المعلمون اليمنيون فريسة التدليس الحوثي
الأحد, 30 ديسمبر, 2018 - 04:20 مساءً
223 ريال يمني يومياً كل ستة أشهر أي ما يعادل 0.44 دولار هو إجمالي ما يتقاضاه المعلم اليمني، هذا المبلغ يمكن أن يشتري به المعلم 14 رغيف الرغيف الواحد قطرة 8 سم هذا ما يحدث هذا في مناطق نفوذ الحوثي !!!
أخبروني في أي جزء من العالم يمكن أن يعيش فرد مع اسرته المكونة من خمسة أفراد بمبلغ 223 ريال يمني !!! ومع ذلك يتم مطالبتهم و الانخراط في أعمالهم التدريسية والعجيب والغريب أن تتم الرفع بأي معلم ليس متواجد وذهب للبحث عن لقمة عيش شريفة لأسرته.
تربوياً أو حتى انسانياً لا يمكن أن يعطي المعلم العطاء الأمثل ما لم يحصل على استقرار معيشي يليق والمهمة التي يؤديها ويحفظ له كرامته وكينونته في المجتمع , مرتب يستطيع به أن يعيش اسرته بشكل انساني ويلبي به متطلبات الحياة , به يستطيع أن يؤدي واجبه نحو أبناءه من تغذية وتعليم وصحة وملبس وسكن _ ما يحدث للمعلم من ابتزاز و(همجية) لا يقبلها عقل ولا يقول بها منطق.
لم يعد للشعر ولا للنثر مكان يمكن أن يقال لمعلم تم قطع راتبه منذ ثلاث سنوات ويطلب منه أن يمارس مهنته ويؤدي مهامة, وهو حتى الفتات لم يجده...فأي دين واي عرف واي قانون يعامل المعلم بهذا الشكل ؟ ... وليس هذا فحسب فالمعلم أصبح عرصة للاعتقالات والقتل والتشريد في زمن العصابات التي تسلبه لقمة العيش الكريم وتسلبه إنسانيته وحياته وتعتبره ضمن التركة التي يجب أن تعمل لصالح مشروعها الكهنوتي.
وهاهي اليوم ترمي بشباك الكذب عبر لجنة شكلتها تسمى (لجنة الطوارئ المركزية لإدارة وتنفيذ الحوافز النقدية المشروطة للعاملين بالمدارس) ...ولك أن تتخيل كم هي كميات الكذب والدجل الذي يتم تسويقه للمعلمين فبهذا العنوان الطويل المفبرك يتم ضرب الحقن المخدرة للمعلمين كي تستمر عملية ابتزازهم وتطويعهم ليستمروا في اداء مهامهم عبر تسريبات اعلامية أبرزها أن الوزارة قد اتفقت مع اليونيسف صرف مبلغ 50 دولار لكل شهر أي ما يعادل 25000 وتتم بطريقة مبتذلة من قبل تلك المليشيات وعبر إجراءات سمجة تبدأ من المدارس عبر رفع كشوفات ويطلب الرقم المالي ورقم البطاقة ...ففي كل شهر يتم تسريب أخبار منها:
أن الوزارة اتفقت مع اليونيسف لصرف شهرين، وفي الشهر الذي يليه يتم تسريب خبر آخر وهو أن الوزارة اتفقت مع اليونيسف دفع المبلغ لعشرة أشهر .
واحياناً يكون الخبر: أن اليونيسف اشترطت أن ترسل المبالغ عبر الكريمي ...وهكذا دواليك ليتهربوا من استحقاقات طالما وصدعوا الشعب بأنهم أدوات الحق والإنصاف وأنهم أدوات الخير التي ساقها الله لتخليص الشعب من مراكز النفوذ والفساد .. كي ينتهي العام ولا زالت آلة الكذب تنخر في جبين الصدق وتهتك ستر عفة الحقيقة مستغلين الحالة المزرية التي يعيشها المعلم والظروف البائسة التي يمر بها ليتعلق بأستار امل منحور على أيدي عصابات الخوف والجوع والمرض . فإن أي حافز يتحدثون في ظل غياب راتب _هو حق لسنوات خلت وهو من أبسط ما يمكن أن توفره دولة لمواطنين تستعمرهم فما بالكم بأناس يدعون انتمائهم لليمن، ثم أن اليونيسف في كل هذا اللغط لم تدلي بأي بيان تصريحاً أو تلميحآ عن امكانية دفع مبالغ مالية للمعلمين أو أي منظمة (هابرة) في اليمن سوى وجبات البسكويت التي تثير السخرية والتندر.
اجتماعات تلو اجتماعات عن موضوع الحافز المكذوب وكأن الأمر شديد التعقيد إلى هذه الدرجة مع أن اللجنة في ظاهرها الرحمة وفي باطنها اللؤم والشيطنة _ فهي كما أسلفت تقوم بغرز الابر المخدرة في نفوس من يصدقهم وهم قلة قليلة ممن تستهويهم الشائعات المفرحة وإن كانوا يدكون كذبها وكهنها _ ومن ناحية أخرى يقومون برفع اسماء المتطوعين ليعلقوهم بحبل امل التوظيف أو الحصول على فتات الفتات كي يحافظوا على شكل المؤسسات ولو بصورة شكلية كي تظل المنظمات الام الحنونة التي ترضعهم وترعاهم دون أن تجد هذه المنظمات طريقها وتهتدي إلى من هم أصحاب المصلحة الحقيقية للدعم .
شبكة من تزوير الحاضر وقتل كل سبل النجاة في المستقبل تقوم به مليشيات الحوثي تجاه الشعب عموماً، والمعلمون خصوصاً, وكما قامت بتفخيخ البر والبحر بشبكات مهولة من الألغام في الحاضر فهي بموازاة ذلك تقوم بتفخيخ المستقبل بحقول من الألغام سيمتد اثاره على مدى عشرات السنين .
وفي ظل ذلك الوضع الضبابي الغامض والمجهول يظل المعلم يعاني الأمرين من طريقة وأسلوب التعامل اللصوصي الذي القى بظلاله على مستقبل جيل سيكون الجهل هو سيد الموقف وستظل العملية التعليمية تشهد انهيارات تقضي على كل الموروث الديني والأخلاقي لأجيال قادمة ليسهل لها النفاذ إلى عقول النشء وتجيينهم بخرافاتهم وخزعبلاتهم لتجير امة بأسرها لصالح مشروعها لتقودهم إلى غياهب الجهل لتبني هي مجد لكهنة ولصوص هذا العصر .