الأخبار
- تقارير وتحليلات
كيف خيم الرعب والهلع على سكان السنينة إثر انفجار مستودع سوق سوداء؟ (تقرير خاص)
العاصمة أونلاين/ خاص
الأحد, 28 يونيو, 2020 - 11:18 مساءً
هروبًا من الوضع الصحي المتأزم، والوضع الاقتصادي المتدهور، سكان صنعاء يقطنون منازلهم بأمان اللّه؛ لكن الأذى يلاحقهم حتى في منازلهم، يخطف منهم السكينة، فالفساد الحاصل في ظل مليشيا الحوثي مستمر، وآخر ضرر أودى بضحايا أبرياء، انفجار مستودع ومخازن لأحد تجار السوق السوداء للمشتقات النفطية "عبدالسلام الحاكم" الذي يعتبر أحد القيادات الحوثية، وحول منزله إلى مخزن للوقود ما نتج عن ذلك احتراق المنازل في مشهد مرعب يصفه سكان عقبة مناع في السنينة، بصنعاء.
في تمام الساعة 06:00 وقت الغروب، يوم الاثنين الماضي، بينما سكان عقبة مناع بحي السنينة يعيشون بهدوء وسكينة، إذا بأصواتٍ قوية تشبه دوي الانفجارات، أصوات صفير إنذار وأدخنة سوداء تتصاعد، خيم الرعب على أهالي المنطقة وبدأت كل أسرة تبحث عن أفرادها، فذاك يبحث عن أبيه وآخر عن أخيه؛ خوفًا أن يكون أحدًا منهم في المنطقة التي شب فيها الحريق.
وبحسب وصف أهالي المنطقة: الحريق كبير، فالدينة محملة 6 خزانات بترول، ولم يستطيعوا اخماد الحريق 9 وايتات ماء و3 أطفاء، واستمر لساعاتٍ طويلة.
الحادث حسب أهالي المنطقة وحسب ما تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي، جراء ناقلة نفط والتي تم تفريغها إلى وايتات ماء (الشاحنات المخصصة لنقل الماء)، لنقلها إلى مستودع القيادي الحوثي عبد السلام الحاكم، أحد تجار السوق السوداء للمشتقات النفطية، الحريق ألتهم 30منزلاً على الأقل، دون الكشف عن العدد الدقيق للضحايا من قبل إعلام الحوثي.
مواطنون تداولوا على مواقع التواصل الاجتماعي، أن عدد القتلى بسبب الحريق 18 جثة تم نقلها إلى مستشفى الثورة العام في صنعاء، 3جثث للقتلى نُقلت إلى المستشفى الألماني واثنتين في مستشفى المتوكل، وأن عدد الجرحى الذين تم اسعافهم إلى مستشفى الثورة بلغ 45 جريح غالبيتهم أطفال ونساء.
اشتعال النار لساعات
(العاصمة أونلاين) بدوره حاول الوصول إلى العدد الدقيق لضحايا حريق السنينة، وبذلك قام بالنزول لبعض المستشفيات وكان الرد: "لم تصل أي حالة سواء لوفيات أو جرحى"، وهذا ما جاء منافيًا لما عثرت عليه من تفاصيل وأجوبة المواطنين في حي السنينة.
(هـ . ع)، مواطنة في حي السنية تقول: بعد أن سمعنا دوي الانفجارات وشاهدنا تصاعد الأدخنة القريبة من المنزل، أخي برفقة صديقه، كانا في الحي المحروق وسط محاولة المواطنين أنفسهم إطفاء الحريق الذي استمر لساعات طويلة، عندما وصل أخي لمنطقة قريبة من الحي ووجد أخي الآخر وصديقه جميعهم هربا بأعجوبة؛ فلم تكن النار مشتعلة فقط، بل وانفجارات لأسطوانات غاز.
وتصف ذلك بقولها: الانفجارات تشبه دوي القنابل. كما تختم حديثها لـ"العاصمة أونلاين": أخي وهو يركض انفجرت خلفه أسطوانة غاز والحمد لله لم يتأذى هو وصديقه، ولكنهما خافا كثيرًا، وحال وصولهما البيت، والدتي لجأت للطرق البدائية بعمل (مواسم) على رؤوس أخوتي، كي يذهب الخوف.
وفاة امرأة مُسنة
المواطنون وصفوا حال أسرة مكونة من ام وأربعة أطفالها، بعد أن شبت النار في العمارة، لم يتمكنا من الخروج هي وأطفالها، إن ما ساعد الحريق على الاشتعال داخل البيوت هو أسلاك الكهرباء، في جميع البيوت المجاورة للمستودع.
يقول المواطنون: احترق منزلها ولم تتمكن من الحصول على النجدة أو إخراج أطفالها، فقفزت إلى خارج البيت ووقعوها فوق أحجار، وانتهى الحال بها إلى كسور في الأرجل والأيدي وتوفيت إثر ذلك، ولم ترد أي معلومات لسكان الحي عن حال أطفالها.
وتضيف (هـ . ع) حالة أخرى لـ أمرأه مسنة تعاني من السكر، منزلها قريب من منزل المتحدثة، وقت الحادث كان أحد أقارب المسنة ابنها أو حفيدها قد تأخر في العودة للمنزل، ومن شدة الخوف والهلع وسماعها للانفجارات وتصاعد الأدخنة توفيت في وقت الحادث.
ضحايا السوق السوداء
الكثير من حالات الخوف التي عاشها سكان السنية وجميع سكان أهالي صنعاء، فاليوم التالي للحريق رفعت أصوات تلاوة القرآن تعازيًا، لمن هم ضحايا لفساد وعبث الميليشيا الحوثية، وخلفته السوق السوداء لبيع المشتقات النفطية في صنعاء.
وتخلق المليشيات أزمات مشتقات نفطية بشكل مستمر من أجل تنشيط مبيعات السوق السوداء التي تديرها قياداتها في مناطق سيطرتها وتحديدا أمانة العاصمة والمدن الكبيرة.
وكانت اللجنة الاقتصادية العليا التابعة للحكومة اليمنية، قالت إن مليشيات الحوثي الانقلابية تمنع قاطرات وقود من الدخول الى مناطق سيطرتها، وترهب العاملين عليها في اصرار للمتاجرة السياسية بمعاناة المواطنين و تعزيز السوق السوداء.
اقرأ المزيد