شرعية هادي ونائبة «خط أحمر»!
الأحد, 10 ديسمبر, 2017 - 11:16 مساءً
الشعب اليمني بطبيعته عاطفي وعاطفي جدا، في العلاقات والمعاملات والمواعيد والأحكام والتحليلات، وحتى الانتقادات والمسؤوليات،
قُتل الرئيس السابق، "وهذه أمنية لدى الكثيرين"، بل إنها كانت أمر معضل يستحق التضحية بالغالي والنفيس حتى بالملايين من اجل تحقيقه،
قُتل .! لكن رأينا الحُلم يتحول الى كابوس، والأمنية اصبحت خيبة أمل، عاطفية حتى في السياسة والأحكام..!
لو تخيلنا ما هو السيناريو المتوقع لو نجح صالح في الإنقلاب على شريكه في الإنقلاب؟
هل كان لشرعية الرئيس هادي اي اعتبار في مخطط صالح؟ وهل كان سينقلب على الحوثي ليعيد شرعية هادي وينفذ مخرجات الحوار ؟؟!
بكل تأكيد ستكون الإجابة لا، ويظهر هذا جلياً في خطابة الأخير حين قال: الشرعية شرعية الشعب، وشرعية مجلس النواب، دون أن يذكر هادي، وهذا هو التوجه الذي يصدرهُ جميع الإعلاميين والقيادات في حزب المؤتمر وكأنه أشبه بالتعميم،
سألت مذيعة قناة الحدث أحد قيادات المؤتمر قبل فشل الإنقلاب، هل تعترفون بشرعية هادي؟، قال الشرعية شرعية الشعب وهو من يقرر..! يكفينا هذا السطر لنعلم أن صالح لم يكن ليقبل -لو نجح- بشرعية هادي..!
إن موقفنا من الرئيس السابق وتعاطفنا معه في الأحداث الأخيرة ضد شريكه في الانقلاب كان من أجل ترجيح الكفة لصالح الشرعية ممثلة بالأخ الرئيس، وانطلاقاً من الواجب الوطني والاخلاقي تجاه محاربة الانقلاب من أي طرف أو كيان،
لكننا لم نكن مراهنين على موقف صالح ولا على افراد اسرته قيد أنمله، كون لدينا تجارب سابقة وآخرها تسهيل ادخال الميليشيا إلى صنعاء،
إننا لم ولن نهادن في شرعية الرئيس ونائبة ودولة رئيس مجلس الوزراء فهي خط أحمر لم نقبله ممن رحلوا ولن نقبله ممن سيأتون،
شرعية الرئيس هادي هي الشرعية التي أسقينا الأرض دماً رخيصاً في سبيل الحفاظ عليها، هي المشروع والمستقبل لدولة اليمن الإتحادي التي يحلم بها كل الشعب اليمني، والإنقلاب عليها من أي شخص أو مكون أو حزب أو جماعة أو حتى دولة هو إنقلاب على هذا المشروع وتبديد أحلام وطموحات الشعب اليمني،
إن الإنقلاب على شرعية هادي لا يمكن أن يكون من أجل اليمن أو مستقبل اليمن أو شعب اليمن، بل من أجل مطامع شخصية وملذات ذاتيه،
إن إفقاد هادي شرعيته لا يصب الا في صالح المليشيا الإنقلابية، التي دمرت كل جميل في اليمن، ولم نعرف الهجرة والبعد عن الأوطان الا في عهدها، التي لم يكن أصل الحيوان المنوي أهم من اصل الكفاءة والمؤهل إلا في عهدها، ولم يُفرق بين الشقيق وشقيقه، والصديق وصديقه والحبيب وحبيبه، على اختلاف مذاهبهم وسلالاتهم والوانهم إلا في عهدها،
فاحذر أيها الشعب اليمني الطيب، ذو المشاعر الطيبة، والافئدة اللينة وذو الحكمة المشهودة، أن تفرط في هذه الشرعية، وفي هذا الوقت بالتحديد، ولو دفعت كل ما تملك، ولو كشفت جميع الأوراق، ولو تكالبت جميع الأمم والأكوان، فإن كل ما تملك ليس بأثمن من هذا، وإن كل الأمم والأكوان لا تجرؤ على إرغامك اذا ما اتخذت قرارك وحزمت امرك .!