لو تغيرت مواقف الاصلاح
السبت, 08 سبتمبر, 2018 - 09:44 مساءً
في ذكرى تأسيس حزب الاصلاح الـ28 أود استحضار بعض القضايا التي يتسنى من خلالها النظر لمواقف الاصلاح فيها من زاوية مختلفة
ذات مرة جلست مع احد الاصدقاء واخذ يقدح في سياسة الاصلاح ومواقفه مرددا ما يتم تداوله في المواقع او ما يكتبه ذوو الاقلام المتحاملون من العبارات والقاب الشيطنة التي يخلعونها عليه فقلت له سأجاريك في ما تقوله لكن اريد ان تذكر لي ابرز المواقف التي ترى ان الاصلاح اخطأ فيها من وجهة نظرك
فقال الموقف الاول عدم مشاركة الاصلاح في حروب صعدة الست، والموقف الثاني مشاركته في ثورة فبراير 2011م، والموقف الثالث عدم مواجهته للحوثيين في صنعاء، والموقف الرابع تأييده للعاصفة ولما اسماه العدوان، فقلت له سأجيبك لكن من زاوية مختلفة واريدك ان تجاريني بخيالك لتفترض ان الاصلاح اتخذ الموقف النقيض ازاء هذه القضايا وفي هذه المحطات
ففي حروب صعدة هل كانت مشاركته كفيلة بتغيير مجرى تلك الحروب؟ بل على العكس من ذلك ربما ان مشاركته ستكون بذرة لزرع فتنة طائفية تأتي على الاخضر واليابس في البلد ومن ثم تعمد القوى المتربصة لتغذيتها ثم هل كانت الدولة قد استخدمت كل قوتها العسكرية وامكانياتها واجهزتها في تلك المواجهة فعجزت حتى يستوجب مشاركة القوى الحزبية والشعبية بمافيها الاصلاح؟ لا اريد ان استرسل واناقشك عن موقف بقية اجهزة الدولة ومؤسساتها ووحداتها العسكرية في تلك الحروب وعن طريقة توقيف تلك الحروب ولذا فلا يمكن ان يحل الاصلاح محل مؤسسات الدولة وان يقوم بدور وحدات الجيش ناهيك عن الحديث عن مآل وحدات الجيش والقيادات العسكرية التي شاركت في تلك الحروب مما يؤكد صوابية موقف الاصلاح منها
ثانيا/ أما بالنسبة لمشاركته في ثورة 2011م . فلو ان الاصلاح لم يشارك هل كان سيتوقف فعل تلك الثورة؟ ثم هل كان الاصلاح هو من اشعل فتيل الثورة؟ قال لا بل خرج قبله بعض الشباب ونصبوا الخيام لكنه لو لم يخرج لما تمكنت تلك الثورة من النجاح. فقلت له لا اريد الاسترسال بالقول ان علي صالح هو من دفع الاصلاح الى ذلك المربع بقطع كل الخطوط والتنكر لكل الصيغ التوافقية. لكن دعني اجاريك بالقول انه قد يكون لكلامك وجه من الصحة إلى ما قبل احداث 2014م، لكن ما حدث في 2014م يعطي دليلا راجحا بانه لو لم يخرج الاصلاح في 2011م لخرجت اغلب تلك القوى التي خرجت في 2014م وجيرت الثورة ضده وضد بقية الشخصيات الوطنية الفاعلة وفعلت بهم من ثم وبالوطن تلك الأفاعيل. الا أن الفارق سيكون أن الاصلاح لايزال معارضة في الشارع وفاقد اي صبغة شرعية، ولك ان تتخيل ان يحصل له ما حصل في 2014م وليس له اي غطاء رسمي او ظهير محلي أو اقليمي هذا بالنسبة له فضلا عن مألات مثل تلك الاحداث على مستقبل الوطن عموما والشعب اليمني بأسره من تشييع وتجريف فكري وعسكري وسياسي واقتصادي
ثالثا أما انسحابه من العاصمة فلا يمكن له اولا ان يقوم بدور مؤسسات الدولة من الجيش والامن خصوصا ووحدات الجيش قد تخلت عن دورها في الدفاع عن العاصمة وعن مؤسسات الدولة ثم هب انه تصدى للحوثيين وتمترس في شوارع العاصمة كيف كانت ستغدو العاصمة حينئذ لاسيما مع طول مرحلة المواجهة ربما انها قد صارت مدينة اشباح وهذا مما يحمد للإصلاح بان جنب العاصمة وسكانها ويلات الحرب وآثر مصلحة الوطن والمواطنين على مصلحته الذاتية
اما موقفه من العاصفة فلو تخيلت انه لم ينحاز الى الشرعية والتحالف كيف تتوقع سيكون حاله ربما ستتناوبه المطارق من شتى الجهات سواء بمطرقة الحوثي او غيرها هذا على المستوى الخاص اما على المستوى العام فلربما تتعثر سلطة الشرعية ويتبخر مشروعها وتتناوشه المشاريع الاخرى في مشارب مختلفة لكونه الرافعة الرئيسية الحاملة لمنظومة الشرعية هذا اولا
ثانيا لا ينبغي فصل موقف الاصلاح من العاصفة عن سياقه او النظر اليه بمعزل عما سبقه من احداث من بطش الحوثيين بمؤسسات الحزب وهدم المساجد ودور القرآن وما تلا ذلك من الاستيلاء على كافة مؤسسات الدولة حتى وصل الامر الى محاصرة مؤسسة الرئاسة ومصادرة صلاحياتها وخير شاهد على صوابية موقف الاصلاح في تأييده للعاصفة والتحالف ما فعله الحوثيون بحليفهم علي صالح وحزبه مع انهم انساقوا في تأييد الحوثي بشكل يفوق الوصف وساهموا في دعم مشروع الحوثي اكثر من الحوثيين انفسهم وبالرغم من ذلك لم يشفع ذلك له ولحزبه لدى الحوثي ولم يستثنهم من مشروعه الدموي الاقصائي
الخلاصة ان الاصلاح يحمل مشروع وطن ويدور مع مصلحة الوطن حيث دارت انسحب من المواجهة في صنعاء حينما قال الحوثيون ان هدفهم هو حزب الاصلاح فقط فلما اتضح ان هدفهم الاستيلاء على الوطن والسيطرة على كل مفرداته عاد للالتحام مع قوى الشرعية وتصدوا لمقاومة المشروع الانقلابي وفي المقابل تخلت بعض القوى عن الوطن وسلمت مؤسسات الدولة من اجل مصلحتها الذاتية فلما تضررت مصالحها الذاتية حاولوا الانتصار لها ولكنهم لم يفلحوا ولا يزالوا متلكئين من الانخراط في اطار تحالف الشرعية لاستعادة ما سلموه واصلاح ما افسدوه على الرغم مما نالهم من ويلات الميليشيات وما اوردهم اليه مشروعهم الانقلابي المشؤوم.