الأخبار
- تقارير وتحليلات
جهاز قمعي جديد على رأسه "الطاووس".. (الحوثية) هل تعيش مرحلة "الخوف" من ظلها..؟
العاصمة أونلاين/ تقرير خاص
الاربعاء, 27 يوليو, 2022 - 09:31 مساءً
قالت مليشيا الحوثي إن القيادي فيها المدعو "مهدي المشاط" عقد اجتماعا مع مسؤول ملف الاستقطاب المعادي في صنعاء عبدالمحسن الطاووس، لبحث سبل مواجهة التحديات، فما قصة ملف الاستقطاب المعادي ومتى أنشئ ولماذا؟.
وتتبع "العاصمة أونلاين" باحثاً عن ماهية "ملف الاستقطاب المعادي" فاتضح أنه جهاز جديد أنشأته المليشيا المدعومة من إيران مؤخراً في صنعاء، بدعوى مواجهة الاستقطاب الحاصل، كما تدعي، وذلك من قبل التحالف العربي والحكومة، كما أنه استيعاب لـ "عبدالمحسن الطاووس"، الذي كان يشغل مديراً لما تسميه بالمجلس الأعلى لإدارة الشؤون الإنسانية، وعرف فيه بفساده الكبير، والذي وثقته حتى التقارير الدولية.
في وسائل إعلام الجماعة يأتي تعريفه بأنه مرتبط مع أجهزتها الأمنية والعسكرية الأخرى وفي تنسيق مستمر من أجل مواجهة أعمال الخيانة والخونة بحسب الوصف الحوثي الذي تطلقه على جميع الناس خارج صفوفها، أي أن الجماعة وصلت إلى المرحلة التي تخاف من "ظلها" إن صح التعبير.
لماذا الآن؟
منذ فشل الحملة الحوثية التي بدأت في 2019 وتوقفت في 2022 على مأرب بدأت الجماعة تعاني اختلالات عسكرية عميقة في صفوفها وسخطا قبليا واسعا، جراء ارتفاع أعداد القتلى في صفوفها وانهيار أسطورتها العسكرية وتفجر الصراعات بين قادة الجماعة المتنافسين بما فيهم محمد علي الحوثي والقيادي الآخر في الجماعة أحمد حامد مدير مكتب مهدي المشاط وعبدالكريم الحوثي وزير داخلية الجماعة في الحكومة غير المعترف بها.
كما أن (الطاووس) كان منخرطا في صراعات الجماعة الحوثية في السنوات السابقة، من موقعه كأمين عام لمجلس تنسيق المساعدات الإنسانية (سكشما) الذي يستقبل مليارات الدولارات من أموال المانحين ويعمل تحت رئاسة أحمد حامد، وأطيح به بعد خلافات شديدة حول تقاسم أموال المساعدات بين حامد ويحيى الحوثي شقيق المؤسس الهالك حسين الحوثي.
وبينما تستعر الصراعات بين محمد علي الحوثي وأحمد حامد حول العقارات في صنعاء خاصة بين المنظومة العدلية التابعة للأول وهيئة الأوقاف التابعة للثاني، من المتوقع أن يشكل جهاز مواجهة الاستقطاب أداة مواجهة جديدة لصالح الأوقاف ضد المنظومة العدلية باسم مواجهة الاستقطاب والحكومة.
كما تعاني المليشيا الحوثية من غضب شعبي هائل، تحول إلى قتال مسلح ضد الجماعة الحوثية كما في مديرية عيال سريح في عمران وخبزة في البيضاء، وذو محمد وبني نوف في الجوف.
في الوقت نفسه تشهد بعض المحافظات انفلاتا أمنيا هائلاً، كما هو حاصل في إب، أما في صنعاء فالبلطجة هي المنتشرة، وترى المليشيا أنها بحاجة جهاز إضافي جديد على الطريقة الإيرانية في تعدد الأجهزة الأمنية والعسكرية والمخابراتية، فهي تظن أنها ستتمكن من حماية نفسها من الغضب الشعبي.
إلى ذلك كان عبدالملك الحوثي قد ألقى سلسلة من الخطب التوجيهية لجماعته في مطلع الشهر الجاري، للتأكيد على أهمية إجراء تغييرات واسعة لتخفيف الاحتقان الشعبي ضدها، وربما كان هذا الجهاز في هذا السياق بما يؤدي إلى إضعاف الأجهزة الأخرى التي يستصعب الحوثي إزاحتهم أو تغييرهم.
الهدف الأول للجهاز:
صحيح أن مليشيا الحوثي تعتبر كل الناس غير أعضائها أعداء محتملين، لكن استمرار الهدنة منذ أبريل الماضي وحتى الآن، ومن المتوقع أن تمدد لستة أشهر أخرى بعد تعهد بايدن بتمديدها، خلق تحديات حقيقية أمام الجماعة في مواجهة من ثلاثة أطراف:
الأول: الشعب الغاضب بعمومه من الجماعة في جوانب عدة، أهمها الجانب الاقتصادي، وسلسلة الجرع الحوثية منذ الهدنة، وافتقار المليشيا الحوثية المبرر الظاهري الذي انقلبت فيه على الجمهورية في صنعاء 2014. وترجم ذلك الغضب الشعبي في شعارات خطت على جدران المدن بصنعاء وإب وذمار والبيضاء، كما وصل الغضب الشعبي ذروته في الحديدة في يونيو الماضي من بوابة الكهرباء والذي أجبر الجماعة على توفير كهرباء عمومية، مؤقتاً في المحافظة الساحلية.
الثاني لمواجهة الصراعات التي تشنها الجماعة ضد المؤتمر الشعبي العام بقيادة "صادق أمين ابوراس"، وجماعته في صنعاء، وهو أحد الأهداف الرئيسة التي يتوقع أن يطيح به جهاز الاستقطاب المعادي، خاصة أن أحمد علي نائب رئيس الحزب المعين من الجماعة نفسها ما زال في الإمارات، وتشن قناة الهوية ضد الحزب بسبب هذا المنصب هجوما شاملا على أبو راس.
وقد ساءت العلاقة بين الطرفين إلى حد أن تقول مصادر إعلامية إن الحوثي وضع أبو راس رهن الإقامة الجبرية في منزله بصنعاء.
الثالث: هي الأشد على المليشيا الحوثية وتخص جماعة المرشدين التي يقودها محمد عبدالله عوض المؤيدي وينازع عبدالملك الحوثي في منصب الإمامة وفق المذهب الزيدي الجارودي، وله أتباع ينتشرون في معاقل الحوثي وداخل الأسر الهاشمية نفسها التي تكونت منها جماعة الحوثي.
وتقول مصادر داخل جماعة المرشدين إن عبدالملك وأنصاره شنوا عددا من حملات الخطف والاعتقال بحق أنصارها بتهم نقض الولاء، وتنفي الجماعة هذه التهم لكنها تتهم الحوثي بالتحول عن المذهب الجارودي إلى الإثني عشري وبناء الحسينيات وتعتبر المؤيدي الأحق بمنصب الإمامة.