×
آخر الأخبار
للاستيلاء على الأرض.. الحوثيون يهدمون منزل مغترب في صنعاء بعد طرد النساء والأطفال بالقوة مجلس الأمن يدين استمرار احتجاز الحوثيين لموظفي الأمم المتحدة وتهديد العاملين الإنسانيين العليمي في خطاب العيد: الحوثيون يدفعون اليمن نحو الفوضى ويستدعون التدخلات الخارجية مايو صنعاء..عدوان حوثي اسرائيلي يدمر مقدرات الدولة وعائلات بكاملها مرصد حقوقي: شهر مايو كان قاسياً والأكثر قمعاً للصحفيين في اليمن منذ بداية عام 2025 مأرب.. الاحتفال بتخرّج "دفعة أمل النصر" من حفاظ كتاب الله واختتام الأنشطة الصيفية وكالات أممية تطالب الحوثيين بالإفراج عن موظفيها المحتجزين بعد 3 أشهر على الاختطاف.. الافراج عن خمسة من موظفي بنك التضامن في صنعاء واشنطن تحذر السفن المتجهة الى الحوثيين " ستواجه عقوبات قاسية" انفجار صرف جريمة مكتملة الأركان.. تحقيق حقوقي يكشف بالأدلة العلمية استهتار الحوثيين بأرواح المدنيين

فبراير.. الميلاد السابع

الأحد, 04 فبراير, 2018 - 05:15 مساءً

 
يحدث أن الشعوب العظيمة تستيقظ من سباتها لا لمواعدة يوم تاريخي بل لصناعته، في لحظات سيئة الذكر كانت اللصوص الجاثمة على حقوق الشعب وحرياته تُخطط لبقاء طويل الأجل، غير أن الشعب عشية الحادي عشر من فبراير كان يودع عقوداً طويلة من الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي وإساءة استخدام السلطة في تلك العقود التي جمعت أشكال من الحكم الغير رشيد بين الديكتاتورية والبيروقراطية وإنتاج طبقة ارستقراطية بعد ان يأس الأرستقراطيين من البحث عن بيئة مناسبة لهم.
 
الا ان نظاماً آن ذاك تولى بقاءهم وتمكينهم، ومع تعدد تلك الأشكال المقيتة من الحكم والذي نتج عنها الفساد الذي طغى على مؤسسات الدولة والفقر والبطالة وتفاقم المشكلات التي ادت الى تواجد جماعات متمردة كدعاة الانفصال في المحافظات الجنوبية والحوثيين في اقصى شمال البلاد وجد الشعب نفسه في ميادين الحرية والتغيير مع بزوغ فجر الحادي عشر من فبراير ليصبح اليوم الأغر في تاريخ اليمنيين.
 
الحادي عشر من فبراير كان يوماً صعباً في حياة اليمنيين إذ اصبح المواطن البسيط أمام صورة مذهله وغير معتادة "جموع غفيرة من الشعب تتحدى سلطة الغطرسة والاستبداد بمؤسساتها العسكرية التي يتولى إدارتها ابناء صالح ومقربون منه" ،
 
 لم يكن استيعاب ذلك بالأمر البسيط ولكنه كان منظراً رائعاً على اية حال.
 
القوى الاجتماعية التي كانت خلف تلك "المعجزة "من الشباب والأحزاب المعارضة استطاعت أن تضمن عملية ثورية سلمية بامتياز في الوقت الذي انتاب العالم الخوف من الانجرار نحو استخدام السلاح الذي يملكه المواطن اليمني كجزء من مقتنياته الأساسية لا سيما وأن الجهل والتخلف لازالا انطباعين سائدين على المجتمع.
 
والخلاصة اننا نستطيع القول أن الشعوب تصطدم مع حكوماتها وأنظمتها للانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى ولو لم تكن تلك إحدى السنن لكانت الى اللحظة تحكمنا تلك الأنظمة البدائية عن طريق التوارث ، ويرى ابن خلدون ان الدولة تمر بعدة مراحل وآخرها مرحلة الجمود والتي تأتي سبباً من جملة الأسباب التي تحُرك المجتمعات نحو المطالبة بالتغيير .
 
ثورة فبراير كانت بداية جديدة لليمنين حيث عملت على إسقاط النظام الذي اشتغل جاهداً على تهيئة الظروف الداخلية والخارجية لبقائه على كرسي السلطة وتنفيذ مشروعه التوريثي والقضاء على الفقر والأمية والبطالة والبحث عن حياه كريمة وآمنه في ظل دوله مدنية يتمتع فيها الجميع بحق الحرية والمساواة من جهة اخرى،  ومن جملة الثمار التي حققتها الثورة أن رفعت مستوى الوعي السياسي وأن الطغاة ومن كانوا بالأمس على هرم السلطة ارتعدت فرائصهم خوفاً من الشعب حتى وصل بهم الأمر لطلب حصانة والتحالف مع جماعات الكهف السلالية لتقويض السلطة الشرعية والانقلاب عليها تحت يافطات ثورية مضادة ومن هنا اصبحت أحداث الثورة اكثر وضوحاً للجميع حيث اصبحنا امام سلطة مجرمة تريد أن تلتف على خيارات الشعب الديمقراطية السلمية بما أمكن وبأي وسيلة ، وأمام مكونات سياسية اخرى تعمل بنزاهة وشرف لكسب مستقبل سياسي كبير  وللفوز بشرف تحقيق اهداف الثورة وكسب ثقة الشعب.
 
الثورة اليمنية مرت بمراحل عديدة ولازال النفس الثوري مستمراً إلى اللحظة  وحتماً بأن الثورة في طريقها للنجاح ومن الملاحظ انها بدأت تحقق نجاحات كبيرة مع تغير المناخ السياسي في المنطقة العربية وعما قريب ستحقق أهم انتصاراتها السياسية والاجتماعية وهو القضاء على المشروع السلالي الايراني شمالا وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الضامن لاستقرار الوضع جنوبا.
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

1