×
آخر الأخبار
رغم خطف موظفيها.. هل عزّت الأمم المتحدة الحوثيين في مقتل حكومتهم؟ عمّان.. رئيس الوزراء يعلن اختتام مشاورات المادة الرابعة بين الحكومة وصندوق النقد الدولي شبكة حقوقية: موظف أممي توفي خوفًا في صنعاء بعد حملات حوثية استهدفت الموظفين الأمميين "الشباب والرياضة" تبحث أوجه التعاون مع وكالة تيكا التركية ابتداءً من اليوم الخميس.. الحكومة تبدأ صرف المرتبات المتأخرة للموظفين المدنيين والعسكريين "بلا قيود" تجدد مطالبتها بالإفراج الفوري عن جميع المختطفين في سجون الحوثي  حماس: تم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب وانسحاب الاحتلال من غزة وفاة مفاجئة لموظف أممي في صنعاء وسط تصاعد المخاوف من حملات الاختطاف الحوثية السفارة اليمنية في اثيوبيا: جمال أنعم عمل بمهنية ومثّل اليمن بصورة مشرفة    في ظل اختطاف موظفيها... لقاء أممي حوثي في صنعاء يثير تساؤلات عن التواطؤ

أسرة منكوبة

الأحد, 17 ديسمبر, 2017 - 05:32 مساءً

 
 
من السهل جدًا أن تصادف تفاصيل تراجيدية كثيرة على نحو متشابك، لكن ليس بمقدار تراجيدية الوجع الذي ستعيشه امرأة ثكلى من أبريل 2015 وحتى ديسمبر 2017.
 
ستبدأ التفاصيل في الريف التعزي بوفاة الأب وتنتهي دون أن تغلق القوس، بوفاة الإبن المعتقل لدى الحوثيين بصنعاء.
 
لقد كانت أم مصطفى بانتظار الإفراج عن ولدها المعتقل، أخذه الحوثيون من الطريق في تعز، ونقلوه بين المعتقلات حتى أوصلوه إلى معسكر الشرطة العسكرية.
 
كان والده أحمد يُمني النفس بلقاء ولده وإخوته أيضًا يشاطرون والدهم، لكن ثلاثة منهم غادروا دون أن يروا مصطفى الدعيس.
 
مات الأب كمدًا في المسجد.
 
مصطفى، شاب عشريني بنضارة الفتوة وأناقتها، سينقله الخاطفون إلى قضبان أخرى، لن يسمحوا له بالعودة والمشي خلف جنازة والده، إنه ضمن كثيرين يتعرضون للتعذيب بتهمة الإرتزاق.
 
سيموت حسام، شقيق مصطفى، سقط من على السطح، انقض أحد الجدران فتهدمت معها آمال الأسرة، قضى القدر على تجربة الكد الأولى التي ستجربها الأسرة بعد أن أجبرتها الحرب على إغلاق المتجر في المدينة.
 
لم يخرج مصطفى من المعتقل.
 
بين موت أبيه  وموت أخيه عشرة أيام فقط. هذا ما جعل الحزن يتعاظم عند الآخرين وهم يتخافتون في تفاصيل الأسرة المنكوبة: الإبن الكبير داخل المدينة تحت الحصار، الأوسط مختطف، الأسرة في الريف، الأب مات والإبن مات.
 
لم تخضع الأسرة للظروف المحبطة.. من أخذ سيعطي ومن غيّب سيرد.
 
الخبر الجديد: استشهاد غسان، الأخ الكبير لمصطفى في سبتمبر 2016.
 
ولأن مصطفى شاب بسيط ستتغاضى عنه بيانات الإدانة واهتمام الشخصيات الكبرى، حالة التشتت التي ستعيشها أسرته ستبدو غير لافتة بالنسبة لمقربين من جماعة الحوثي من ذات منطقة مصطفى، لمؤتمريين يجمعهم هدف واحد من ذات قرية مصطفى، لناشطين يستطيعون تحريك المياه الآسنة، ينتمون لذات أسرة مصطفى ربما.
 
 
يبدو مصطفى مكبلًا في كل فاجعة، يتلقى مزيدًا من التعذيب، وعندما يمشي الناس خلف جنازة أقاربه، يمشي هو بخطوات مكبلة إلى معتقل جديد.
 
مازالت أمه في انتظاره.
 
كل هذه الفجائع لم تشفع له عند الحوثيين ليخرجوه إليها، كانوا كما لو أنهم يتدربون على الصرامة والقسوة فيتلذذون بتعذيب الفرائس السهلة التي يأخذونها من الطرقات.
 
سيأتي اليوم، سيفرجون عن مصطفى.
 
بينما كانت أمه في انتظاره، جاء الخبر قبل أيام. يا للذكرى التي اختارت لنفسها تاريخًا سهل الحفظ والتذكر:12/12/2017.
 
مصطفى أحمد الدعيس، استشهد في المعتقل، نقله الحوثيون ضمن كثير من المعتقلين إلى معسكر الشرطة العسكرية. للأجساد المعذبة أن تأخذ رقدتها الأخيرة. غارات جوية لطيران التحالف العربي على الشرطة العسكرية بصنعاء. كان الحوثيون يصفونه بالمرتزق، أما وهو ممتد في المستشفى العسكري فقد ظهر بقائمتين حوثييتن: قائمة الشهداء وقائمة المفقودين.
 
سيعيدونه إلى أمه قريبًا. فهمها العالم، المنظمات، التحالف، الحوثيين، فهمًا خاطئًا بالطبع، سيفرجون عنه ميتًا.. جثة هامدة. هكذا قالوا، ومازال الإفراج عن جثة مصطفى وعدًا، ربما ستفي به المليشيا، حالما يصل ستوصد والدته أبواب الانتظار وإلى الأبد.
 
* نقلاً عن "المصدر أونلاين"
 
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

1