الأخبار
- حقوق وحريات
صحفي يمني يكتب في «واشنطن بوست»: ليس من حق الحوثيين الحديث عن حرية الصحافة
العاصمة أونلاين - متابعات خاصة
الثلاثاء, 13 نوفمبر, 2018 - 09:40 مساءً
في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وفي خطوة غير مسبوقة، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية مقالًا لرئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي انتقد فيه المملكة العربية السعودية والإدارة الأمريكية الحالية بأنها تحاول حماية «حليف فاسد».
وردًا على ذلك، نشر الصحفي اليمني المقيم بواشنطن الخطاب الروحاني مقالاً آخر على صفحات الصحيفة نفسها، ينتقد حديث الحوثي ومحاولة استغلاله قضية خاشقجي.
وبدأ الخطاب مقاله أن في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تواصل معه رئيسه السابق في صحيفة «المصدر» اليمنية في العاصمة صنعاء، طالبًا منه التطوع لإجراء بعض الأعمال التحريرية للصحيفة، إذ اشتكى الرجل قائلاً: «لم يبق لدينا صحفيون، وأنت أحد القلائل الذين تمكنوا من الفرار». وكشخص كان يحلم دومًا بالعمل كمراسل صحفي منذ أيام الدراسة، وأفنى عمره في الدفاع عن حرية الصحافة، فقد أصابت خطاب كلمات الرجل بحزن شديد.
لهذا السبب، صدم بشدة لقراءة كلمات زعيم جماعة الحوثي على صفحات «واشنطن بوست»، والتي حاول فيها استغلال مقتل الصحافي جمال خاشقجي، مما جعل خطاب يستعرض الرحلة التي خاضها هو ومئات من الزملاء الصحافيين اليمنيين خلال السنوات الثلاثة السابقة.
ويضيف خطاب أن الصحافيين اليمنيين دفعوا ثمنًا باهظًا في سبيل حرية الصحافة خلال العقود الأخيرة، خاصة خلال الثورة ضد نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وبعد أن أُجبر صالح على التنحي، ازدهر المشهد الصحافي في اليمني، وجدت عشرات المنافذ الجديدة طريقها إلى النور باستمرار، وتمتع الصحافيون بحرية غير مسبوقة، حتى أن بعضهم تندر أحيانًا بأنهم لا يدرون ما يمكن فعله بكل هذا الانفتاح.
هذه الفترة الذهبية استمرت حتى الانقلاب العسكري الذي قام به الحوثيون في سبتمبر (أيلول) 2014، أصبح الإعلام منذئذ «عدو الشعب» رقم 1، ووفقًا للرواية الحوثية فإن كل الصحفيين هم عملاء محتملون للغرب وأعداء اليمن، قامت الجماعة بإغلاق وسائل الإعلام التي لا تتوافق معها، وتم اختطاف مئات الصحافيين وتعذيبهم، مما أفضى ببعضهم أحيانًا إلى الموت.
ووفقًا للجنة حماية الصحفيين، فقد كان هناك 13 صحفيًا قيد الاحتجاز لدى الحوثيين بحلول نهاية العام 2017. تم اختطاف الصحافيين عبد الله قابيل ويوسف العزيري في مايو (أيار) 2015. وبعد أيام قليلة اتهمت نقابة الصحفيين اليمنيين جماعة الحوثي بالمسؤولية عن مقتل الصحافيين الذين استخدمهما الحوثيون كدروع بشرية ضد الغارات السعودية في منشأة عسكرية في محافظة ذمار.
ويذكر خطاب في مقاله أنه تلقى تهديدات من قبل الحوثيين، وتم اقتحام الصحف التي يعمل بها وإغلاقها، وعندما لم يستطيعوا الوصول له، اعتقلوا والده وأخاه وأجبروهما على التنصل منه باعتباره «جاسوسًا».