×
آخر الأخبار
  "المقطري" تطالب بإطلاق سراح المختطفات من سجون الحوثيين بصنعاء غارات عنيفة تستهدف مواقع عسكرية للحوثيين في صنعاء "القسام" تعلن قتل خمسة جنود إسرائيليين في مخيم جباليا ‫ تقرير حقوقي: نصف مليون جريمة قتل ارتكبتها عصابة الحوثي بحق اليمنيين خلال عشرة أعوام الحكومة اليمنية تعلن اعتزامها فتح سفارتها في دمشق مليشيا الحوثي تنظم دورات عسكرية لموظفي النقل في صنعاء "زنازين متعددة" .. صحفي يسرد تفاصيل سجن الأمن المركزي للحوثيين بصنعاء الوحدة التنفيذية تدعو لإنقاذ النازحين في مأرب من موجة البرد "كل شيء ذهب".. كيف دمرت قوات الاحتلال مخيم جباليا للاجئين؟ لدورهم في غسل الأموال .. عقوبات أميركية على 12 فرادا وكيانا حوثيا

«سبعة أدوار وطيرمانة».. الحوثيون يبنون ناطحات سحاب على أنقاض بلد

العاصمة أونلاين - خاص


الاربعاء, 09 أغسطس, 2017 - 05:47 مساءً


البيوت الصغيرة التي كانت توازي قامتك  وأنت تجوب حواري وأحياء أمانة العاصمة، عليك الآن أن تشرئب لرؤيتها وأنت تمسك بيدك على خلف رقبتك، حتى لا تنكسر .

إنها بيوت لأسر موتورة وفقيرة، استطالت فجأة على عاتق التحولات السياسية التي شهدتها البلاد مع الإجتياح الحوثي لصنعاء، أواخر سبتمبر 2014.

وقد قالت فاطمة لجارتها التي نزحت الى قرية بعيدة، في اتصال هاتفي، وهي تتأوه : " لو عدتِ إلى الحارة فلن تعرفينها . هل تعرفين بيت الكبسي والمؤيد والمتوكل والوشلي و العماد و .. هي الآن تناطح هام السحاب وعلينا أن نمر من تحتها بسرعة ، قبل أن تسقط على رؤوسنا .. فما أقسى أن يموت مستأجر تحت عمارة شاهقة ".

ومع دخول الحوثيين صنعاء وسيطرتهم على مؤسسات الدولة، بدا كما لو أن هذه البيوت تنفست الصعداء، من أطول حالة اختناق تربو على نصف قرن، هو عمر النظام الجمهوري في اليمن .

إذ سرعان ما تلطخت واجهات هذه الأكواخ باللونين الأبيض والأخضر الفاتح وشعارات الصرخة، وصور زعيم المليشيات الحوثية عبد الملك الحوثي والقائد الشهيد حسين بدر الدين وحسن نصر الله، إلى جانب الخِرَق الخضراء المقصوصة على شكل مثلث، وقد تدلت صورة كبيرة للشهيد القائد حسين بدرالدين من واجهات إحدى البيوت، بحيث غطت تماماً نافذتي البيت الوحيدتين وجزءاً من الباب .

لقد كانت هذه التمظهرات مؤشر خطر بالنسبة لعبد الله مرشد أحد سكان العاصمة وكثيرين من القاطنين فيها، وقال عبد الله بصوت تزينه بحة خفيفة : " هذه الألوان تكشف عن هويات قاتلة، تعيد اكتشاف نفسها وتطفو على السطح بشكل مقزز، إنها عملية فرز طائفي لمجتمع طالما ظل متعايشاً " .

وعملت هذه الألوان التي يغلب عليها الأخضر الفاتح في إحداث فرز من نوع آخر، ففي غضون وقت وجيز أخذت هذه البيوت في النمو المتصاعد رأسياً، بشكل جامح، غيّر من طبيعة المكان ورسم طابعاً عمرانياً مختلفاً لأحياء العاصمة .

من بين هذه العمارات الطارئة تبدو عمارة محمد العماد ، شقيق علي العماد رئيس لجنة الرقابة الثورية الحوثية ، ففي أقل من ثلاثة أشهر تحول المنزل ذو الطابق الوحيد ، ببنائه التقليدي ، إلى ناطحة سحاب بطابع بناء عصري وطيرمانة تعلو المنزل الذي ارتفع بسبعة أدوارإضافية ، ذات نوافذ كبيرة .

يقول علي الخولاني إن ناطحة العماد قد تهوي في أي وقت ، كونها بنيت على عجل ومنزل تقليدي لا يتحمل أكثر من دورين اضافيين من الطوب أو الياجور الأحمر .

ويرى الخولاني الذي يقطن في شقة بالايجار على ضفة شارع الزبيري أن " ناطحات الحرب " وهو مصطلح أطلقه على عمارات المسيرة القرانية التي ولدت في ظل عاصفة الحزم ، ستمثل استفزازاً دائماً لمشاعر اليمنيين ، فقد بنيت في وقت كان فيه أكثر من ثلثي سكان البلاد يواجهون المجاعة ، وكثير من سكان العاصمة كانوا يغادرون منازلهم خوفا من القصف الجوي ، أو عجزاً عن سداد الايجارات الشهرية .

" يحرصون جداً على أن يرى جيرانهم وكل اليمنيين عماراتهم وهي تتعملق عاليا في وضح النهار من أموال الدولة التي نهبوها والجبايات التي أثقلوا بها الشعب، وفي حين كان الناس يرون لصوص دولتهم وهم يبنون ناطحاتهم على أنقاض بلد، كان اللص في الطيرمانة، يمضغ القات، ويستجر من أعماقه نشوة المنتقم "، يضيف الخولاني وهو يطلق آخر دفعة دخان سيجارة في فمه .

 



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير