صحفي
مأرب الثورة والجمهورية
الأحد, 20 أكتوبر, 2019 - 11:44 مساءً
شهدت وتشهد محافظة مأرب سلسلة من الاحتفالات في ذكرى أعياد ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين تتبناها وترعاها قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالسلطان السبأي اللواء سلطان بن علي العرادة في ظل احتفاء رسمي وشعبي واسع هذا العام.
وهنا تتجلى دلالات واضحة المعالم لمأرب الحضارة والتاريخ لتؤكد إن إحتفائها بثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين وإعطائهما حقهما من الأهمية ليست وليدة اللحظة بل أن هذه المحافظة التي تمثل حاضنة الثورة وحصن الجمهورية وقلعتها المنيعة هي من تشكلت فيها النواة الأولى ومثلت نقطة انطلاقة نحو التحرر والإنعتاق من التبعية والعبودية وكسر قيود الظلم ورفض الاستبداد والاستعباد ونبذ كل أشكال العنصرية البغيضة السلالية والمناطقية والجهوية ..
كما أن هذه الاحتفالات تؤكد – كما أشار محافظ المحافظة الذي شدد في أكثر من خطاب له في هذه الإحتفالات – على ضرورة استلهام روح وعظمة الثوار الأبطال لثورتي سبتمبر واكتوبر وتوحيد راية النضال الوطني لتخليص اليمن من آفة الإمامة لاسيما وقد عادت من جديد بثوب ايراني لا يهدد اليمن ومصالحها وحسب وإنما يهدد هويتها وتاريخها ومجدها ويهدف للعبث بأمن المنطقة خدمة لمشروع الولي الفقيه في طهران .
ولتؤكد أن نجاح ثورتي سبتمبر واكتوبر كانتا ايذاناً لميلاد اليمن الحديث بعد أن تخلصت من ثنائي الإستبداد والإستعمار ، وأن كل التضحيات والنضالات الممتدة منذ مطلع الستينيات وحتى اليوم ما هي إلا لتحقيق ذلك الإعلان الخالد لميلاد الأمة اليمنية من جديد بفضل تلك الهبات الثورية العظيمة .
ولا تأتي هذه الإحتفالات واهتمام السلطة المحلية بها لتؤكد استمرارية التوجه الداعم لمشروع الحرية والكرامة أو اعتبار أن مشروع الانقلاب اليوم هو الوجه الآخر للإمامة والاستعمار فحسب بل للتأكيد على واحدية أهداف الثورتين وواحدية النضال الوطني في شمال اليمن وجنوبه على حد سواء من راجح بن غالب لبوزه إلى علي ناصر هادي ، ومن القردعي والزبيري وعلي عبد المغني إلى القشيبي والشدادي
وكما كان لأبناء الجنوب دوراً بارزاً في انتصار ثورة 26 سبتمبر1962م في شمال الوطن ضد الإمامة وحكمها الكهنوتي المستبد ، فقد أضيف إلى نجاح ثورة سبتمبر آنذاك نجاحا آخر للثوار الأحرار إذ أنه بعد انتصارها وجد المناضلون الأبطال منطلقا أمنا وأرضية صلبة للإعداد والتخطيط والانطلاق لاجتثاث واحدا من أطول عهود الإستعمار في العالم والذي استمر 129 عاما من جذوره بثورة الـ 14 من أكتوبر 1963م
بدعم ومساندة ثوار سبتمبر ، والتي تكللت بتحقيق الإستقلال الوطني الناجز في الـ30 من نوفمبر 1967م .
أرض الجنتين مأرب الأصالة والمعاصرة التي تحتضن اليوم الثوار الأحرار والجمهوريون الأبرار كما احتضنتهم بالأمس وتتصدر كما تصدرت بالأمس مواطن الشرف ومواقع التضحية والبطولة والإباء وتتبوأ ذروة سنام القيادة ووتمسك بخطام شرف الجندية وتتحمل دون تضجر وتململ ، ولا من أوأذى عبء مسؤولية دعم مشاريع الحرية والعزة والكرامة ..
مأرب التي تحولت – بحسب توصيف د. مسلي بحيبح- من عصر الإقتتال الداخلي إلى المعترك الوطني كفاعل أساسي على الساحة الوطنية بفضل حكمة وحنكة قيادتها السياسية لتصبح العاصمة الوظيفية والملجأ الآمن لكل أبناء الوطن ، تردد صداها في كبريات الصحف العالمية كمحافظة استثنائية ناقضت واقع الحرب والاقتتال وغياب الحكومة فأضحت الأمل والوجهة حتى للمنظمات الدولية والزيارات الإقليمية والدولية .
إن الدور الريادي الذي تنفرد به محافظة كمأرب ويتجلى اليوم في هذه المرحلة الإستثنائية والمفصلية والمنعطف التاريخي الذي يمر به اليمن حكومة وشعبا وما يترتب عليه من مستقبل للبلاد ووقوف أبناء هذه المحافظة منحازين لخيارات الشعب وحكومته الشرعية موقف يحسب لهم وقيادتهم الموغلة في الوطنية والشموخ والإباء وسيدونه التاريخ بأحرف من نور.