في ركاب الخالدين يا أحمد الثلايا
الاربعاء, 26 ديسمبر, 2018 - 04:31 مساءً
وداعاً.. وداعاً.. أيها الشهيد الجمهوري البطل، القلب موجوع ونازف بفجيعتنا فيك وفي رفاقك من أحرار اليمن، لكنها يمننا ووطننا التي تستحق بذل الأرواح، ولاشيء تهون أمامه أرواح الفرسان غير الأوطان.
أحمد منصور من خيرة شبابنا وأهلنا وأطهرهم وأنقاهم، التحق بمعركة الحرية مبكراً وشجاعاً، وتنقل بين جبهاتها فارساً بلا كلل منذ ثلاثة أعوام في الجوف ومأرب وها هو يواجه قدره شامخاً في نهم.
في منتصف الليلة الماضية أصيب أحد أفراد مجموعة فدائية جمهورية يقودها البطل أحمد الثلايا، الجريح هو بكر أبو سالم ابن خالته ورفيق نضاله، حمله أحمد على ظهره في شدة الليل والبرد والحرب وأوصله إلى مكان آمن ورفقة تقوم بواجبه، وبدلاً من البقاء بجواره عاد فوراً نحو خطوط النار ليكمل مهمته مع رفاقه دون وجل، واستشهد فجراً بطلقة قاتلة لينقل مع رفيقه وقريبه الجريح نحو مأرب في سيارة الإسعاف ذاتها.
كنا في استقباله بمأرب وكوكبة من شبابنا أبرزهم عمه الشاب البطل عبدالرحمن بن يحيى الثلايا الذي مازال على عكازه يخضع للعلاج الطبيعي مستعيداً عافية قدمه إثر إصابة سابقة.
والده العظيم منصور كان قد زاره قبل أشهر بعد جفاء عامين ونيف صنعته الإمامة الفاجرة بنقاطها بين الأب وابنه، وكنا نتوجس أن شوقه وزيارته كانت وداع أب كريم ورجل صالح يحب أبناءه حبا لا يوصف.
أسأل الله أن يكتب أجرك يا عم منصور وأجر والدته الفاضلة ويخفف وجعنا جميعا ويعوضنا عن خساراتنا في أعز رجالنا وطن كريم وجمهورية قوية فاضلة.
التحق أحمد منصور اليوم برفاقه الأبطال من أهلنا آل الثلايا الشهداء الاماجد عمر واحمد وخليل ومختار وحذيفة وعز الدين وياسر واستاذهم جميعا محمد حسين الثلايا، هؤلاء الابرار رحلوا كبارا في قافلة مجد عظيمة تمتد أسماء افرادها والقابهم ومناطقهم بامتداد اليمن الكبير، وكفانا ذلك فخرا ان نكون في الموقف الحق والعدل الذي اختاره ويناضل لاجله شرفاء اليمن واقيالها الأحرار.
نعاهد الله ونعاهد أرواح شهدائنا الأبرار أن لا نخذلهم بمهادنة الإمامة وخيانة دمائهم ما حيينا.
لا يفوق وجعنا أيها الأحرار الشهداء وفاجعتنا فيكم ومصابنا برحيلكم إلا إيماننا بالله وعدالة قضيتنا التي تستحق كل التضحيات.
والله مع المتقين.
والعاقبة للمتقين.