الأخبار
- تقارير وتحليلات
فساد الحوثيين.. كيف يدفع نحو انهيار أكبر عملية إغاثة إنسانية في العالم؟
العاصمة أونلاين/ صنعاء
الخميس, 13 فبراير, 2020 - 07:39 مساءً
يلتقي كبار المانحين وعدد من وكالات الإغاثة والمساعدات الإنسانية الكبرى في العالم، الخميس في بروكسل، في مسعى للتوصل إلى استجابة جماعية لما بات يوصف على نطاق واسع بالتعطيل غير المسبوق وغير المقبول الذي تتسبب فيه سلطات الحوثيين الذين يسيطرون على مساحات واسعة شمالي اليمن.
يأتي هذا بعد أيام من إعلان الأمم المتحدة خفض برامج المساعدات التي تقدمها لليمن ابتداءً من الشهر المقبل على خلفية فساد ونهب مليشيات الحوثي للمعونات في مناطق سيطرتها وإعاقة وصولها الآمن الى مستحقيها بالإضافة الى التعسفات ضد العاملين في الوكالات الاغاثية والمنظمات.
كما أعلنت الولايات المتحدة الامريكية، الأربعاء، نيتها تعليق المساعدات الانسانية لليمن للسبب ذاته، خاصة بعد تقرير فريق خبراء مجلس الأمن بشأن اليمن الذي كشف جانباً من نهب مليشيات الحوثي للمساعدات وتلاعبها باختيار المستفيدين.
ويتسبب فساد ونهب مليشيات الحوثي للمساعدات الانسانية في حرمان 12 مليون يمني من الغذاء في ظل الوضع المعيشي والانساني المتردي، وهو ماذكره تقرير فريق الخبراء الأمميين الصادر حديثاً بشأن اليمن، مشيراً الى أن هذا الرقم الذي ذكره التقرير يمثل "مستوى غير مسبوق" في عدد المتأثرين بإعاقة وصول المساعدات الإنسانية في اليمن.
وقالت ليز غراندي، منسقة الشؤون الإنسانية المقيمة في اليمن، إن وكالات المساعدات الإنسانية يجب أن تعمل في بيئة تستطيع فيها إدامة وتعزيز القيم والمبادئ الإنسانية"، مضيفة "إذا وصلنا إلى نقطة لا تسمح لنا البيئة التي نعمل فيها بذلك، سنفعل كل ما في وسعنا لتغييرها".
وتتنوع قائمة التعسفات الحوثية بحق المنظمات والمساعدات الانسانية بحسب الشكاوى، بين التأخيرات في منح تصاريح إدخال المواد ومضايقة فرق المساعدات واحتجاز كوادرها، ونهب كميات كبيرة من المعونات والتلاعب ببيانات المستفيدين، وقد عبّر أحد مسؤولي الإغاثة الإنسانية عن مخاوفه مما وصفها بـ "بيئة عدائية جداً".
وكانت مليشيات الحوثي قد استحدثت هيئة جديدة في نوفمبر/تشرين الثاني عُرفت باسم "المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية" من أجل تحقيق المزيد من السيطرة على المعونات الإنسانية، وفرضت ضريبة على كل وكالة عاملة في مجال المساعدات الإنسانية تصل قيمتها إلى اثنين في المئة من ميزانيتها التشغيلية.
ووصف أحد مسؤولي وكالات المساعدات بحسب مانقلت" بي بي سي" هذه الضريبة بأنها "ضخمة جدا، وقد يُنظر إليها على أنها لتمويل الحرب"، لكنه، مثل غالبية مسؤولي الوكالات العاملة في اليمن، رفض تسجيل حديثه بشكل رسمي مبررا ذلك بالحساسية الكبيرة التي تكتنف مثل هذه القضايا.
وفي العام الماضي، علق برنامج الغذاء العالمي المساعدات الغذائية لمدة ثلاثة أشهر في العاصمة صنعاء، وجاءت هذه الخطوة إثر كشف تعرض المعونات الانسانية لعملية نهب واسعة من مقبل مليشيات الحوثي وتلاعبها بكشوفات المستفيدين لصالح مسلحي الجماعة.
وقد قال البرنامج في بيان سابق تعليقاً على ذلك إن "الحوثيين يسرقون الطعام من أفواه الجوعى". ورصدت في فترات متفاوتة خلال العامين الماضيين عينات من المواد الغذائية المقدمة كمساعدات من برنامج الغذاء العالمي تباع في متاجر واسواق العاصمة صنعاء.