إلى حراس الوطن
الاربعاء, 13 مارس, 2019 - 09:23 مساءً
سأكون لئيما وناكرا للجميل لو أطلقت العنان لحروفي، ووجهت سهامي نحو رجال الجيش الوطني، الذين يقفون منذ 4 سنوات في جبال اليمن وتلاله ووديانه، يحرسون المدن والحدود والحجر والشجر وبدون مرتبات..
تحية لكم أيها الأبطال وأنتم تقاومون حرارة الشمس، وهجير الصحاري، وتضاريس نهم وصرواح والبيضاء وسلاسل جبال هان وجرة وجبال جالس، وتتعرضون لأنواع الخذلان.
التحية والتقدير لمن تلوحت وجوههم بحرارة الشمس، وشاب شعرهم بفعل سنوات القهر، ونحلت أجسادهم بفعل ظروف الحرب وطول الوقت وكيد رفقاء السلاح.
بفضلكم وتضحياتكم ينعم ملايين اليمنيين بالحرية والكرامة والعزة ولا ينكر ذلك إلا مريض الفكر ومشوه التفكير..
ليس لنا من نصير نشد به أزرنا سواكم يا كتائب الحق وحماة الديار وحراس الوطن.. أنتم أملنا في استعادة الوطن وأمنه واستقراره.
من الشجاعة أن نعترف بأننا فشلنا سياسيا ودبلوماسيا لكننا نجحنا عسكريا بفضل هؤلاء الذين يفدون الوطن بأرواحهم..
من السهل جدا سلخهم والنيل منهم؛ لأنهم ببساطة لن يلتفتوا إلى ذلك، وليس لديهم صفحات في الفيسبوك أو تويتر، لكن لهم صفحات ناصعة في سجل التاريخ..
نعم ومليون نعم هناك فشل سياسي، وهناك لصوص في الشرعية يستحقون أن نصفع وجوههم بالتناوب ليل نهار، يقتاتون على حساب عرق هؤلاء الأبطال لكن كل ذلك لا يفقدنا توازننا..
نعم هناك إخفاق في إدارة المعركة ولد كل هذا الوجع، ولكن هذا لا يبيح لنا جلد كرامتنا وشرفنا والنيل من هذا المنجز العظيم الذي حقق كثيرا من الإنجازات..
الخزي لكل أشباه الرجال الذين غرقوا في التفاهات والوشايات والسخافات..العار كل العار لكل من حولوا معركة الشرف إلى موسم للفيد والاستغلال وتصفية الحسابات وإثبات الذات..
والمجد لأبطالنا الذين اجتازوا سلاسل الجبال وكيلوهات الصحاري واقتحموا الشوارع والخنادق وتحدو الطوفان ومشاريع طهران..
المجد لحماة الديار من صف وضباط وقادة الجيش الذين لولا فدائيتهم لكنا الآن في صفوف منتظمة نرسم القُبَل على الركب ونقدس الخرافات..