رئيس الدائرة السياسية بالتجمع اليمني للإصلاح بأمانة العاصمة
في وداع شقيقي أحمد
السبت, 17 نوفمبر, 2018 - 04:26 مساءً
أن يقام فرح وعرس لأحد أولادك أو أحبابك ولا تستطيع مشاركته فرحته، أهون من أن تبلغ برحيل عزيز وغالي على قلبك، ولا تستطيع زيارته او القاء النظرة الأخيرة عليه، أو المشاركة في توديعه الوداع الأخير.
هذا حالي مع رحيلك أخي أحمد رحمة الله تغشاك، لقد اشتد مرضك فاشتقت لي واشتقت لك، وكنا نعيش جميعاً على أمل أن تنتهي وتتلاشى موانع اللقاء وان لا تترجل من هذه الدنيا، الا بعد أن نجتمع واسمع منك بقية المواقف والأحداث التي عشتها بداية حياتك.
لقد وجدت فيك حنان وتوجيه ورعاية الوالد، وكنت ابنك الوحيد، نفرح مع بعض ونتألم مع بعض، لم يرزقك الله أولاد لكي تعطيني الحنان كله، ورحل والدي في وقت مبكر لكي تتاح لك القيام بمهمة الوالد المحب، ثم رزقني الله بأولاد فمنحتهم حنانك وحبك ورعايتك.
رحلت أخي ووالدي الغالي ومئات الكيلوهات تفرق بيننا، لقد قلت لي في آخر محادثة "الموت قرب"، وكيف سأموت وأنت بعيد، وتذكرت كلماتك عندما أشعرني الولد احمد بوفاتك فتقطع قلبي. ولولا وصيتك لي أن أكون بعيداً حتى لا أصاب بأذى من فئة لا تحمل قيم ولا أخلاق ولا إنسانيه لوجدتني أنام جوار جسدك الطاهر، ولكن حرصي على عدم إغضابك في حياتك يدفعني أن أطيعك وأنفذ وصيتك بعد رحيلك.
أخي ووالدي الغالي: نام هاديء البال فلن انساك ما حييت واذا غبت عن توديعك فلن تغيب عن ذاكرتي فقد رسمت ذكريات لا تمحيها الأحداث الأليمة التي نعيشها.
رحمة الله تغشاك أخي ووالدي العزي، كما اسأل الله جل في علاه ان يسكنك الفردوس الأعلى في الجنة وأن يلحقنا بك صالحين ويجمعنا في جنة عرضها السماوات والأرض.
ولا أقول الا ما علمنا ديننا الحنيف "إنا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم".
*رئيس الدائرة السياسية بالتجمع اليمني للإصلاح بأمانة العاصمة، يرثي شقيقه الشيخ أحمد، الذي وافته المنية في صنعاء يوم 15 نوفمبر إثر مرض عضال.