×
آخر الأخبار
للاستيلاء على الأرض.. الحوثيون يهدمون منزل مغترب في صنعاء بعد طرد النساء والأطفال بالقوة مجلس الأمن يدين استمرار احتجاز الحوثيين لموظفي الأمم المتحدة وتهديد العاملين الإنسانيين العليمي في خطاب العيد: الحوثيون يدفعون اليمن نحو الفوضى ويستدعون التدخلات الخارجية مايو صنعاء..عدوان حوثي اسرائيلي يدمر مقدرات الدولة وعائلات بكاملها مرصد حقوقي: شهر مايو كان قاسياً والأكثر قمعاً للصحفيين في اليمن منذ بداية عام 2025 مأرب.. الاحتفال بتخرّج "دفعة أمل النصر" من حفاظ كتاب الله واختتام الأنشطة الصيفية وكالات أممية تطالب الحوثيين بالإفراج عن موظفيها المحتجزين بعد 3 أشهر على الاختطاف.. الافراج عن خمسة من موظفي بنك التضامن في صنعاء واشنطن تحذر السفن المتجهة الى الحوثيين " ستواجه عقوبات قاسية" انفجار صرف جريمة مكتملة الأركان.. تحقيق حقوقي يكشف بالأدلة العلمية استهتار الحوثيين بأرواح المدنيين

مدينة بلباس البؤس

الإثنين, 12 مارس, 2018 - 10:55 مساءً

 
في أحد شوارع الضياع.
في مدينة حاصرتها أشباح الظلام.
أحاطوها
بـ أسوار من الحقد
وطين الكراهية
جعلوا من رونقها قبوراً لأبنائها
محترقةً إثر دخان الأسى الداكن
سماؤها ليست كـ باقي السماوات
لونها أزرق
تبزغ نوراً
وتنبثق فيها شمس
بل تحولت سماءها الي باكية ثكلى
تبكي فلذاتها عند كل روح تزهق
وهواءها ملوث بأنفاس الذئاب
تلهث حين تتعطش للدم
وبقايا ماء أصبح لونه مغبر
بعد أن أختلط بها لعابها
مدينة اجتاحتها الأوجاع
من كل ركن وزاوية
مشيت وقلبي يرتجف حائرا مترددا
في كل خطوة كنت أرى الحزن
من منبعه
وكل حائط يرسم تفاصيل حكاية مأساته الخاصة لإنسانية منكوبة .... في مساء تلك الليلة الشاتية
وتحت زخات مطراً قد تغيرت نكهته
وصوت رعد يصخب به المكان الموحش
وضوء البرق يكاد يخطف الأبصار
حاولت أن أسيطر على ما بقي من هدوئي
بعد كل ما رأيته
لكنى لم أستطع الصمود أمام تلك الأشلاء المتعفنة في بركة من الدم
المختلط بأنين المكان
زاغ بصري على شيء بالقرب من بقايا منزل
اقتربت منه والفضول يتملكني
لـ أعرف ما هو!
فاذا به طفلاُ صغير لم يتعدى العاشرة من عمره يجلس وحيداً بين ظلام الياس والانين
وفى جفونه قصة بؤس لا ينتهي
نظرت اليه وبصدري بركان يثور اسئ
لم أملك الشجاعة لاقترب منه أحضنه وأخبره بأن كل شي بخير
كيف أكذب عليه؟! وأن أخبرته بذلك
هل سيصدقني؟
هل سيثق بي؟
وهو يرى كل شيء مدمر ومحروق كيف سيصدقني وقد طمست من ملامح وجهه الطفوله وعينيه غدت بئراً لدموع قد لا تجف
كيف وهو يرتدي معطفاً
أبلته الأحزان
ومزقته الأوجاع
طفل بلا أم تسقيه من حنان صدرها
ولا أب يحميه من برد الشتاء
ولا اخوة يلعبون معه
ولا بيت يسكنه
ولا رداء يدفئه
ولا طعام يسكت به صوت الجوع ولا قطرة ماء يسقى بها ظمأ جسده الصغير اصبح يتيماً من كل شيء
لقد جردته تلك الأشباح من الحياه
وجعلته ميتاً على قيد الحياة
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

1