما للأتراك أو للفرس وفقط ?! .
نه لأمر محزن ومخزٍ أن نظل قابعين في أكثر المغارات الفكرية التأريخية كارثيةً وبؤساً " من كان أحق بالخلافة .. علي أم معاوية ?! " ، ونظل نطالب هذه المغارة بإمدادنا بخيوط الضوء اللازمة لإكمال المسير للإبتعاث الحضاري المنشود ! .
فلننظر للمستقبل في حالة قطيعة إفتراضية عن الماضي ، ثم نعيد صياغة ماضينا بما يجعلنا نكتشف ذاتنا من جديد ، وفق قانون الحياة ومقتضيات التطور الإنساني الحضاري ، ولنسرع في ذلك .. فالأقوام سبقونا بمراحل ! .


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

عبدالله شروح